أيّها أقسى على الأرحام : تقطيعها ، أم ظلمها؟
مَن هم الأرحام ؟
الأرحام: هم الأقارب ، من جهة الأمّ ، ومن جهة الأب ! فالآباء والأمّهات ، والأجداد والجدّات، أرحام.. والأولاد وأولادهم ، من ذكور وإناث ، وأولاد البنات ، كلّهم ، أرحام ! وهكذا الإخوة والأخوات وأولادهم ، أرحام.. وهكذا الأعمام والعمّات ، والأخوال والخالات ، وأولادهم ، أرحام .. داخلون كلّهم ، في قوله جلّ وعَلا): وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (، وداخلون في قوله ، متوعدًّا أهلَ القطيعة ، بقوله : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) ، وداخلون في قول النبي ﷺ: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، وداخلون في قول النبي ﷺ ، أيضًاً: ( من أحبّ أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أجله ؛ فليصل رحمه)! وداخل في قوله ، عليه الصلاة والسلام) :لمّا خلق الله الخلق: قامت الرحم فقالت: يا ربّ ، هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال ، جلّ وعَلا: ألا ترضين ، أن أصل مَن وصلك ، وأن أقطع من قطعك؟ فقالت: بلى ، يا ربّ، فقال: ذلك لك )! وفي لفظ ، قال ، جلّ وعَلا: (مَن وصلَها وصلتُه ، ومَن قطعَها بَتَتّه (.
قال تعالى:(فهل عَسيتم إن تولّيتم أن تُفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامَكم).أيّها أقسى على الأرحام: تقطيعُها،أم ظُلمها؛بأكلِ حقوقها؟
أشكال صِلة الأرحام ، وتقطيعها:
الصلة درجات : بعضُها أرفع من بعض، وأدناها تركُ المهاجرة ، وصلتُها بالكلام ، ولو بالسلام! ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحبّ ! لو وصَلَ بعض الصلة ، ولم يصل غايتها ، لا يسمى قاطعاً، ولو قصّر عمّا يقدر عليه ، وينبغي له ، لا يسمّى واصلاً .
أشكال ظلم الأرحام ، من أبرزها :
أكلُ الحقوق ، عامّة ، الحقوق المادّية والمعنوية !
أكلُ الحقوق المكتسبة ، من الميراث ، كأن يأخذ الذكور من الميراث ، حقوقهم ، وحقوق غيرهم، من النساء والأطفال والعجزة ، ونحوهم !
الإساءة إلى الأرحام : بالضرب ، أو بأذى اللسان ، من إهانة وشتيمة ، وتحقير وتعنيف ، وكل ما يؤذي السمعة ، أمام الآخرين ، ونحو ذلك !
وسوم: العدد 836