محاولة إسرائيلية "لسلام احدب" مع بعض دول الخليج العربي
شيئ مثير للعجب ومثير للتساؤل حول صمت الطرف العربي ومقلق في ذات للجميع و العالم الذي عادة ما ينادي بالسلام الشامل والعادل وليس الفلسطينين فقد يعتبر تهديد للدور الدولي والتخلي عن استراتيجية تحقيق السلام العادل في المنطقة وترك اسرائيل تعبث بمصير السلام الشامل كما يحلوا لها وبما يحقق غرورها وكبريائها ومشاريعها العنصرية . وكل هذا يتضح الان هو محاولة اسرائيل ازاحة الصراع عن مركزة الحقيقي وتفتيت ملفاته وتصفية الحساب وتحييد بعض الدول العربية من خلال الولوج في عملية "سلام احدب" في منطقة الخليج العربي لتحقيق سلام وهمي وانهاء صراع تدعي اسرئيل انه قائم بينها وبين تلك الدول , اسرئيل من جديد تريد ان تتملص من المسؤلية الحقيقية عن التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة وتحاول ان تقول ان سلاما ما سوف يحقق الامن والاستقرار مع دول الخليج العربي دون ان يتحقق السلام مع الفلسطينين او تلجأ اسرئيل لطاولة المفاوضات تضطر فيها للاعتراف بحقوق سياسية تقود لتقريرمصير الشعب الفلسطيني و بالتالي تقبل بقيام دولة فلسطينية علي اساس قرارات الشرعية الدولية وعلي اساس مرجعيات عملية السلام واهمها مبدأ حل الدولتين والارض مقابل السلام . فلسفة خرقاء وازاحة عمياء ورائها اهداف كبيرة تريد اسرائيل تحقيقها واولها الالتفاق علي الصراع مع الفلسطينين واعتباره الا صراع وتقديم الحلول التي ترتئيها مناسبة لها بعد ضم اراضي الضفة الغربية علي الحدود الشرقية اي غور الاردن وشمال البحر الميت .
صاحب هذه الفلسفة اليوم وزير الخارجية الاسرائيلي "يسرائيل كاتس" الذي بدأ منهمكا في اعداد مبادرة ومناقشتها مع من استطاع الالتقاء به من وزراء الخاريجة العرب علي هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة 74 في نيويورك , هذه المبادرة ترمي الي عقد اتفاق دفاع مشترك بين اسرائيل وبعض الدول العربية علي اعتبار ان الطرفان وجهة واحدة لتهديد واحد وهو التهديد الايراني وهذه المبادرة تنهي بالمقابل حالة الصراع بين اسرئيل ودول الخاليج التي بقيت وعاشت لعقود بسبب الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينينة والعبث بعملية السلام زمنا طويلا والتهرب من استحقاقاتها . يعتقد كاتس انه بهذه الخطة سينهي حالة النزاع بين اسرائيل والدول العربية في الخليج العربي وقال انها خطوة تاريخية تنهي النزاع وتمكن التعاون المدني حتي توقيع الاتفاقية واعترف كاتس بانه قد قدم هذه الخطة الي العديد من وزراء الخارجية العرب علي هامش اجماعات الجمعية العامة للامم المتحدة السنوية وايضا ناقش هذه الخطة مع مبعوث ترامب المستقيل لعملية السلام جيسون عرينبلات , وحسب التقارير الاعلامية الاسرائيلية فان "يسرائيل كاتس" اتفق مع بعض من وزراء الخارجية العرب تشكيل فرق عمل لدفع توقيع معاهدة بهذا الاتجاه بين اسرائيل ودول الخليج العربي .
يسرائيل كاتس كغيره من دهاقنة الحقد الصهيوني واصحاب نظريات المكر العنصري المنزرع في اعماق النفس الصهيونية يريد ان يطبع مع العرب علي حساب القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية تحت زريعة حالة وهم صنعتها اسرئيل واطراف اخري بالاقليم علي اعتقاد ان العرب سيهرولو الي اسرئيل طالبين الحماية من التهديد الايراني ومن خلال هذا المدخل تحقق اسرائيل حالة من التطبيع الكبير مع دول الخليج ينعكس عليها اقتصاديا وسياسيا وامنيا وفي نفس الوقت يضعف الموقف الفلسطيني المطالب بحق تقرير المصير في دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس , لعلي ادرك ان الكثير من العرب بدأوا يدركوا ان التهديد الايراني الذي تتحدث عنه اسرئيل والولايات المتحدة التي كانت تريد المال لوقف هذا التهديد والدفاع عن العرب مبرمج بدقة وعلي اعلي المستويات بين امريكا واسرئيل وايران نفسها . ولعل ادرك ان كل الدول العربية بالخليج لا تستطيع ان تقدم علي مثل هذه الخطوة الخطيرة ليس لانها تعرف فقط انها قد تساهم في تصفية القضية الفلسطينية بل لانها ايضا لا تتجرأ ان تقدم علي هذه الخطوة طالما العربية السعودية تمانع في ذلك ولا تقبل باي شكل من الاشكال السماح لاسرائيل بالتسلل الي العمق العربي بما تريد اسرئيل .
محاولة اسرائيلية للدخول للعرب من خلال خطوط التفافية كالتي اعتادت ان ترسمها في التعامل مع قضايا الصراع العربي الاسرائيلي ومن خلال هذا الطريق الالتفافي الذي تعتقد اسرئيل انها ستنجح فيه ان اجلا او عاجلا بسبب التوتر بين العرب انفسهم اي قطر والسعودية والامارات والحروب الدائرة الان بين السعودية واليمن والتي هي في جوهرها ساحة للعب الكبار كساحة سوريا والتي تحتاج فيها السعودية والامارات الي المزيد من السلاح ومزيد من التحالفات في وجه التمدد الايراني والحروب بالوكالة التي نجحت فيها ايران وحلفائها السريين حتي الان وهددت العمق العربي ومواقعه الاستراتيجية وكل محطات تكرير البترول وخطوط التصدير . محاولة اسرائيل بائسة لن تفضي الي اي عملية سلام حقيقي وان حدث ذلك سيكون "سلام احدب" بمعني سلام بين اسرئيل ودولة واحدة بالخليج العربي ليس اكثروهنا تكون اسرئيل قد وجدت طريق التفافي علي الاقل لعمق الخليج العربي ما يفتح لابرام تفاهمات مع بعض الدول في قضايا اقتصادية وامنية لكن لن تصل بالمطلق الي حالة سلام حقيقي تكون فيه العربية السعودية علي رأس اي اتفاق قبل ان ينتهي الاحتلال الاسرائيلي ويطبق مبدا حل الدولتين حسب المرجعيات الدولية وقرارات الامم المتحدة , وبالتالي لن تدخل اسرئيل الي ثوابت الفلسطينين من خلال العمق العربي ولن يتحقق اهم ما تتضمنه مبادرة السلام الامريكي المسماة " صفقة القرن" .
وسوم: العدد 846