يَنحَرون القيَم ، ويتاجرون بها ! ولمَ لا ؟ ألسنا في عصر العجائب!؟

 وردَ في المثل : فاقدُ الشيء ، لا يعطيه ! كما وردَ : اتبَع البومَ ، يدلّك على الخراب!

نماذج :

قيم أمريكا : تعتزّ أمريكا ، بقيَم المؤسّسين الأوائل(الآباء!) ، الذين أسّسوا أمريكا ، على جماجم السكّان الأصليين (الهنود الحمر) ، الذين كان سلاحهم ، القوس والنشّاب ، وأدوات القتال البسيطة القديمة ، بينما سلاح الآباء (المتحضّرين!) بنادق ومسدسات! وكانوا يصطادون الهنود الحمر، كما يصطادون الطيور، والحيوانات البرّية.. حتى لم يبقَ من هؤلاء السكّان، إلاّ القليل!

ثمّ بدأ الآباء ، يبحثون عن عبيد ، يستخدمونهم ، في أعمالهم اليومية ، فاتّجهوا نحو إفريقية، بسفنهم، التي كانوا يحشرون فيها الزنوج ، ويقيّدونهم بالسلاسل، ويأخذونهم إلى الأرض الجديدة ، أمريكا، ويمارسون عليهم، أسوأ أنواع الاضطهاد! ثمّ حين استقرّت دولتهم الأمريكية، المتحضّرة، مارسوا ضدّ الزنوج ، سياسة التمييز، فكانوا يضعون لافتات ، على أبواب المحلاّت ، تحظر دخول الزنوج والكلاب ! كما كانت مدارس الطلبة البيض ، محظورة على أبناء الزنوج ، وكذلك وسائل النقل، وغيرها من الأماكن العامّة! وقد استمرّت هذه السياسة، إلى أواسط القرن العشرين!

أمّا الحروب العدوانية ، الهمجية الشرسة ، التي خاضتها أمريكا ، ضدّ الكثير من دول العالم ، مثل : فيتنام ، وأفغانستان ، والعراق ، وغيرها .. فحدّثْ عنها ، ولا حرج !

قيَم ترامب : أمّا قيم ترامب ، التي خالف فيها قيم أمريكا ، كما يزعم بعض الساسة والمشرّعين، فهي القيم الأمريكية الأصيلة ؛ قيم الآباء المؤسّسين ، إلاّ أنها مورست ، بصيغة مختلفة ، قليلاً؛ فالرجل مجرّد تاجر، من النوع الرخيص ! وأساس تجارته ، مبنيّ على أمرين ، هما : بيوت الدعارة ، وصالات القمار.. ومنهما جمع ثروته الطائلة ! فلومُ بعض المشرّعين ، له ، واتّهامهم إيّاه ، بمخالفة القيم الأمريكية ، إنّما هو ناجم ، عن مناكفات حزبية ، أو شخصية ! وعند بعض الصادقين ، هو نوع من خداع النفس ، والمتاجرة بالأوهام !

مهرّب الحشيش التائب ، المتصدّق بتَنكَة حشيش :

سُجن أحد الفضلاء ، سياسياً ، مع مجرمين محترفين ، وأثّر في نفوسهم ، فتاب بعضهم ، ومنهم مهرّب حشيش : تاب ، ونَذرَ أن يتصدّق ، بتنكة حشيش ، لوجه الله ، عند خروجه من السجن!

بشار أسد ، يمنح شهادات الوطنية : بشار أسد ، الذي استقدم المحتلّين الفرس والروس ، إلى بلاده ، ليحافظوا على حكمه ، من السقوط .. مازال يقف ويخطب ، ويوزّع شهادات في الوطنية، على المواطنين في سورية ، ويتحدّث عن السيادة الوطنية !

الرافضة يسمّون دولتهم ، الجمهورية الإسلامية : لقد بُني دينهم ، أساساً ، على مبادئ راسخة، أهمّها هدمُ الإسلام ، بصفته ديناً ؛ وذلك عبر تشويه صورته ، في الأذهان ، وعبر اتّهام أمّهات المؤمنين ، بما هنّ بريئات منه ، وعبر اتّهام الصحابة ، الذين نقلوا الإسلام ، وفي مقدّمته القرآن الكريم ، بالردّة عن الإسلام !

هؤلاء الرافضة يسمّون دولتهم : الجمهورية الإسلامية.. فليعجَب مَن شاء!

وسوم: العدد 832