الدعوات إلى إلغاء عقوبات الجرائم الأخلاقية استفزاز لمشاعر الأمة المغربية المسلم
ترتفع بين الحين والآخر أصوات الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا دفاعا عن جرائم أخلاقية بذريعة الدفاع عما يسمونه حقوقا وحريات فردية متجاهلين أو ضاربين عرض الحائط مشاعر الأمة الدينية .
والمؤسف أن هذا يحدث والجهات المسؤولة ساكتة على ما يحدث، وكأنها راضية به أوأنها تتحين الفرصة المواتية للانصياع لمطالب هؤلاء المفسدين الذي يستهدفون منظومتنا الأخلاقية بهدف تدميرها ، والنيل من مناعة الأمة التي تصون هويتها الإسلامية .
وبمجرد الرد على دعاة الإباحية تنبري له وسائل إعلامية رقمية وورقية مشبوهة تتهم أصحابه بنعوت التزمت والتطرف والظلامية والقروسطية ، وغير ذلك من العبارات المسيئة التي تنم من جهة عن سوء خلق ، وتعبر من جهة ثانية عن اعتداء على الغير لمجرد تعبيره عن رأيه، وهو ما تكفله له حرية التعبير ، وهي حرية لا تحضر الإباحيين حين يطلقون ألسنتهم بالسوء في حق من ينكر عليهم إباحيتهم وانحطاطهم الأخلاقي ، وفي المقابل ينعقون بالدفاع عما يسمونه حقوق وحريات الشواذ والزناة ومنحطي الأخلاق ، وما هي بحقوق ولا حريات إن هم إلا يفترون .
ومعلوم أن عموم المغاربة مسلمون أبا عن جد ، وهم أكثر الشعوب المسلمة محافظة على قيمهم وأخلاقهم الإسلامية ، وحرصا على تدينهم كما يشهد بذلك الواقع المعيش ، وهو ما لا ينكره إلا منكر مكابر أو جاحد و فاسد طوية . وليس من الضروري أن يصنف من ينكر الجرائم الأخلاقية ضمن جماعات دينية معينة وهي حيلة مكشوفة يلجأ إليها دعاة الفساد الأخلاقي للإيهام بأنهم في دعواتهم الإباحية إنما هم على خلاف مع تلك الجماعات ، والحقيقة أنهم على خلاف مع عموم الشعب المغربي المسلم الذي لا يمكن أن يتساهل معهم في استهدافهم لهويته الإسلامية وقيمه الأخلاقية . ولقد باتت نسبة إنكارالفواحش لفئات أو جماعات معينة كما يدعي ذلك الإباحيون مكشوفة وممجوجة لدى الرأي العام المغربي الذي ينكر كله ذلك .
ومعلوم أن دعاة الإباحية إنما هم شرذمة قليلة صنع منهم الإعلام المشبوه والمأجور أغلبية وهمية في هذا البلد للإيهام بأن عموم الشعب يسايرهم في إباحيتهم وسقوطهم الأخلاقي . وتعمد بعض المواقع الرقمية المشبوهة إلى تذييل مقالاتهم بتعليقات يكون نصيب الأسد فيها مؤيدا لهم لإعطاء انطباع كاذب بأن لهم أنصارا ومؤيدين كثرا ، وهي حيلة ماكرة وخبيثة من أجل التمهيد والتوطئة للتطبيع مع الفواحش والانحلال الخلقي .
ومعلوم أن حدة الدعوات الإباحية قد ازدادت بشكل ملحوظ بسبب تداعيات ثورات الربيع العربي التي أثبتت المناعة الإسلامية للأمة العربية التي ثارت ضد فساد سياسي هو أصل كل فساد استهدف هويتها الإسلامية بالدرجة الأولى . ولهذا السبب انطلقت دعوات الإباحية بشكل ملحوظ ، وتم تمويلها من طرف أنظمة فاسدة أصبحت اليوم مكشوفة الوجه بعد سقوط قناعها وتأكيد الواقع ضلوعها في نشر الفساد والفوضى في كل ربوع الوطن العربي من أجل ترجيح كفة فسادها ، وضمان استمراره ، وتغيير المسار الذي اختارته الأمة العربية المسلمة من خلال حراكها وثوراتها في ربيعها المغتصب من طرف محاور الشر الخارجية والداخلية .
إن آخر دعوة برفع التجريم عن الجرائم الأخلاقية وتحديدا فاحشة قوم لوط ، والزنا والخيانة الزوجية ،وهي جرائم غيرت أسماؤها واستبدلت بمسخ من قبيل المثلية ،والعلاقة الجنسية الرضائية، وحرية الجنس تؤكد أن جراثيم أو فيروسات الفساد تنشط إعلاميا في غياب الرقابة لتحقيق ما تصبو إليه ، ولتصيب جسم الأمة المغربية بداء الانحلال الخلقي القاتل والمدمر لمناعته الأخلاقية .
ومعلوم أن الدعوات الإباحية إنما تستهدف بالأساس استئصال الإسلام من مناطق نفوذه التاريخية من أجل أن تجعل الطريق معبدا لعلمانية فاجرة تحذو حذو العلمانية الغربية التي صار فيها الإنسان الغربي بلا كرامة ، وانحطت به إلى درك البهيمية حتى صار يرى القذارة الجنسية حقا وحرية يفاخر بها ويدافع عنها . ولا يخلو دعاة الإباحية أن يكونوا إما شواذ جنسيا يرغبون في تعميم الشذوذ للتغطية على شذوذهم أو يكونوا ذئاب جائعة ترغب في نهش أعراض الآخرين ، وهي ترفض في المقابل أن تنهش أعراضها .
ونتحدى الذين يدافعون عن المثليين أن يصرحوا علانية أنهم مثليون ، وأن يرضوا ذلك لأبنائهم وبناتهم ، وهو تحد شبيه بالتحدي الذي يتحدى به الشيعة الذين يجيزون المتعة ويحلونها ويرغبون فيها ، ولكنهم حين تسألهم : هل ترضون ذلك لأزواجكم وبناتكم ؟ يغضبون ويزبدون ويرغون ولا يقبلون ذلك ، وكذلك الشأن بالنسبة لمن يدافعون عن فاحشة قوم لوط إذا طلب منهم أن تمارس عليهم أوعلى أبنائهم وبناتهم .
ونتحدى أيضا المدافعين عن جريمتي الخيانة الزوجية والزنا أن يسمحوا أن يزنى بزوجاتهم وبناتهم بعلمهم ورضاهم . وإذا كان الجواب عن هذا التحدي كجواب الشيعة بالنسبة للمتعة ،نقول لهم : كيف يعقل أن ترضوا لغيركم ما لا ترضونه لأنفسكم ؟أما الذين يرضون ذلك لأنفسهم ولأهليهم ،فلا حديث معهم ، ولا نقيم لهم وزنا ، وقد مرغوا كرامتهم في وحل الدياثة، وكفى بها ذلا وهوانا .
ونريد أن ننوه بعضو المجلس العلمي الأعلى الذي طالب بمحاسبة الداعي إلى الإباحية ، ونتمنى أن يسانده في ذلك كل أعضاء هذا المجلس المنصوص عليه في دستور البلاد، والموكول إليه حماية الهوية الإسلامية للأمة المغربية . ونريد من المجالس العلمية المحلية التابعة للمجلس العلمي الأعلى أن تنهض بمهمة محاربة الدعوات الإباحية عبر منابر الجمعة ، وألا تلتزم الصمت ، وحصون الأخلاق تدك من قبل المفسدين في هذا البلد الذي أنعم عليه الله عز وجل بنعمة الإسلام منذ الفتح الإسلامي المبارك وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وبقي أن نقول في الأخير للمسؤولين إن السكوت على استفزاز الإباحيين مشاعر المغاربة الدينية واستهداف قيمهم الأخلاقية لعب بالنار نحذركم منه بشدة ، علما بأن النار أول من تحرق الذي يتفرج على إضرامها، ويسكت على من يضرمها.
وسوم: العدد 844