نحن على أبواب مجاعة في الشمال السوري
إذا استمر الوضع على هذا الحال فنحن على أبواب مجاعة في الشمال السوري، لا يلومن الناس أحد مهما فعلوا، الجوع كافر، لا شيء أشد وطأة من أن يرى رجل أبناءه و هم جوعى و هو فاقد الحيلة لا يستطيع أن يقدم لهم شيء، و لو كان بإمكانه لنزع لحمه و أطعمهم، غلاء فاحش في كل شيء، لنقل أن التدفئة كماليات ..
الطعام و الشراب بالنسبة لعائلة مكونة من خمسة أشخاص بات مصيبة المصائب، العائلة اليوم بحاجة على أقل تقدير لمبلغ 6000 ليرة سورية يومياً لكي تعيش بالكفاف فقط، في حين متوسط دخل الغالبية العظمى هنا لا يتجاوز 1500 ليرة في اليوم وهنالك أناس لا تحصل حتى هذا المبلغ الزهيد، الهوة تتسع، و الضغط يزداد، الطائرات في السماء لا ترحم أحد و على الأرض واقع اقتصادي مأساوي ترك مئات الآلاف من البشر مسحوقين، ربطة الخبز 250 ليرة وزنها أقل من كيلو غرام واحد في حين هنالك عائلات تحتاج لأربع ربطات في اليوم، برميل الماء الواحد 400 ليرة، لتر الديزل 700 ليرة، لتر البنزين 900 ليرة، جيل كامل يداوم يوم في المدرسة و يعطل بسبب القصف أيام، ماعدا الأطفال الذين تركوا المدارس من أجل المساعدة في إعالة عوائلهم، قرى كاملة كـ كفرنبل باتت خاوية من سكانها، لا أحد يسأل، أين ذهب هؤلاء الناس؟
هم إما في المخيمات يقاسون الصقيع وقلة المؤونة أو مستأجرون بأسعار باهظة يكدحون ليل نهار من أجل تأمين آجار المنزل و مصاريف الماء و الكهرباء و لقمة الخبز المغمسة بالقهر و المهانة، لا أعرف ماذا أقول أيضاً، سطور القهر لا تنتهي هنا، مسلطة على رقابنا سيوف كل شياطين هذه الأرض ...
وسوم: العدد 853