" قرآن المؤرخين " محاولة يائسة من أصحابه لتضليل الغربيين
" قرآن المؤرخين " محاولة يائسة من أصحابه لتضليل الغربيين وصدهم عن معرفة حقيقة كتاب الله عز وجل مخافة اكتساح الإسلام الغرب والعالم أجمع
جريا على عادة الجهات التي تستهدف كتاب الله عز وجل بغرض النيل منه بشتى الطرق لصرف الناس عنه نشر في فرنسا مؤخرا كتاب تحت عنوان : " قرآن المؤرخين" في ثلاثة مجلدات ضخمة أشير على الصفحة الأولى لكل واحد منها إلى نوع الدراسة المعتمدة وهي كالآتي :
المجلد الأول : دراسات عن سياق وأصل القرآن .
المجلد الثاني : تعليق وتحليل النص القرآني من أول سورة إلى السورة 26. المجلد الثالث : تعليق وتحليل النص القرآني من السورة 27 إلى السورة 114 .
وهذا الكتاب من تأليف مجموعة على رأسها الإيراني المدعو محمد علي أمير موزي الشيعي عقيدة الفرنسي جنسية ، والمحسوب على التخصص في العقيدة الشيعية وفي علوم الإسلام أو " الإسلامولوجيا " ، وهو خريج المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بفرنسا ، ويعمل بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا بجامعة باريس 3 ، وهو يشغل بها كرسي "الإسلامولوجيا الكلاسيكية " .
وقد نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات له ، ولزملائه المشاركين له في التأليف يتحدثون فيها عن مؤلفهم هذا الذي فاقت صفحاته الثلاثة آلاف صفحة . وتستشف من حديثهم في هذه الفيديوهات نواياهم الخبيثة المستهدفة لكتاب الله عز وجل تحت ذريعة ما سموه الدراسة العلمية التاريخية للقرآن الكريم ، ويشترك في هذا الاستهداف المكشوف أكثر من ثلاثين شخصا من مختلف الجنسيات ومن ضمنهم يهود ونصارى وعلمانيين وصفوا أنفسهم بفريق البحث العلمي الدولي أو العالمي .
وإلى أن يصلنا هذا المؤلف واعتمادا على ما جاء في تصريحاتهم في الفيديوهات المنشورة ، قول إنه من نافلة القول أن هذه المحاولة المكشوفة للنيل من كتاب الله عز وجل لا تختلف عن كثير من المحاولات السابقة قديما وحديثا ، والتي كان مصيرها إلى مزبلة التاريخ في حين ظل كتاب الله عز وجل محفوظا بحفظه لا تضيره مؤامرات المتآمرين على اختلاف مللهم ونحلهم .
والذي يميز هذه المحاولة الأخيرة هو اجتماع التهود والتنصر والتشيع للنيل من كتاب الله عز وجل ، وإن كان هذا الاجتماع لم ينقطع منذ القديم ،ذلك أن التشيع نشأ في عباءة التهود حيث كان اليهودي عبد الله بن سبأ هو أول من وضع أسسه بنية مبيتة مكشوفة تروم النيل من الإسلام عن طريق تحريفه جريا على عادة اليهود في التحريف الذي مس ما أنزل على موسى وعيسى عليهما السلام .
وخلال حديث دار بيني وبين أحد الفضلاء الذين يهتمون بالشأن الإسلامي ويغارون عليه وعلاقة بموضوع هذا المؤلف المشبوه ذكّرني مشكورا بتفسير العلامة الشيخ المكي الناصري رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله )) . وفي شرحه لقوله تعالى : (( يصدون عن سبيل الله )) أورد رأي الإمام أبي بكر بن العربي الذي قال أن المستهدفين بهذا الصد هم أتباع الأحبار والرهبان، لأن هؤلاء كان دأبهم هو استغلال هؤلاء الأتباع وتحصيل الثروات الطائلة منهم بشتى الطرق منها على سبيل المثال لا الحصر صكوك الغفران المؤدى عنها . وما عادى هؤلاء الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى القرآن الكريم والإسلام إلا لأنه يحرر الناس بما في ذلك أتباعهم من استغلالهم ونهب أموالهم .
وذكر العلامة الناصري رحمه الله تعالى أن أول من استهدف القرآن الكريم كان هو الراهب المدعو بطرس المبجل الذي استعان بيهود طليلة، فوضع له ترجمة باللاتينية افترى فيها عليه ونسب له ما ليس منه، و قد صرح في مقدمتها بأنه يريد تشويهه عن عمد . وكان الغرض من هذه الترجمة ما ذكره الله تعالى من صد لأتباعه من النصارى عن القرآن الكريم . وبالفعل لم يمض على ظهورتلك الترجمة أقل من أربع سنوات حتى قامت الحملة الصليبية الثانية التي ذهب ضحيتها آلاف المسلمين في بلاد الأندلس . وذكر فضيلة العلامة أن هذه الترجمة المسخ ظلت تضلل قراء اللاتينية طيلة خمسة قرون ، وأنها ترجمت إلى عدة لغات منها الألمانية والإيطالية والهولندية ما بين سنة 1543 وسنة 1641 . وعن الترجمة الفرنسية يقول المستشرق بلاشير أن كل من يعرف اللغتين العربية والفرنسية يكتشف عبث هذه الترجمة وبعدها الكبيرعن الحقيقة . و ذكر فضيلته أنه حتى المحسوبين على النهضة تداولوا هذه الترجمة المسخ مع ما قيل عن عصرهم بأنه عصر الأنوار .
ولا يختلف هدف الشيعي قائد فريق مؤلفي كتاب " قرآن المؤرخين " عن هدف الراهب بطرس المبجل لأن ما يحدث اليوم في بلاد الغرب من انشغال بالإسلام والقرآن خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر ، وما نتج عنها من تداعيات منها توجيه الاتهام للإسلام بأنه وراء تلك الأحداث، صار مصدر قلق أحبار ورهبان وساسة هذا العصر، لهذا عمدوا جميعا إلى أساليب مختلفة منها أسلوب بطرس المبجل لصد أبناء العالم الغربي عن التواصل مع كتاب الله عز وجل من خلال ما سموه دراسة علمية للقرآن الكريم دس فيها عليه ما يشوهه ويجعل الأتباع الغربيين ينصرفون عنه كما انصرف عنه من عاصروا الراهب المبجل ومن جاءوا بعده لقرون كما ذكر فضيلة العلامة المرحوم المكي الناصري.
ولا شك أن عصابة الشيعي المؤلفة لكتاب " قرآن المؤرخين " استغلت ما بات يعرف بالحرب على الإرهاب المنسوب إلى الإسلام ، أو الحرب على ما يسمى بالإسلام السياسي ، وقد كثرت الحركات اليمينية في بلاد أوروبا المصرحة بعدائها الشديد للإسلام للنفخ في نعرات هذا العداء رغبة في أن يحصل ما حصل في الأندلس زمن الراهب المبجل وما حصل بعده من مآسي للمسلمين.
وكان على الشيعي حامل لواء السبئية في هذا العصر هو ومن معه من يهود ونصارى وعلمانيين في فرنسا أن يؤلفوا أولا كتاب " توراة وإنجيل المؤرخين" قبل أن يفكروا في تأليف كتاب : " قرآن المؤرخين " جريا على طريقة الباحث الفرنسي موريس بوكاي الذي عرض مضامين التوراة والإنجيل المحرفين على المعطيات العلمية الحديثة ،فاكتشف تناقضها الصارخ مع هذه الأخيرة ، فحدثته نفسه بعرض مضامين القرآن الكريم أيضا على تلك المعطيات ، فانتهى به بحثه في كتابه : " التوراة والقرآن والعلم " إلى نتيجة مفادها أنه لا وجود لأي تناقض بين القرآن الكريم ومعطيات العلم الحديث ،وقد طاف في أقطار العالم منها المغرب ليصرح بذلك .
وفي الأخير نشير إلى أنه يعول على علمائنا الأجلاء كشف القناع عما سمي" قرآن المؤرخين " وفضح ما فيه من افتراءات ، ومغالطات صارخة كما أشارت إلى ذلك بعض فيديوهات مؤلفيه ، وإن كانت الخلفية الشيعية لزعيمهم كافية للحكم على خبث ما أريد بالقرآن الكريم . ولقد أشار العلامة المرحوم الناصري نقلا عن سفيان بن عيينة أن من يضل من المحسوبين على علماء الإسلام يسلك في زمرة أحبار اليهود ، ومن ينحرف من المحسوبين على زهاد المسلمين يسلك في زمرة رهبان النصارى .
وسوم: العدد 860