“كارنيجي”: تسعة أسباب تجعل تصنيف “الإخوان منظمة إرهابية” قرارا خاطئا
رصد موقع "مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي"، تسعة أسباب تجعل من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعتزم فيه، إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، قرارا خاطئا، ما يؤدي إلى عواقب قد تؤثر على الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب الباحثيْن "ميشيل دون" و"أندرو ميلر"، فإن ثمة أسباب قانونية ودبلوماسية وبراغماتية وحقوق مدنية تجعل مثل هذا التصنيف مقوضا للجهود المبذولة لحماية الأمريكيين من خطر الإرهاب، يمكن تحديدها في تسعة أسباب.
وأفاد التقرير بأن السبب الأول: لا ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين التعريف القانوني لمنظمة إرهابية أجنبية. كما لا توجد أدلة موثوقة على أنها، كـ"منظمة" تستخدم العنف لتحقيق أهداف سياسية، فضلا عن أنها لم تستهدف الأمريكيين عمدا.
مشكلات دبلوماسية
أما السبب الثاني: فقد تم بالفعل تصنيف الفروع القليلة من جماعة الإخوان المسلمين التي أصبحت عنيفة – مثل حماس وحسم ولواء الثورة - على أنها منظمات إرهابية. وبالتالي، فإن تسمية جماعة الإخوان المسلمين على نطاق أوسع لن يعطي الولايات المتحدة أدوات إضافية لملاحقة هذه الجماعات.
ورأى التقرير، أن السبب3 الثالث: من شأن استهداف جماعة الإخوان المسلمين على نطاق واسع أن يخلق سلسلة من المشكلات الدبلوماسية؛ لأن الأحزاب السياسية ذات الجذور الإخوانية تخدم في البرلمانات وحتى الحكومات في العديد من البلدان. لكن حتى التصنيف الضيق لفرع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، سيظل يلحق الضرر بنفس القدر بمصالح الولايات المتحدة لجميع الأسباب التالية.
وفي السبب الرابع، فقد أكد التقرير أن "القانون الأمريكي لا يسمح بالتصنيف القائم على الإيديولوجية فقط بدلاً من أعمال العنف. والقيام بذلك سوف يسيس العملية".
فيما كان السبب الخامس، أنه "من خلال الانضمام إلى البلدان التي تصنف الجماعة بأنها إرهابية لأسباب سياسية (مثل مصر والسعودية والإمارات)، فإن الولايات المتحدة تشوه الشرعية الدولية لتصنيفاتها الأخرى، بما يؤدي إلى تآكل مصداقية جهود مكافحة الإرهاب".
والسبب السادس: يتسبب التصنيف في زيادة الشعور المناهض للولايات المتحدة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم. يرى معظم المسلمين في جميع أنحاء العالم أن هذا التصنيف هو الأحدث في سلسلة من الخطوات المعادية للمسلمين من جانب إدارة ترامب، مثل حظر السفر والسياسة الأمريكية المتغيرة بشأن القدس. الرئيس الأمريكي متهم بالفعل بإذكاء الإسلاموفوبيا دوليا.
"الدولة" والقاعدة يحتفلان
وأكد التقرير في السبب السابع، أن تنظيما الدولة والقاعدة سيحتفلان بهذا التصنيف كدليل على حجتهما القائلة بأن النشاط السياسي الذي يتسم باللاعنف لا جدوى منه. وسوف يستخدمون التصنيف في جهودهم لتجنيد شباب إسلامي يائس ومعزول، كان يؤمن ذات يوم بالسياسة السلمية.
وفي السبب الثامن، فقد يؤدي التصنيف إلى عواقب وخيمة على المسلمين في الولايات المتحدة، الذين يشكلون حاليا أقل من 2 بالمئة من السكان. وأي شخص يشتبه في أن له صلات بالجماعة سيكون عرضة لخطر تجميد أصوله، أو ترحيله إذا لم يكن مواطنا. وسوف تضغط الجماعات الكارهة للإسلام - التي لها اتصالات داخل إدارة ترامب - على مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في كل مسجد أمريكي أو جمعية خيرية إسلامية بحثًا عن صلات محتملة بمستشفيات وعيادات ومنظمات دينية تدعمها جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وفي السبب التاسع الذي ساقه "كارنيجي"، فإن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين سيحول حتما موارد الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب بعيدا عن الإرهابيين الحقيقيين الذين يسعون فعلا لقتل الأمريكيين، مثل فروع تنظيمي الدولة والقاعدة.
وشدد التقرير في النهاية، أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأنها منظمة إرهابية أجنبية سيكون حيلة سياسية تؤدي إلى نتائج عكسية تجعل جميع الأمريكيين أقل أمانا.
وسوم: العدد 834