بيان بشأن عودة بعض الدعاة إلى " حضن النظام "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، و بعد:
فقد بلغنا في المجلس أن بعض الدعاة والناشطين في الثورة السورية عادوا إلى مناطق سيطرة النظام أو أنهم يرتبون أمورهم ليعودوا ويستعدون لذلك، و إننا في المجلس الإسلامي السوري انطلاقاً من واجبنا الشرعي و حرصاً منا على مصلحة الثورة نرى لزاماً علينا أن نبين لهؤلاء حقيقة و خطورة ما هم مقدمون عليه، فلا يخفى على الجميع أن إجرام النظام لا يقف عند حد، فقد جمع هذا النظام بين الظلم والغدر ، فإجرامه أوصلنا الى مئات آلاف الشهداء وملايين المشردين ومئات الآلاف من الجرحى و المصابين ومثلهم من الأسرى و المعذبين، وأما غدره فليس آخر غدراته تلك التي كانت مع أبناء المناطق التي دخلت مؤخراً فيما سمي مصالحات، فقد قام باعتقال رجالاتها وزج شبابها في صفوف ميليشياته التي تقاتل أبناء الوطن في أماكن أخرى، و لا يبعد أن يستدرج النظام بعض الدعاة والناشطين و يعطيهم الأمان في الظاهر إلى حين ليستدرج بهم غيرهم فيقود الجميع بغدره إلى سجن العبودية و الذل و الهوان، إن دماء شهدائنا لم تجف، و صرخات المعذبين والمعذبات لم تخفت، وأنات الثكالى والأيتام تتعالى في جنبات الوطن، وأعلام الحرية و الكرامة لم ترفرف بعد على ربوع سوريا الحبيبة، و إننا نربأ بأهل العلم وناشطي الثورة أن يكونوا عوناً للنظام المجرم على طمس آثار الجريمة وإلقاء التهمة على الثائرين الذين خرجوا بصدور عارية ينشدون الحرية و الكرامة لا يبغون عنها بديلا.
إن عودة الدعاة الى “حضن النظام” هي بمثابة صك براءة له من جرائمه، وخذلان لكل أم مكلومة أو فتاة مغتصبة أو يتيم محروم، وإن المجلس الإسلامي السوري ليؤكد على استمرارية الثورة على نظام الفساد و الاستبداد، ويقف ثابتاً على مبادئها العادلة حتى ينتصف كل مظلوم و يعاقب كل مجرم، وعندها فقط نعود معززين مكرمين رافعي الرؤوس، يواسي بعضنا بعضاً، ونضمد جراحاتنا مستعينين بالله على معركة البناء والنهضة.
وأخيراً فإننا في المجلس الإسلامي السوري إذ نؤكد على استمرارية الثورة وعدالة مطالبها فإننا نشيد بمظاهرات الأسابيع الأخيرة في المحرر من أرضنا، هذه المظاهرات التي أعادت للثورة روحها و أصالتها وألقها و أكدت للعالم أجمع أن شعبنا مازال على العهد مع الشهداء و الشرفاء، وأن حقاً لن يضيع ما دامت هذه الحناجر تصدح بنداء الحرية وتحارب الظلم و الظُلاّم، و إن غداً لناظره قريب، وفق الله شعبنا الأبي المصابر، ونصر أمتنا على كل الطغاة والجبابرة والمجرمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
13 محرم 1440 هــ الموافق 23أيلول 2018م
وسوم: العدد 832