أيّهما أقوى، ما العمل !؟
أيّهما أقوى ، في المنطقة العربية ، اليوم .. إسرائيل ، التي تتحكّم بالحكّام ، من خارج دولهم !؟ أم إيران ، التي تغلغلت ، في الشعوب ، وصنعت لها ميليشيات ، منها ، في داخلها ، وباتت تفرض سياساتها ، في الدول ، على الحكومات ، عبر ميليشياتها الشعبية فيها ، التي صارت أخطر وسيلة ، لتمزيق المجتمعات والدول ، من داخلها ، والهيمنة عليها ، من داخلها .. والحكّام حائرون ، بين العبث الإيراني الداخلي ، بشعوبهم.. والتهديد الخارجي الإيراني، لكراسيهم ! والشعوب المقيّدة بتسلّط حكّامها ، أشدّ ، من حكّامها ، حيرة ؛ فلا هي تستطيع مجابهة الغزو الإيراني الداخلي ؛ بسبب القيود ، التي يقيّدها بها الحكّام – المقيّدون ، بدورهم ، من قبل الجهات الخارجية ، التي تملي عليهم قراراتهم - .. ولا حكّامها قادرون ، على حمايتها ، من هذا الغزو؛ لأنهم عاجزون عن حماية أنفسهم !؟ فما العمل !؟
هذا السؤال يستتبع ، بالضرورة ، أسئلة عدّة ، يَلد بعضُها بعضاً ، من أهمّها:
مَن يجيب ، على هذا السؤال ؟
والجواب ، على هذا السؤال ، هو السؤال الآخر: مَن الجهة المعنية به ، لتجيب عليه ؟
إن الجهة المعنية به ، هي مجموعات من البشر، تسمّى الشعوب ، وهي ، بالضرورة ، الشعوب المتأثّرة بهذا النزاع ، أو بهذه الحيرة ، أو بهذه الفتن ، التي تدع الحليم حيران !
وإذا كانت الشعوب ، بجملتها ، حائرة ، كحكّامها ، فهل ثمّة فئات ، منها ، مؤهّلة للإجابة؟
وهنا ، تبحث الأذهان ، مباشرة ، عن النخب ، التي يُفترض أنّها أكثر وعياً ، من شعوبها ، الحاضنة لها ، بشكل عامّ !
وإذا كانت هذه النخب ، ذاتها ، موزّعة الاهتمامات ، بحسب : توزّع عقولها .. وتدرّج مداركها، بين العلوّ والسفول .. وتنوّع طباعها وأخلاقها ، بين التماسك والتحلّل .. وتنازع ولاءاتها الفكرية والسياسية ، بحسب هذا ، كلّه ، بين ولاءات للسُلَط المتحكمة ، وانتماءات إلى الكتل البشرية، البائسة المضطهدة.. فهل ثمّة عقول متماسكة، واعية مخلصة، متبصّرة بواقعها، متفوّقة عليه، قادرة على استيعابه في حاله ، وعلى استشراف مآله ؟
هاهنا ، يجب أن ينصبّ البحث ! وقد يطول زمنه ، حتى تطلّ هذه العقول ، برؤوسها ، من بين رؤوس الملايين ، قائلة ، أو قائلاً رمزٌ من رموزها ، مؤهّل للحديث باسمها:
وسوم: العدد 831