سكوت المسؤولين وقطاع عريض من الشعب المغربي على استهداف العلمانيين لقيمه الإسلامية شجعهم على التمادي في ذلك
مقابل جعجعة العلمانيين المستهدفة لقيم الوطن الإسلامية إعلاميا وعلى مستوى تجمعات ولقاءات تعقد هنا وهناك ، يلاحظ صمت مطبق بالنسبة لعموم الشعب ، وكأن شيئا لم يحدث ، كما أنه تلاحظ ردة فعل فاترة بالنسبة لمن يفترض فيهم مواجهة العلمانيين من مسؤولين وعلماء ودعاة وخطباء باستثناء قلة قليلة تستنكر ما يحدث وتحذر منه، ولكن لا يحدث ذلك أثرا في صمت عموم الشعب الذي قد يجعل العلمانيين يعتقدون أنه يتساهل مع تجاسرهم على قيم دينه ، و ربما ظنوا أنهم قد أقنعوه بذلك .
أما الجهة المسؤولة والوصية على الدين ممثلة في وزارة الأوقاف، فلا أثر لموقفها تجاه ما يصدر عن العلمانيين، وهي التي دأبت على استصدار مذكرات موجهة إلى خطباء الجمعة تأمره فيها بالتطرق إلى قضايا معينة ترى أنه يجب أن تطرق . ولم تصدر لحد الآن أية مذكرة تطلب من الخطباء التصدي لتجاسر العلمانيين على قيم الأمة المغربية المسلمة من خلال ما ينشر إعلاميا ، وما يدور خلال تجمعات يرخص لها تطالب بتعطيل بعض نصوص القرآن الكريم أو بإباحة المحرمات .
فمتى ستتحرك هذه الوزارة لتعلن موقفها من قضية تغيير أحكام الشرع فيما يخص الميراث ؟ والقضية قضية محسومة بنصوص قطعية في كتاب الله عز وجل، علما بأن السكوت على تعطيل أو إبطال حكم واحد من أحكام الشرع الثابتة بنصوص الكتاب القطعية سيتبعه حتما إبطال غيره، الشيء الذي يعني هدم أركان الدين .
ومتى ستتحرك هذه الوزارة أيضا لتعلن موقفها من الدعوات العلمانية لإباحة جريمة الزنا ، وجريمة فاحشة قوم لوط ، وجريمة إجهاض ما ينتج عن علاقات السفاح والمطالبة برفع التجريم عنه ونصوص تحريم هذه الجرائم قطعية أيضا ؟
ومقابل صمت الوزارة الوصية ، يسود صمت الشعب ، فلا تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بردود فعله على هذا التجاسر الصارخ للعلمانيين على قيمه الإسلامية ، ولا نسمع بعقد تجمعات على غرار تجمعات العلمانيين لشجب استهدافهم لها ، ذلك أن الشعب منهمك في مشاغله اليومية، بعضه يتردد على المساجد لأداء الصلوات الخمس التي هي غاية التدين بالنسبة إليه دونما اهتمام بالإسلام وقيمه التي بات العلمانيون يحاربونها حربا شرسة لا هوادة فيها ، ولا يزيد موقف هؤلاء عن الحوقلة حين يسمعون بما يصدر عن هؤلاء ، أما البعض الآخر ممن لا تربطهم بالمساجد علاقة إلا في مناسبات معدودة أو لا تربطهم بها أصلا ، فلا يبالون بشيء من يدور حولهم من المؤامرات التي تحاك ضد دينهم وتمسه في الصميم .
لقد كنا نسمع بين الحين والأخر بمسيرات تخرج إلى الشارع لمناصرة القضية الفلسطينية وهي شأن إسلامي لكون ثالث الحرمين يتعرض لخطر التهويد هو وأكنافه ، وكنا نسمع بمسيرات أخرى دفاعا عن بعض الحقوق ، إلا أن الفتور ساد منذ مدة ، ولم نعد نسمع بتلك المسيرات الحاشدة مع أن الظرف يتطلب ذلك لما يحاك ضد الشعب الفلسطيني من مؤامرات خطيرة لاستئصاله من أرضه آخره إضفاء الغرب الشرعية على المستوطنات الصهيونية ، وما يدبره العلمانيون في الداخل مع أمثالهم في الخارج للإجهاز على هويتنا الإسلامية ، وهذا الفتور هو الذي شجع هؤلاء على التمادي في غيهم وتجاسرهم ، وهم على وشك التأثير على أصحاب القرار لحملهم على الانصياع لمطالبهم بالترخيص للفواحش المهددة للأسرة المغربية التي هي النواة الصلبة لمجتمع يدين بدين الإسلام .
ومعلوم أن كل من سكت على تجاسر العلمانيين على قيم ديننا ، ولم يتحمل مسؤولية صيانتها من موقعه في المجتمع ، ولم يبذل الوسع في ذلك على قدر ما يستطيع وما يطيق، سيكون شريكا لهم في تجاسرهم بل مشجعا لهم على ذلك ، لهذا يجب وجوبا شرعيا التحرك السريع والفعال على جميع الأصعدة لإفشال وإحباط التآمر العلماني على الإسلام بهذا الشكل الصارخ والمكشوف الذي تجاوز الخطوط الحمراء التي تصون دين الأمة .
وسوم: العدد 852