عملية معقدة.. هكذا أنجز ماجد فرج ومخابراته مهمة نقل يهود اليمن لـ"إسرائيل"
حصلت وكالة "فلسطين الآن"، على تسريبات من ضابط كبير يعمل في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ، حول تورط اللواء ماجد فرج وجهاز المخابرات الذي يرأسه في عمليات نقل يهود اليمن إلى "إسرائيل".
وفجر ضابط المخابرات الفلسطينية مفاجأة من العيار الثقيل حول "تورط الجهاز في عمليات مدفوعة الأجر خلال الأعوام الماضية بالتنسيق مع استخبارات الاحتلال وبأوامر مباشرة من أمريكا.
*تفاصيل العملية*
*وقال الضابط، في حديثه لـ"فلسطين الآن":*
"انخرط جهاز المخابرات العامة في عملية من أقذر وأعقد العمليات التي لها علاقة بنقل مجموعات من يهود اليمن ما بين عامين 2013 و2017 بالتنسيق المباشر مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية".
وأضاف الضابط، أن العمليات التي كان يقوم بها ماجد فرج وجهازه كانت "بطلب رسمي من الأمريكان قبل إشاعة قطع الاتصالات الفلسطينية الأمريكية وقت إعلان الرئيس دونالد ترامب حول القدس يوم 6 ديسمبر 2017م".
وتابع الضابط: "منذ عملية بساط الريح التي استطاعت فيها الوكالة اليهودية للهجرة نقل أكثر من 49 ألف يهودي يمني بين عامي 1949 و1950 واستمرت 15 شهرا من اليمن إلى إسرائيل، بقيت عائلات يهودية كاملة في اليمن رفضت الهجرة خصوصا بعد قيام الجمهورية اليمنية عام 1962 وكان موقفنا الفلسطيني الرسمي ضد هجرة اليهود العرب لبلدانهم نحو إسرائيل ولكن اللواء ماجد فرج كسر المحظور في السنوات الأخيرة واستبدل الشعار الوطني بشعار إنساني مزعوم".
"لقد ضغطت الوكالة اليهودية للهجرة على أجهزة الأمن الإسرائيلية وعلى وزارة الخارجية الإسرائيلية التي بدورها خاطبت وزارة الخارجية الأمريكية لمساعدتها في إخراج عدة مجموعات يهودية من اليمن بحجة تردي الأوضاع بعد عام 2013 خصوصا وأن منهم عائلات وأطفال، وهنا تشكلت خلية أمنية من إسرائيل وأمريكا ومخابراتنا وعدد من الأجهزة الأمنية في المنطقة"، يقول المصدر الأمني الكبير.
*مسئول العملية المباشر عميد بالمخابرات*
وأردف الضابط الفلسطيني "جرى إشراك جهاز المخابرات الفلسطينية وطلب المساعدة منه في عملية نقل هذه العائلات والأطفال تحت ذريعة إنسانية وكان دور الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو الإشراف والمتابعة ولم يتدخلوا في التنفيذ الذي تكفل به ضباط المخابرات الفلسطينية بمعرفة مسئول العلاقات الدولية في الجاز العميد ناصر عدوي وبتعليمات مباشرة من اللواء ماجد فرج".
وعن سبب مشاركة العميد ناصر عدوي في تمثيل المخابرات الفلسطينية وليس غيره في هذه العملية يقول الضابط "هذه العملية جاءت بطلب أمني أمريكي والعميد ناصر عدوي هو مسئول العلاقات الدولية في الجهاز وتربطه علاقات ممتازة مع الأمريكيين وعدة أجهزة دولية مخابراتية أخرى ومعروف عنه قربه الكبير من اللواء ماجد فرج كما أنه يتمتع بصلاحيات أكثر من غيره في الجهاز منه وهذا يعرفه كل الزملاء في الجهاز".
وأوضح أنه "وبحكم تعقيدات المشهد اليمني في ظل سيطرة الحوثيين على المناطق التي يسكنها اليهود اليمنيين لأنهم يتركزون في محافظة عمران ومحافظة صنعاء وهما تحت سيطرة الحوثيين، لم تشارك قوات إسرائيلية في العملية وتكفلت المخابرات الفلسطينية بالموضوع".
ونوه المصدر أنه "جرى إيهام الضباط في المحطات الفلسطينية التي ساهمت في العملية أن هذه العملية سوف تعمل على تعزيز حضور الجهاز بين الأجهزة الدولية".
*مجريات العملية*
وحول مجريات العملية التي أشرف عليها جهاز المخابرات العامة، قال الضابط: "على عكس المتداول فإن العملية كانت متقطعة وعبر مراحل وليس مرة واحدة حيث كان يغادر في كل فوج العشرات مرة 17 ومرة 19 ومرة 23 وكلها ارقام فردية ولا أعلم السبب في اختيار الرقم الفردي وبلغت عمليات النقل والتهريب ذروتها عام 2016 للمهاجرين من يهود اليمن الذين مروا بثلاث دول بجوازات فلسطينية للاستخدام الخارجي جرى صرفها بمعرفة المخابرات الفلسطينية وبها دخلوا الأردن كواحدة من محطات العبور ومن هناك إلى تل أبيب في إحدى الأفواج التي سربتها الصحافة حينها".
ولفت إلى أنه "حتى الآن لم تكشف إسرائيل طريقة وصولهم وأسماء الجهات التي ساعدتهم في تنفيذ العملية باستثناء الأمريكان، ولكن عام 2016 وتحديدا في شهر مارس أو أبريل لا أذكر بالضبط جرت إحدى عمليات النقل الأشد تعقيدا لصعوبة الأوضاع على الأرض في اليمن في ظل حرب التحالف العربي مع الحوثيين".
وأكد الضابط الفلسطيني لـ"فلسطين الآن"، أنه جرى في هذه العملية "تأمين الحاخام سليمان دهاري مع عائلته الذي أحضر معه نسخة قديمة من التوراة تعود إلى 800 عام وقدمها لبنيامين نتنياهو بالإضافة إلى لفيفة سفر الملكة استير التي تم تلاوتها في عيد المساخر بعد أيام من وصولهم".
*"المعبر المعقد"*
وبين أن "إسرائيل أطلقت على عمليات النقل المتسلسلة عام 2016 اسم "المعبر المعقد" وهو ما لم يكن يمكن أن يتم لولا تدخل المخابرات الفلسطينية وبذريعة إنسانية أمام الأمريكان ولكن جرى قبض ثمنها المالي فورا بمعرفة اللواء ماجد فرج وكان ذلك في السنة الأخيرة لرئاسة باراك أوباما".
وأوضح أن "إجمالي اليهود الذين ساهم جهاز المخابرات بنقلهم يتعدى 200 يهودي يمني على مدار ثلاث سنوات ونصف ولكن هذا القرار يتحمل مسؤوليته اللواء ماجد فرج والعميد ناصر عدوي بالدرجة الثانية"، مبينا أن العملية "استغرقت وقتا كبيرا لإنهاء الترتيبات التي كانت فيها المخابرات الفلسطينية تقف على كل التفاصيل وباسم القضية الفلسطينية للأسف".
*عملية قذرة*
ويصف المصدر هذه العملية بـ"القذرة"، ويرى أن *"المخابرات الفلسطينية ما كانت ستتورط في هذا النوع من العار لو كانت رئاسة الجهاز وطنية".*
وقال: "القيادة المشبوهة الحالية التي يديرها اللواء ماجد فرج ومعه بعض الفاسدين مثل ناصر عدوي مستعدة لفعل ما هو أكثر من ذلك لأنهم يعتبروها دليل قوة ونفوذ لهم، حتى أن من يجلس مع ناصر عدوي ويستمع له في بيت لحم ورام الله عندما يتحدث في الجلسات الاستعراضية يشعر أنه يعمل مع الباشا في إدارة وتوجيه دائرة الرئيس نفسه أو أنه يدير خلية إدارة الشرق الأوسط كله وأنه مسئول مع اللواء ماجد فرج في وضع وتصميم خرائط دول العالم أحيانا فهؤلاء مرضى".
ووجه الضابط في جهاز المخابرات العامة نصيحة لكافة الضباط في الجهاز بأن عليهم "عدم تلويث سمعتهم والتورط في قضايا غير وطنية بحجة تنفيذ التعليمات لأن اللواء ماجد فرج سوف يدفع الثمن في أقرب فرصة يكون فيها تغيير ولا يوجد له مستقبل مع حاشيته الفاسدة في المرحلة المقبلة فالشعب الفلسطيني لن يقبل طي الصفة دون حساب" كما قال متوعدا.
المصدر: فلسطين الآن
وسوم: العدد 856