مواجهة كورونا قبل فوات الأوان
الشوارع فارغة تماما، المدن المزدحمة أصبحت مهجورة.
البيوت تنتابها الفوضى. أماكن الحجر الصحي بلا ضوابط. حالة من السباق
المحموم، بينما الإصابات تفوق التوقعات، وكذلك الوفيات. إيطاليا إحدى دول
الاتحاد الأوروبي يهزمها فيروس كورونا شر هزيمة. لم تستسلم بعد. تعلن
أنها باقية تقاوم. لكن المشاهد تدلل على حالة غير مسبوقة من الانهيار. ما
الذي حدث، ولماذا حدث، وكيف حدث ..!؟ أسئلة مشروعة تحتاج إلى مراجعة
كاملة في الإجراءات التي أعلنت لمواجهة الفيروس التاجي.
القراءات الأولية تشير أن الإهمال وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة وتنفيذ
تعليمات منظمة الصحة العالمية، وترك الأمور كأن شيئا لا يحدث في العالم،
أو أن الأمور مجرد "فزعة" أو "فقاعة صابون" تنتهي سريعا..!! كان هذا سببا
في ان تتكبد إيطاليا خسائر غير مسبوقة في الوفيات حيث توفى أكثر من ألف
شخص، وبلغة الأرقام حين تعلن منظمة الصحة العالمية أن نسبة الوفيات إلى
نسبة الاصابات والشفاء لا تتجاوز 2%. يمكننا معرفة مصير حوالي 16 مليون
شخص. هذا أدى إلى صدور قرار متأخر جدا؛ بوضع الـ16 مليون ايطالي في الحجر
الصحي. ويشمل ذلك كل المدن الإيطالية.
حكايات انتشار فيروس كورونا في ايطاليا بدأت كما تقول الروايات الطبية.
من خلال إدخال رجل يبلغ من العمر 38 عامًا إلى في لومباردي) يعتقد أن
الشاب المصدر الأول لانتقال العدوى المحلية ، أخرت المستشفيات اختباره
لفيروس كورونا. وفقا لوسائل الإعلام الإيطالية، استغرق الأمر "أربعة
اتصالات مع الأطباء" قبل أن يتم اختبار الرجل أخيرًا للكشف عن الفيروس
التاجي، وبعد ذلك يتم عزله. وأثناء عزله، أصاب أشخاصًا آخرين - معظمهم من
العاملين في المستشفى. لاحظوا كم استغرق وقت عزلة. عزله جاء متأخر جداً.
وفي تفاصيل أخرى ذكر أن الشاب ذهب إلى المستشفى مرتين بعد أن اشتكى من
الشعور بالإعياء. عندما ذهب للمرة الثالثة والأخيرة، كان يعاني بالفعل من
صعوبات في التنفس، ولم يكن أحد يعرف أنه مصاب بالفيروس التاجي كورونا.
لأنه سابقًا غادر المستشفى دون اختباره. هذا يؤكد أن الفيروس كان موجودا
في إيطاليا. وأما الشي ء الغير موجود هو الجدية في التعامل معه وإجراءات
أولية كان يمكن أن تحافظ على السكان.
لعل في التجربة الإيطالية المؤلمة عبرة لنا جميعا. فالوقاية تبدأ منا
أولا. في سلوكياتنا اليومية وخاصة مع عوامل النظافة الشخصية وغسل الأيدي
والتعقيم. ونشر تلك الثقافة في الأسرة وفي الشارع وفي كل مكان. يجب أن
نبقى أقوياء وأن ننشر ثقافة النظافة قبل فوات الأوان. وألا نتأخر في أخذ
كافة الاحتياطات والقيام بأي إجراءات تحفظنا جميعا من هذا الوباء.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح وباء وبل جائحة أي
أن انتشر بسرعة كبيرة في مناطق العالم وبدرجات متفاوتة ولا يوجد حتى الآن
علاج مخصص له. بينما العالم يستخدم كل إمكانياته حتى لا يحدث الانهيار.
وسوم: العدد 868