إحراق العلم الوطني إساءة صارخة إلى مشاعر الأمة المغربية تستوجب متابعة ومعاقبة الجناة بالصرامة اللازمة
تلقى الرأي العام الوطني نبأ إحراق شرذمة من المتعصبين عرقيا أو طائفيا العلم الوطني المغربي فوق التراب الفرنسي بذريعة المطالبة بإخلاء سبيل معتقلي الريف . وقد التقطت صور لبعضهم وهم يلتحفون بخرقة ما يسمونه العلم الأمازيغي الطائفي وهم يضرمون النار في العلم الوطني المغربي متعمدين الإساءة إلى مشاعر الأمة الوطنية والدينية ،لأن هذا العلم يرمز إلى كل ما يزخر به تاريخ المغرب قديما وحديثا دينيا ووطنيا وحضاريا وثقافيا ، فضلا عن كونه يرمز إلى الدماء الزكية التي سالت من أجل هذا الوطن عبر تاريخه الطويل .
ويعتبر إحراق علمنا مساسا بقلوبنا ، فإذا كان وضع الأيدي على القلوب حين ترفع الأعلام أثناء تحيتها ، فإن ذلك يعني محبتها في القلوب . ولا يوجد أشد ولا أقسى على القلوب من أن يساء إلى المحبوب .
ولا بد من فتح تحقيق دقيق في الجهة وفي الأشخاص الذي أقدموا على هذا الفعل الشنيع لمعاقبتهم بما يستحقون من عقاب . ولا شك أن الذي أغراهم وشجعهم على فعلهم الدنيء هو غض الطرف عن رفعهم خرقا ولا نقول أعلاما ترمز إلى العصبية القبلية والطائفية في وطن الجميع الذين لا يميزهم عرق أو طائفة أو لغة وهم فيه سواسية كأسنان المشط .
وردا على الفعل الشنيع الذي مس المغاربة في كرامتهم الوطنية وهويتهم يجب مستقبلا منع رفع أي خرقة لها دلالة عرقية أو عصبية من الآن فصاعدا مع العلم الوطني باستثناء أعلام الفرق الرياضية التي تنحصر دلالتها في التعبير عن نشاط رياضي كما هو الشأن بالنسبة لكل أقطار العالم .
وإن رفع خرقة طائفية تذكي النعرة العصبية وهو سلوك في منتهى التخلف وهي ترفع أيضا في بلدان الجوار يعتبر محاكاة لما يفعله الأكراد في منطقة الشرق الأوسط والذين يحلمون بإنشاء وطني عرقي لهم ، وفي نفس الوقت يعتبر دعوة انفصالية مكشوفة لا غبار عليها بل أكثر من ذلك يعتبر تهديدا لهوية الوطن الذي لا يمكن أن يكون الولاء لغيره من عرقية أو طائفية.
وإذا كان المتهورون الذي أقدموا على فعلهم الشنيع يظنون أنهم قد قدموا خدمة لمعتقلي الريف ، فإنهم بالعكس زادوا قضيتهم تعقيدا ، وأغرقوا سفينتهم على حد قول المغاربة عوض أن يدفعوا بالتي هي أحسن في اتجاه انفراجها معبرين عن صدق وطنيتهم ، وعن تحررهم من النعرة الطائفية التي أعمت أبصارهم وبصائرهم ، وجعلتهم يتصرفون تصرف أعداء وحدتنا الترابية برفع خرقتهم مع العلم الوطني في كل تظاهرة .
وأخيرا نأمل ألا يسمح مستقبلا بتكرار مثل هذا الفعل الشنيع وأن يتعامل معه بالصرامة اللازمة . وعلى الدولة الفرنسية أن تتخذ الإجراء المناسبة ضد من يستهدفون وطننا بمثل هذا الفعل المسيء ، وألا توفر الملاذ والحماية للفاعلين تحت أية ذريعة حقوقية أو غيرها .
وسوم: العدد 848