من الأهوال الجسام .. في بلاد الشام (2)
من الفظائع التي ذاقها الشعب السوري
من النظام الدموي الطائفي عدو سوريا
نداء آخر – ونرجو أن يكون الأخير لأبناء الطائفة العلوية في سوريا :
أنتم تعلمون - والجميع يعلم – أن النظام القمعي الفاسد السارق – الذي يتحكم في سوريا .. نظام طائفي حتى العظم – مهما حاول أن يغطي طائفيته وحقده بأستار بالية مستهلكة كحزب البعث والديمقراطية والوطنية والممانعة ..والصمود [ المصدي ] ..إلخ !
- كما تعلمون ويعلم الجميع ..أن النظام يضرب بسيف الطائفة العلوية [ النصيرية ] .. وأن العصب الأساسي لكل أدوات قمعه وإجرامه ..هي من أبناء الطائفة ..وأنه تجاوزالحدود في تدمير مقومات وموارد سوريا ..وفي إيذاء شعبها وظلمه.. وأنه نظام المذابح الجماعية والفردية الأكثر إجراما في العالم ..وأنه عدو للإسلام والعرب – مهما تظاهر بغير ذلك .. وأن بعض عشائركم الحرة تبرأت من ذلك النظام وتصرفاته الرعناء الدامية ..وأنه أكد دمويته في الأحداث الأخيرة ..بمقابلة التحركات السلمية .. بالرصاص والقتل والحقد والافتراء والتزوير ..وحصر الوطنية فيه ..وعد كل ماعداه – أو مَن عاداه - عميلا خائنا كافرا خارجا على كل شيء !.. وهو هو الذي سلم الجولان للعدو اليهودي تسليما .. ولم يبادر إلى أي رد على انتهاكات عدة لأجوائه وضربات يهودية لبعض منشآت سوريا .. ولم يطلق رصاصة واحدة على اليهود لا في الجولان ولا في غيرها .. إلخ ..وصلاته الظاهرة والخفية بالأمريكان معلومة للجميع ..وكذلك تهالكه على التقرب للعدو الصهيوني والصلح معه- ولو بوساطات الأتراك أوغيرهم ...
.. المهم .. لا نريد أن نطيل عليكم .. بل نذكركم أنكم جزء من الشعب السوري لا يتجزأ ..وأن ما يؤلمه يؤلمكم ..وما يسعده يسعدكم .. – ولذا فهذه فرصتكم ..لتثبتوا للعالم أنكم مواطنون سوريون وطنيون..ولستم ذيولا وأدوات وأحلاسا لنظام القمع الطائفي .. وأنكم بريئون من كل جرائمه ..
.... فالأقوال وحدها لا تكفي .. ولكن لا بد من المواجهة ومشاركة الشعب في ثورته بصدق ..ومهر المصداقية بالتضحيات والدماء ومواجهة النظام الظالم الذي يتصرف ضد شعب سوريا ..كأنه عدو محتل ينتقم منها ومن شعبها ..وكأنه ليس منها !
..ولا يغرنكم نفاق المنافقين – سواء من أبناء طائفتكم أو غيرها ..فهم جزء من ذلك النظام الذي تلطخت أياديه بدم الشعب السوري وغيره ..ولذا فإنهم ينتظرون نفس الجزاء الذي ينتظره النظام السفاح وأعوانه ..
نظام يدمن القمع والقتل !:
النظام الإجرامي الدموي الذي يحكم سوريا – بروح طائفية انتقامية معادية – لم يكف عن سياساته القمعية المخابراتية الحاقدة ..منذ اغتصب حافظ الأسد الحكم في سوريا – بالخداع والحيلة والدسائس وبالسطو الانقلابي غير الشرعي – على الشرعية!– وبمساعدة وتخطيط الأمريكان ..مقابل تسليمه الجولان ..وتعهده بتدمير الإسلام – ومقومات سوريا وقتل روح العزة والوطنية في شعبها ..!
وها هو الواقع المشهود :.. سوريا تكاد تكون جثة هامدة ..مزرعة لنهب الفاسدين من القرادحة وأقرانهم أمثال رامي مخلوف وسواه وحلفائهم من الفاسدين المفسدين ..
..سوريا كانت في المقدمة في معظم الميادين..وكانت مكتفية ذاتيا في كثير من الأمور .. فمسخ القرادحة [ نسبة إلى القرداحة عاصمة الأسد – حتى لا نظلم كل العلويين –النصيرية ].. مسخوا سوريا ..فتراجعت في جميع الميادين ..وهذا لا يحتاج إلى دليل ..يكفي أن تقارن عملتها بغيرها .,.وبحالها قبل حكم القرادحة !.. ولا نريد أن نتوسع في هذه المجالات ..فهي معروفة مشهودة !
وكذلك معروفة ومشهودة جرائم النظام الجماعية والفردية ..ومن دلائل ذلك عشرات آلاف المختفين ..ومئات آلاف المبعدين والمهجرين والممنوعين من الدخول أو الخروج ..والمهددين بأحكام الإعدام .. وكذلك السجون المتخمة بعشرات آلاف الأبرياء ..من جميع الأعمار والأصناف والجنسيات !!
..والمذابح التي اعتاد النظام على ارتكابها ضد المساجين والمعتقلين ..كلما طالبوا بمطلب مشروع..أو كلما أراد سدنة النظام التقرب لأمريكا والصهيونية ..وتقديم بعض قرابين لهما ..من أعدائهما من الإسلاميين ..الذين يشكلون خطرا عليهما وعلى مشروعاتهما وعملائهما !! من مذبحة سجن تدمر في الثمانينيات بيد [المجرم الفار رفعت الأسد]..إلى مذبحة سجن صيدنايا سنة 2008 بيد وقيادة ابن أخيه [ماهر الأسد] شقيق الرئيس [ الشاب المحبوب ].. وما بينهما مما لا يعلمه إلا الله ..والمقابر الجماعية التي اعتاد النظام أن يدفن فيها ضحاياه بالجملة وبالجرافات ..حتى وبعضهم يئن وفيه حياة ..لم يقض عليه رصاصهم المجرم ..كما سنرى في التقرير التالي ..!
.. من أفظع جرائم النظام – التي يعتبرها من مفاخره – مذبحة حماة سنة 1982 والتي هي وصمة عار وسبة لا في جبين النظام الخائن الحاقد وحده – بل في جبين البشرية التي لم تستنكرها .. ولم تحاسب النظام الفاسد القاتل عليها .. وخصوصا في جبين كل من رضى بها وبمثلها .,.أو يدافع عنها وعن مرتكبيها !!!
,.. وإننا لنخشى أن يكرر النظام مذابحه تلك – بشكل أوبآخر – في كل أو معظم المدن والبلدات السورية – كما بدا من تصرفاته وتعنته ومكابرته .. فقد حول شوارع درعا واللاذقية وبانياس ودوما وغيرها ..إلى [ مسالخ مفتوحة ] لحصد المتظاهرين المسالمين..ثم يفتري أن هناك عصابات مسلحة تقتلهم! ..فلماذا لم يقبض عليها نظام المخابرات الدامي ..ولم يُتخم بأفرادها بقية سجونه الملأى بالأحرار ؟!
..أخشى ما نخشاه ..أن يعذب بعض السجناء – كما فعل في قضية الحريري – ويجعلهم يعترفون بارتكاب [ أعماله الشنيعة ] – حتى وهم في غياهب سجونه لم يبارحوها أوأن يأتي ببعض الأشخاص [تمثيلا] ليعترفوا – أمام وسائل الإعلام أنهم فعلوا ذلك ..!
.. فكيف إذا ثبت أن من أمسك الشعب بهم من مطلقي النيران ..هم من الحرس الجمهوري كما شهد بذلك ثقات يكفي أن منهم شيخ رجال العدالة في سوريا ( الأستاذ هيثم المالح ) ؟؟!..ألا يستحيي هذا النظام الذي انكشفت كل عوراته القبيحة؟
جرائم هذا النظام العفن .. لا حدود لها ولا نهاية – حتى الآن- ..مما قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه..ويكرر [ سيناريو ليبيا ] بشكل أو بآخر – والعياذ بالله..لأنه متشبث متعنت لا يعترف بشيء من جرائمه..بل ينسبها لغيره ..!
..ونخشى أن ينفد صبر الشعب والجيش السوري الذي يتحول أفراده في ظل النظام المجرم إما إلى قتلة وينتظرون الجزاء الأليم في الدنيا والآخرة ..وإما إلى شهداء يعدمهم نظام القمع الطائفي لرفضهم قتل شعبهم.. كما فعل بالجندي الشهيد (.. المصري) الذي رفض قتل أهل درعا..أول الثورة وكما فعل – فيما بعد - (بالضابط السوري الحر الشهيد رامي كتاش وعشرة من جنوده ) رفضوا كذلك قتل شعبهم كما يفعل رئيسهم ونظامه وكلابه ! هؤلاء الشهداء الرجال الشم ينضمون إلى شهداء الثورة ..في جنات النعيم إن شاء الله ..وحين ينفد الصبرلا يعلم وتستمر أنهار الدم – حينها إلا الله– ما يكون !
والثارات تتراكم ..!! والحساب حتمي ..وقادم !!
شهادة شاهد عيان من المشاركين في مذبحة حماة وغيرها :
ويكفي أن نُذكِِّر ببعض جرائم وحشية دامية تقشعر لها الأبدان- أشرنا إليها آنفاً- ..ارتكبها النظام القرداحي بقيادة [ المجرم الملعون رفعت الوحش [ اسم عائلته قبل أن يسميهم الفرنسيون الأسد ] ارتكبوها في حماة وشمال سوريا في أوائل الثمانينيات..
..وهذه شهادة حية وصادقة من أحد الجنود الذين حضروا المذابح الدامية وشاركوا فيها ..واستيقظ ضميره – بعد ثلاثين سنة .. وجاء فيما يقول الشاهد الحي في شهادته التي وردت عبر ( الإنترنت) ..:
ثم جآتنا أوامر بتفتيش البيوت بيتا بيتا وحارة حارة ,وانتشرنا على أسطح البنايات والمنازل وبدأنا تفتيش البيوت ونعتقل الشباب والرجال من سن ١٥ سنة الى ٧٥ سنة , فذهبنا الى مناطق يقال لها بستان السعادة والاطفائية والشريعة والحاضر والملعب البلدي, وفي كل حارة نعتقل هؤلاء فنخرجهم من بيوتهم بالبيجاما ومنهم بالشرط , ثم نوقفهم بآخر الحارة ثم نضعهم على الحائط فنعدمهم من دون سؤال أو جواب , ومن دون ان يسمح لأحد أن يتكلم وكنا في بعض الأوقات نعدم العائلة كلها ,وأقصد الأب وأولاده ونترك النساء , استمرت هذه الحالة أشهرا حيث كانت مجموعتنا تقتل كل يوم من ٦٠٠ الى 1000 شخص , وبعد إعدامهم كان منهم من لايموت وكنت أسمع صوت أنينهم وكنت أرى الدماء تجري بعيني كأنها مياه أمطارتنزل وتتجمع فتذهب هذه الدماء الطاهرة الزكية فتنزل في حفرة المجاري, وكان الألم يعتصر قلبي وليس بيدي حيلة
وأخشى إن ظهر مني أي رفض أو إ نكار أن يعدموني .
وكان قائدنا قائد الوحدات الخاصة علي حيدر دائما ما يجتمع معنا فينقل لنا تحيات الرئيس حافظ أسد ويخطب فينا ويعطينا تعليمات , وكان من هذه التعليمات قتل كل شخص نشك به من أهل المدينه مهما كان هذا الشخص سواء كان بسيطا أو ذو قيمة ومنصب , والحقيقة اننا كنا نعدم ونقتل الناس حتى بدون شك لقد قتلنا ضباطاَ وأطباء ومهنسين وطلاب جامعات وطلاب مدارس واساتذه وأناس عاديين هناك في حماة , وحتى الآن ترى عائلات كثيرة لايوجد عندها شاب واحد كلها نساء وبنات , وبعد اعدامنا مجموعات كبيرة كانت تأتي سيارات الحجر القلاب ومعها ترَكّ يشحر الجثث ويضعها في السيارات ثم يذهبوا بها الى غابة حماة ,وكان منهم من لم يمت فيحفروا لهم الحفرهناك ويرموهم بها ثم يردموهم بالتراب.
بعد شهرين رجعنا الى مركزنا في مطار حماه وابقينا حوالي الف عسكري موزعة في بعض المناطق لنستريح بعضا من الأيام ومن ثم نعود الى مواقعنا ليعود غيرنا يرتاح وهكذا.
خلال هذه الفترة لم تقف حالات الاعتقال والإعدامات حتى أصبحنا لا نرى في الشوارع أحدا , وكان الكثير من ضباطنا والجنود عندما يرون شخصا في الشارع من بعيد اويفتح نافذة او على سطح يقتلوه ويقنصوه , وظللنا هكذا شهرين.
بعد ذلك جاءتنا الأوامر بالتحرك مباشرة الى قلب المدينة , وقال لنا الضباط ان احد الاخوان المسلمين موجود هناك فذهبنا للتمركز على أسطح المباني مختبئين فيها بشكل تكتيكي من أجل كشف المزيد من الاخوان لقنصهم , ولم يعد أحد يرانا في الشوراع حتى اطمئن الأهالي لنا , ثم انطلقنا بحملات تفتيش كالتي قمنا بها في الأول ولكن هذه المره أقسى وأطول , فذهبنا الى حي نسيت اسمه كان يوجد فيه احد قيادات الاخوان وكنيته البرازي وقد نسيت اسمه الاول ,فاقتحمنا المنزل فرأينا سفرة طعام موجود عليها براد شاي وصحن زيتون وجبنة وكان البراد ساخن جدا , لكننا لم نجده ولم نتمكن من القبض عليه , حيث كان الاخوان لايهربون لانراهم فقد كانو يختفون ولانعرف لهم طريقا علما اننا كثيروا العدد ومحاصرين لكل الاماكن المحيطه, وكنا في هذه الاثناء قد أغلقنا مدينة حماة لااحد يخرج منها ولاأحد يدخل اليها, وبدأنا في التفتيش ندخل البيت ونأخذ الشباب والرجال فنضعهم على آخر الشارع ونعدمهم , فندور الشوراع شارع شارع وكانت اصوات النساء والاطفال يبكون بشدة والنساء تنزل على ارجلنا تقبلها وهن يبكين ويقولن والله ان إبني بريئ والله زوجي بريئ والله أخي بريئ وكانو يترجوننا ويمسكو بنا والبكاء شديد , حتى إن الشباب تبكي وتقول أبرياء والله نحنا لسنا إخوان.
هكذا كنا نعامل أهلنا كنا بدون قلب ولامشاعر ولارحمة ندفع النساء وأوقات نضربهن بأخمص البارودة ونرفسهن ونهددهن بالاغتصاب , وعلى فكرة ضباطنا وجنودنا اغتصبو الكثيرمن النساء والبنات ونهبنا الكثير وكالعادة نعدم الناس ونجمعهم ويأتي التركس مع سيارات الحجر القلاب فيشحرهم التركس وكان منطر بشع جدا جدا, لماذا التركس لانه شوك اصابعه تدخل في اجساد الشهداء فترى من هذا يديه وهذا رأسه وهذا أمعائه وهذا رجله المتدليه والدماء تسقط منهم والتركس مليئ بالدماء ومنهم من تدخل اصابيع التركس فيهم وهم أحياء لاننا عندما نعدمهم بشكل جماعي فكانو يسقطون على الارض فوق بعضهم فمنهم من يكون مات ومنهم ينزف حتى الموت ومنهم يبقى على قيد الحياة فيشحرون في التركس ويقلبهم التركس في قلب السيارات وتذهب السيارات الى الغاب فتحفر الحفر لهم هناك فتكبهم فيها كالقمامة , ومن ثم يتم طمرهم بالتراب حتى أني أسمع أنين بعضهم أحياء .
أما اللذين نعتقلهم فقد كنا نضعهم في سجن تدمر ومنهم من يذهب به الى حلب ومنهم الى دمشق , وقد ذهبنا الى المنطقة الصناعية في حمص وقتلنا واعتقلنا حوالي الف شخص وبنفس الطريقة ندخل الى المحلات والبيوت وهم نائمون نخرجهم من بيوتهم نعدمهم فورا ومنهم من نعتقله ويتحدد ذلك على حسب ردة فعله وكلامه وشكله وتصرفه, نتعامل معهم ليس كبشر بل وكأننا ندخل على أحواش أغنام .
وذات مرة جاءنا رفعت الاسد بقوات من سرايا الدفاع معهم طائرات هليكبتر وطائرات روسية صغيرة الى السجن , ففوجئنا بتلك القوات التي كانت موزعة الى مجموعات تدخل الى المهاجع في السجن فتخرج المساجين بشكل متسارع ومرعب وتعدم فأعدمت ١٨٥٠ سجين من دون ان يرف لها جفن , فاصبح السجن مجزرة لا تتخيل, فلا تصدق انك تلك المذابح ترتكب بحق بشر ومن ثم عادت تلك القوات إلى دمشق , ولا تعلم ما هو الذنب العظيم الذي ارتكبه هؤلاء!
ظلت هذه الحوادث بين شد وجذب حتى دخل عام 1982م , وفي هذه الأثناء ومع ارتكاب تلك الجرائم حاولت جماعة الاخوان ان تنقذ أهلها فدخلت في مقاومة معنا وبدأنا نقاتل الاخوان فقتلنا منهم العشرات وقتلو منا حوالي عشر جنود وصف ضابط وهرب الباقي , ثم بدأنا بعدها بحملة تطهير شاملة , فكانت أولى المجازر مجزرة الملعب البلدي قتلنا فيها ٣٥٠ شخص, ثم ذهبنا الى جسر الشغور بطائرات الهليكبترفقتلنا اكثر من ٣٠٠ شخص هناك ومن ثم الى المعرة فقتلنا فيها أكثر من 150 شخص وخلال ساعات كنا قد انجزنا المهمة ,ثم مجزرة مقبرة سريحين ٤٠ شخص وخارجها ٢٠٠ شخص , ومجزرة حي البياض في النهار ١٠٠ شخص وفي الليل ٨٠ شخص, مجزرة حي الشجرة ٩٠ شخص, مجزرة الدباغة ٢٢٠ شخص , ومجزرة حي البارودية ٢٦٠ شخص, وحي الزكار ٧٥ شخص وفي المساء عدنا لنفس الحي واخذنا ٧٠ شخص, وكل هؤلاء الناس ناخذهم من بيوتهم بدون سؤال ومن دون سؤال عن هوياتهم أو أسمائهم لأن هذا لايهمنا حيث أننا لم نكن نعرف أسماء الاخوان , ولهذا فاننا نعتمد على الشك فقط فنعتقل ونعدم .
وفي مجزرة جامع الجديد دخلنا علي الجامع فأخرجنا المصلين وقتلناهم , ومنهم من قتلناه داخل المسجد , وحرقنا ذقونهم وشوا ربهم, ومنهم من ضربناه بقسوة جدا على رؤوسهم بالبواريد ووجوههم وأرجلهم ونصفعهم باللكمات والكفوف , لقد ضرب هؤلاء المساكين بقسوة جدا جدا فمنهم تهشم وجهه ومنهم من كسرت يديه ورجليه لأن بعض الضباط معه عصا غليظة وبعضهم تكسرت جماجمهم واضلاعهم قبل اعدامهم وكان عددهم حوالي ٧٠ شخصا منهم ١٥ سنة و١٧ و٢٥ و٦٠ و٤٠ من دون تفريق بين صغير أو كبير, ومجزرة القلعة قتل فيها اكثر من مائة شخص .
وأذكر أن رفعت الاسد كان سيدمر حماة كلها فقد كان يريد قصفها كلها فوق شعبها, لكنه تراجع بسبب اننا نحن اتباع الوحدات الخاصة منعناه من ذلك وقد كنا دائما على خلاف معه , فكان ان رفضنا الخروج من حماه فاجتمع بنا علي حيدر وقال لنا ان رفعت الاسد يريد ان نخرج من حماه ليدمرها فوق سكانها ولكننا لن نخرج , وقال علي حيدر ان الامور مستقرة فلايوجد ضرورة لتدمير كل المدينة.
اني اذكر كل قتيل قتل , اتذكر صياحه وفجعته , وأتذكر الأمهات والبنات الصغار كيف كانو يبكون من الرعب على أنفسهم وعلى أولادهم واخوتهم , اتذكر الدماء والجثث , انه شيء فظيع فظيع , الكلام والوصف ليس كالحقيقة ,لقد أعدمنا خيرة من شباب الوطن , انهم مثل الورود كانت أعمارهم بين ١٣ و١٤ و١٥ سنة, واغتصبنا النساء والبنات ونهبنا البيوت, إن أفعالنا والله لايفعلها اليهود, لقد قتلنا أهلنا وإخواتنا وأخواتنا بطرق وحشية , ودفنا أناس أحياء , لقد دمرنا البشر والحجر , وتركنا وراءنا آلاف الايتام وآلاف الأرامل . اني اختصرت لكم الكثير الكثير مما رأيت , وأقسم بالله العلي العظيم ان هذا ماحصل.
يا إخوتي اليوم قد مضى على هذه الجرائم حوالي ٣١سنة وكأنها أمامي الآن , منذ ذاك اليوم وحتى هذه الساعة وانا أصحوا باليل وأكلم نفسي, لقد قتلنا اكثر من خمسون الف واعتقلنا اكثر من ٣٠ الف شخص وحتى الآن لم يعرف أهلهم هل هم أحياء ام أموات.
إن الذي حصل بمدينة حماه ماهي الا جرائم ضد الانسانية , انها جرائم بشعة يندى لها الجبين , ان من يرتكب مثل هذه الجرائم لايمكن ان يكون فيه ذرة شرف اوانسانية اورجولة او اخلاق , انه وحش , أو إنه عديم الوصف فلا يوجد وصف يوصف به هؤلاء القتلة السفاحين .
ومازال هذا النظام يعتقل ويقتل ويعذب وينفي ويرتكب كل اشكال وانواع الظلم, لايعتبر لطفلة او شاب او مسن او مريض يبطش وكانه هو الرب, وهو الخالق وأن له الحق في ان يقتل متى شاء ويعتقل ويسجن وينفي ويعذب متى شاء, اين العدل في هذا العالم والله ان اليهود أرحم منكم ياحكام سوريا , والله الذئاب أرحم منكم, والله الحيتان والتماسيح ارحم, ولله الوحوش ارحم منكم , يارب يارب يارب انت العزيز الجبار تمهل ولاتهمل يارب ان هؤلاء الحكام الظلمة قتلوا اولادنا واغتصبو بناتنا ونهبوا بلادنا وأذلونا وقهرونا بغير حق, يارب أرنا فيهم عجائب قدرتك , ياألله ان هؤلاء الظلمة استباحو ديننا وأعراضنا وسفكوا دماء اناس أبرياء, يارب أنزل عقابك عليهم في الدنيا قبل الآخرة, ياالله انت الذي تأخذ حقوق هؤلاء الشهداء حسبي الله ونعم الوكيل , حسبي الله ونعم الوكيل.)
إلى القصاص العادل :!
.. ويختم الشاهد الحي شهادته بقوله – وهو ما نوجه له أنظار دوائر العدل والعدالة ..والأحياء من الضحايا وأقارب الضحايا ليقتنصوه فتكون فرص الحساب ولو بعد حين - !:
(إني أعرف جميع الضباط المرتكبين تلك المجازر , أعرف أسماءهم ورتبهم , وأتمنى أن اجد جهة ما حتى تساعدني كي أوثق كل هذا وأقسم بالله العظيم اني لم اضرب انسانا قط ولم اعدم إنسانا قط ولم اسرق شيء ولم أؤذي إنسان قط ولم اجرح إنسانا قط. )
----------0
ليس غريبا بعد كل هذا إذا انفجرت سوريا كلها في وجه الإجرام الفاسد والقتلة الطائفيين ..مع كل هذه القمعية الوحشية ..فقد استوى عند الناس الموت والحياة في ظل [ هكذا نظام] !..وبمجرد ما يسقط أول شهيد .. يستسهل الناس الشهادة ..ويقْدِمون عليها في سبيل الحرية والخلاص من الكابوس القذر الجاثم على أنفاس الشعب والوطن منذ نحو نصف قرن..!
----------------------
ملاحظة عابرة : لعل في بعض ما سبق ما يفسر ضعف دور حماة في المشاركة في الانتفاضة الأخيرة ..حيث قضي على معظم رجالها وزهرة شبابها .. وخلع الهول قلوب آخرين – كان معظمهم أطفالا دون العاشرة حين شهدوا تلك الأهوال التي تجعل الولدان شيبا !
وسوم: العدد 851