ما وراء تعجيل التطبيع وتأخير الضم..؟
هرولة رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان للقاء نتنياهو في اوغندا فتح باب التساؤلات علي مصرعيها لدي كل المراقبين ,هل تنفذ اسرائيل الضم في ظل التطبيع وهل يؤثر الضم علي التطبيع ..؟ هذه اسئلة مهمة في المرحلة الحالية امام حكومة نتنياهو الحالية والمؤقتة والمعنية بكلتا الخطوتين فكلاهما خطوات هامة علي طريق تطبيق الخطة الامريكية , لكن قد تؤجل خطوة ضم المستوطنات الكبري بالضفة الغربية الي وقت قريب دون تأجيل ضم مستوطنة معاليه ادوميم بالقدس لاسباب تتعلق بعدم رغبة اسرائيل اثارة غضب الفلسطينين اكثر قبل الانتخابات الاسرائيلية وخشية ان تتفجر المناطق وبالتالي يؤثر هذا الانفجارالحتمي في وجهة نظري علي اصوات نتنياهو الانتخابية وقد لا يحقق ما حققه في الانتخابات الماضية , وكانت اذاعة الجيش ذكرت ان نتنياهو سؤخر ضم غور الاردن وشمال البحر الميت الي ما بعد الانتخابات , الاسبوع الماضي قال كوشنر امام مجلس الامن ان الولايات المتحدة نصحت نتنياهو بالتاني في خطة الضم وان اسرائيل ابدت عدم نيتها للمضي قدما لضم مساحات واسعة من الارض الفلسطينية الان وقبل الانتخابات .
المعروف ان نتنياهو يسابق الزمن لانجاز خطة ضم المستوطنات الكبري في القدس والضفة الغربية قبل الانتخابات الاسرائيلية وتوظيف ما وفرت له صفقة ترامب من دعم سياسي وقانوني كأوراق انتخابية قوية ليحقق فوز ساحق في الانتخابات القادمة كما وعد ترامب قبل اعلان الصفقة علي اعتبار ان اعلان ترامب الصفقة سوف يمكن نتنياهو من تحقيق هذا الفوز الساحق , لكن المستوي الاستراتيجي نصح نتنياهو بالتدرج في الضم حتي لا يحدث هذا انفجار في المناطق الفلسطينية هو في غنن عنه الان وخاصة ان الشارع الفلسطيني محتقن ويغلي والقيادة الفلسطينية ستنهي العمل بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل عند اول عملية ضم وفرض السيادة علي المستوطنات بالضفة . الضم قد ينفذ علي مرحلتين بهدف تخفيف هجوم المجتمع الدولي علي اسرائيل وتخفيف غضب الفلسطينين وتمرير تطبيق الصفقة بهدوء اكثر وهذا يعني اننا امام سياسة اسرائيلية للضم تبدأ بمستوطنات القدس ومن ثم الضفة الغربية وقد يحدث الضم في القدس قبل الانتخابات ويكتمل الضم لمستوطنات الضفة وغور الاردن وشمال البحر الميت بعد الانتخابات . اما عن علاقة الضم بالتطبيع فلا اعتقد ان عملية الضم وخطة اسرائيل في هذا الاطار قد تتاثر بالتطبيع مع الدول العربية فلا اعتقد ان العرب الذين ينون التطبيع مع نتنياهو يهمهم موضوع ضم الضفة الغربية للسيادة الاسرائيلية وبهذا فلا يعيق التطبيع مع العرب اي ضم اسرائيلي الا في حالة واحدة وهو اذا ما ثار الفلسطينين في صورة انتفاضة شعبية جماهيرية كبيرة تدفع لحالة تعاطف شعبي عربي واجنبي كبيرة لان الساسة العرب قد يخشون شعوبهم في هذه اللحظة .
مسؤول كبير بالبيت الابيض قال لصحيفة جيريوزلم بوست الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة الامريكية تسعي بنشاط الي التطبيع بين اسرائيل والدول العربية في الشرق الاوسط وان هناك ثلاث اجراءات مدرجة علي جدول الاعمال حاليا اولها مساعدة الدول العربية علي التوصل لاتفاقيات عدم اعتداء مع اسرائيل وثانيها تسير رحلات جوية بين اسرائيل والدول العربية و ثالثها السماح لمسؤولين اسرئيلين وساسة بحضور فعاليات ثقافية وسياسية واقتصادية بالعالم العربي, وقالت الصحيفة ان كثير من المناقشات دارت مع اطراف عربية وخليجية في هذا الاطار خلف الكواليس . لعل هذا ما يفسر سرعة استجابة كثير من الدول العربية وبعض المسؤولين لخطوات التطبيع دون خجل ودون استحياء ولا شعور بالعار في وقت تستمرفيه اسرائيل بتقسيم المسجد الاقصي زمانيا ومكانيا علي غرار المسجد الابراهيمي بالخليل ويعدم الشباب الفلسطيني امام الكاميرات بلا خوف من حساب ولا عقاب ولو ادركت اسرائيل انها ستدفع ثمن هذا لما قامت بارتكاب كل تلك الجرائم .
الضم والتطبيع خطوتان مهمتان جائتا في خطة ترامب المزعومة للسلام لكن الولايات المتحدة تريد تأجيل الضم قليلاً والاسراع في التطبيع وفي العلن لانها تريد تفريغ حالة الدعم العربي لموقف القيادة الفلسطينية الرافض لصفقة ترامب وتجعل الفلسطينين وحدهم في ساحة المواجهة مع النظام الامريكي واسرائيل كما وتريد ان يتسبب التطبيع في نسف مبادرة السلام العربية التي اعلن مجلس ورزاء الخارجية العرب هذا الشهر انها اهم مرجعيات عملية السلام وحل الدولتين في الشرق الاوسط , واعتقد انه في حالة التطبيع الكبيرة اليوم لا داعي لان يتحدث احد من العرب عن هذه المبادرة او حتي يطرحها كمرجعية اويقول انها مازالت مطروحة علي الطاولة لاي عملية سلام فقد تمكنت الادارة الامريكية ومعها اسرائيل استبدال هذه المرجعية الهامة في تاريخ الصراع بمرجعية جديدة الا وهي صفقة ترامب المجنونة . التزامن بين الضم والتطبيع ترغب به اسرائيل وجزء من الخطة الاسرائيلية الامريكية لان لها اهميتها في سبيل انجاز الصفقة وانجاز القسم الاكبر من الشق السياسي ومحاصرة الرفض الفلسطيني عربيا وعلي الارض وتفريغه من مضمونه وجعله رفضا غير فاعل ومؤثر وصولا لان يجد الفلسطينين انفسهم في عمق الصفقة وبالتالي تجد تلك القوي طرفا فلسطينينا ما يتعاطي مع ما فرضة الامريكان والاسرائيلين وقبل به العرب من خلال التطبيع وفتح بلادهم للاسرائيلين واليهود دون ادني شعور بالخزي والعار .
وسوم: العدد 863