طوفان نوح.. والكورونا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ما ظهرت الفاحشة في قوم قطّ، يُعْمل بها فيهم علانية، إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم". حديث صحيح، رواه أحمد وابن ماجة.
هل ما يجري اليوم من مواجهة عالمية لجرثوم (كورونا) (covid_19) هو على حدِّ قول البعض من الكُّتّاب والمفكرين، يتيم في التاريخ البشري على هذه الأرض؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نعترف بالمحددات التالية، إذا أردنا أن نضع النقاط على الحروف، وأن نكون صادقين في مواجهة مع العدو المشترك للإنسان (الكورونا). وذلك كي تكون أيدينا كبشر نظيفة معافاة، بغض النظر عن مواطننا ونحلنا وتوجهاتنا الفكرية والسياسية والعسكرية والاقتصادية.
لقد كنا (سكان الأرض في القرون الأخيرة)، خاضعين لقوىً غاشمة ظالمة فاسدة منتصرة في حروبها ضد الإنسان والإنسانية، المنتميين لحركة نشدان الأمن والأمان، والفطرة التي فطر الله الإنسان عليها. إلا أن ما حصل على الأرض من قبل قوى الطغيان والجبروت والتفرد والظلم بأنواعه، التي تمثلت فيما تمثلت في غالب الأحوال بقوى الغرب (الأوروبي _الأمريكي)، نقول: إن ما حصل على يد هؤلاء، ساق البشرية في المآل إلى وضع كارثي، فاقد للعدالة، فاقد للإنصاف، فاقد للعناية بالإنسان كإنسان كرمه الله، بعيداً عن التصنيفات غير المنطقية، وبذلك كان ما سماه الغاشمون الطغاة الظلمة (عصر النهضة)؛ عصراً من العنصرية والكراهية والجبروت، وكلها مبنية على ثقافة أنانية مادية بحتة، نافية للعدل، مقدسة للذة والغطرسة ونهب ثروات الأمم وسلبها، وأصبح بعرف عصر الأمم المتحدة أن نظريات دارون الخائبة التي نكست قيمة الإنسان، فجعلت جده قرداً، وجعلت البقاء للأقوى المتغطرس، وليس للمتبني الحق وفطرة الله، وكذلك أصبح فكر فرويد، بتأصيل كل أهداف وسلوك الإنسان، أنها ذات جذور جنسية، وأن الأديان والأفكار الآخذة بحق الله على البشر، جاءت لتصنع الكبت والعقد النفسية _برأي فرويد. وهكذا أصبح الظلم لذة، والسلب والنهب قيمة فوقية، والعدوان والإرهاب الغربي الدولي بحق الشعوب في آسيا وإفريقيا، وعلى وجه الخصوص المسلمة منها، أصبح كل ذلك حقاً تفرضه القوة الباطشة.
وقد تجلى كل ذلك بما كان ويكون اليوم من عدوان على الآمنين في شتى أقطارهم، فأصبحت كل الدروب في العالم بسببه كما قال الشاعر:
حتى الكلام تشقق بعد طلاء الوجوه/ تنكر حتى الذين على صدرك البدوي استفاقوا/ تغير طعم الحليب/ وكل الدروب تشع احتضارا
لقد اقترفت حضارتهم جرائم وكوارث أحدثتا طوفانات عديدة، كانت طامية، نعدّ منها:
- طوفان قتل ما يزيد عن مئة مليون من سكان قارة أمريكا، وذلك بواسطة الفيروسات القاتلة، التي أهداها الأوروبيون المهاجرون، جزاء منهم لجميل السكان الأصليين واستضافتهم لهم.
- طوفان قتل الملايين من سكان القارة الهندية بواسطة الفيروسات أيضاً، بحجة البقاء للأفضل والأقوى _على رأي دارون_.
- طوفان حرب عالمية أولى (1914-1918م)، حيث قضي على أكثر من عشرين مليوناً من البشر، وأسقط إمبراطوريات كان أهمها الإمبراطورية العثمانية المسلمة، إذ كانت أحد أهم أهداف الحرب.
- ثم طوفان الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، إذ قتل فيه أكثر من ستين مليوناً من الناس، وكان من نتائجها ترسيخ غطرسة وظلم وتفرد أمريكا في عالم أناني جبروتي غاشم، أدى فيما أدى من ظلم إلى تشريد شعب فلسطين من دياره، ثم قيام حرب باردة بين الغرب والاتحاد السوفييتي، وكانت تلك الحرب البادرة، غطاء لاتفاقات اقتسام المغانم التي حققها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية.
هذا غيض من فيض معالم النظام العالمي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية، وأنت ترى أن هذه الطوفانات التي حدثت، شملت جهات الأرض الأربع، ولم تكن آثارها محصورة في مناطق محددة، أو لحقت بشعوب معينة، فلم تطل الشعوب الأخرى؛ لذلك فقد بقي المتسيدون على العالم من المشارب نفسها، التي كانت متسيدة قبلاً، وبناء عليه، فقد بقيت الثقافات المقيتة والرغائب الأنانية هي هي، الوجوه تغيرت لكن قلوب وعقول أولئك الذين سادوا في الحرب، تسربت إلى عقول وقلوب الإرهابيين الجدد بعدها.
ورغم كل المهل التي أعطاها الله جلت قدرته (الذي له الخلق والأمر) لهؤلاء الإرهابيين الجدد، لعلهم يرعوون، لعلهم يستيقظون، فإن ذلك لم يحدث، ونحن لا نتألى على الله حين نقول: إن سيل الظلم قد بلغ الزبى، وذهبت الظنون بكثير من الناس إلى أن هذا الموج العارم، قدر لا يتزحزح، ومن المستحيل تغييره، فقد امتلك المديرون لهذا العالم العلم والتقانة والقوة، فلن يغلبهم أحد، فهم قادرون على هذه الأرض وعلى من عليها بأهوائهم ورغائبهم الدنيئة، وقد أعمتهم نشوة القوة هذه والقدرة المتوحشة بشتى طروحاتها الفلسفية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. أقول: أعمتهم هذه النشوة عن رؤية الحقيقة التي قررها خالق هذا الكون، الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، إذ قال جل من قائل: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس) يونس/25. نعم، إنه أمر الله القاهر، الذي قال أيضاً: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم) يونس/27
ونكص القوم، وتعللوا بأن طوفان (الكورونا) حادثة يتيمة الدهر، وصَمَتَ الجمهور، فاحتفظ بسرِّ رؤيته لمنهج المجرمين الذين أداروا العالم بالكراهية، مختبئين خلف العلم والتقدم التقني والقوة القاهرة، ولكن أهل التقوى والرؤية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، واجبهم ألا يصمتوا، وأن يكونوا قادرين على بيان الحق والحقيقة، رغم غطرسة المجرمين، وليقولوا بملء أفواههم: إن الظُلمة التي عمّت وطمّت على يد هؤلاء، انكشفت اليوم، وأهم كشف لها أتى من المقارنة مع طوفان نوح عليه السلام، بأحداثه وأسبابه وعمومه، وقد وضح ذلك كله ما جاء في قرآننا العظيم، وذلك بقول الله تعالى جلت قدرته في سورة هود، إذ أرسل الله رسوله نوحاً عليه وعلى نبيناً محمد الصلاة والسلام، إلى قومه ليأمرهم بعبادة الله وعمل الصالحات، فعاش فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وهو يدعوهم، وهم في جدل عقيم معه. وعمَّ في الأرض الفساد والظلم والعنصرية وحب الهيمنة والسلوك المشين، فقالوا له: (يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين) هود/32. وكانوا قد قالوا له من قبل وعلى مدى الزمان: (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتّبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين) هود: 27.
فلما انتهت المهل التي أمهلهم بها الله، وفي علمه ما قاله لنوح، بعد ذلك: (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) هود/36، ومن آمن معه كانوا قلة. وأمر الله جلت حكمته رسوله نوحاً بأن يصنع الفلك، ولا يطلب لقومه مُهَلاً أخرى، أو حلاً يبقيهم على قيد الحياة، فَعِلْمُ الله يقول: إن هؤلاء الملأ لن يراجعوا مواقفهم من الصالحين ومن المنهج الرسالي القويم، لذا فحكم الله فيهم هو إنهاء وجودهم بالإغراق لهم، وهكذا أمر الله نوحاً أن يركب في الفلك وأن يركب معه الذين آمنوا بالله وبرسالته إليهم، إذ قال ربنا جل وعلا: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) هود/40. وهطلت الأمطار بغزارة بأمر الله، وفاضت الينابيع والأنهار بأمره، حتى تحولت الأرض بحاراً، فلما غرق المكذبون المجرمون جميعاً، ولم يبق في الأرض حينئذ من البشر إلا نوح وقومه، أمر الله المطر فتوقف عن الهطول، والينابيع والأنهار فغاض ماؤها: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أَقْلعي وغيض الماء وقضي الأمر وقيل بعداً للقوم الظالمين) هود/44.
وصمت الفتى العصري المماحك حين فجأه هذا الذي لحق بملأ كانوا يعتَدُّون عليهم، بحجة أنهم أهل الأرض على امتداد مساحتها، وأنهم زينوها، فهم قادرون عليها. حتى إذا اجتاح العالم كله طوفان (كورونا)، انكشفت سوءات هذا العالم الظالم، وأخص بالذكر منه ما يسمى بالعالم الأول، الذي تباهى وظن نفسه أنه بعلمه وتقنياته ورفاهيته يناجز الله، ويسعى للخلود.
فهل العالم اليوم أمام لحظة نسميها (مفترق طرق)، بين أن يتواضع هذا العالم ويعترف بضعف الإنسان أمام قدرة الله، إذ لن يستطيع العالم أن يواجه جندياً صغيراً من جنود الله، لا يرى بالعين المجردة لتناهي صغره، وهو باق على بغيه وطغيانه وظلمه وعنجهيته، بما يجعله يلاقي مصير قوم نوح الذين ظلوا على عَميتهم حتى آخر لحظة من حياتهم، فأخرجهم الله من الوجود باستثناء من آمن بالرسول ورسالته، وخلت الدنيا من كل ما عكّر أمنها وعدالتها وصلاحها، لتبدأ حياة جديدة على الأرض، تعترف بمبادئ الله، التي يجب أن تختال مزهوة بأوامر الله، التي أنزلها في كتابه الكريم (القرآن)، إذ قال عز وجلّ: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) النحل/90. فمثلما كان طوفان نوح عليه السلام وآثاره على ناس ذلك العصر، عقوبة وخيمة المآل للمُصِرِّين على المضي في منهج الظلم والغي والغطرسة والحروب الظالمة والأنانية والعنصرية، كذلك فإن طوفان (كورونا) يمكن أن يجعل من مضي عالم اليوم في غيه وعدم الاتعاظ به، والإصرار على الكبر ومناجزة الله بالظلم بل وبالتأله، عقوبة شبيهة بتلك، ولكن بجندي ضعيف هزيل، فتكون العقوبة في هذا العصر ذات نتائج ومآلات كارثية.
إن المتتبع للطوفانات التي حدثت في العالم، والتي أودت بملايين البشر في وقتها، ليجد أن كل واحد منها كان عقاباً؛ لذهاب المجتمعات بعيداً عن العدل والمساواة بين البشر وعن الأخلاق، وعن تعاليم خالق الكون التي أرسل بها الرسل، وعن كل ما يكون بالقسط والميزان الرباني: (والسماء رفعها ووضع الميزان) الرحمن/7.
وهنا لا بأس من أن أقتبس شيئاً من محاضرة قيمة ألقاها الأستاذ وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق والمدير السابق لشبكة الجزيرة الإخبارية القطرية، وكان قد ألقاها في منتدى الشرق، حيث تلقى محاضرة أسبوعية في المنتدى، وعنوان محاضرته هذه، لافت وله أبعاد، وهو (العالم مقبل على ولادة جديدة، بعد زوال كورونا).
وما يهمنا من هذه المحاضرة في سياق المقارنة بين طوفان نوح وطوفان كورونا هذه الأيام، هو معلومات أنقلها من المحاضرة موجزة، تقول: إن كورونا اليوم ليس حالة يتيمة لا تتكرر، بل هي حالات وحالات حدثت وتحدث فوق هذه الأرض التي سخرها الله لمعيشة الإنسان الصالحة، حيث يقوم الناس بالقسط والعدل والصلاح، وهذه موازين وضعها ربنا لتقوم الحياة على خير وبخير للناس جميعاً، فكلما حادت المجتمعات البشرية عن خط السير الذي قرره رب الناس، ليعيشوا بوئام وانسجام وجموع نظيفة، ولم يرتدعوا بالتنبيهات والإمهالات الربانية، أرسل ربنا أحد جنوده: (وما يعلم جنود ربك إلا هو) المدثر/31. وهكذا كانت حادثة طوفان نوح، قد جاءت بعد فساد مستشر في الأرض، ظل ربنا عز وجل يمهل الناس آماداً طويلة، لعلهم يرتدعون عن غيهم وفسادهم، فلما أظهروا غاية الإصرار على ظلمهم والبقاء على إفسادهم في الأرض، وتحدوا نوحاً بقولهم: (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين) هود/32، أرسل الله عليهم الطوفان فأغرقهم جميعاً إلا من قد آمن معه، وهم قليل نسبة للظالمين.
كان هذا العقاب ما يستحقه سكان الأرض كلما عتوا وجحدوا العدل والصلاح، ولم يبالوا بالإنذارات الربانية، فها هم اليوم قد جاءهم جندي من جنود الله، ليذيقهم الرهبة والخوف والهلع لعلهم يرجعون، لقد كان إغراق الناس جندياً قديماً جديداً، وكانت الجراثيم (الفيروسات) جنوداً متكررة مع أهل الأرض. طوفان تلو طوفان، وكان آخرها طوفان (كورونا المستجد)، الذي جاب كل أنحاء الأرض؛ إصابة وقتلاً.، ولم يسلم من فعله أحد ولا جمع ولا دول، لكن خالق هذا الجندي ومسخره، سلطه على الشعوب بنسبة، تعادل درجة المسؤولية عن الفساد والإفساد، بدءاً بالصين، ثم أوروبا ثم أمريكا، ثم باقي الناس. ومن قبل كان (طاعون أنطوني عام 165م)، الذي غزا جرثوم طاعونه معظم الأرض، وقتل وأصاب معظم سكانها، وقد نتج عنه ضعف روما وجيوشها أمام القبائل الأوروبية، ثم سقوطها وكذلك اعتناق الدولة الرومانية الشرقية للمسيحية، ولكن بعد أن حرف مجمع نيقية الأصول المسيحية، وراح الفساد والظلم يسودان من جديد، جاء (طاعون جوستنيان) العالمي، الذي سمي باسم الإمبراطور البيزنطي (روما الشرقية / 541-543م)، وهو الذي قتل فيمن قتل نصف سكان القسطنطينية عاصمة بيزنطة.
ثم كان (طاعون عمواس) في فلسطين، الذي عمّ العالم كله بتداعياته سنوات طويلة، وعندما حلّت العصور الوسطى وكان العدوان الفرنجي (الصليبي) على العالم الإسلامي، وكان الظلم -الذي تواضعت عليه الكنيسة مع الحكام والإقطاع- قد بلغ مع الفساد والفواحش مداه المديد، جاء (طوفان الموت الأسود/1348م)([1]). حيث يذكر ابن الوردي المؤرخ المصري المسلم، أن جنائز هذا الطاعون قد بلغت في القاهرة وحدها، عشرين ألف جنازة يومياً، وقد قتل ذلك الجندي من جنود الله، ما يقارب المئة مليون من البشر في العالم؛ عقوبة لهم على الظلم والعدوان والفساد. ولا ننسى طوفان (الإنفلونزا الإسبانية/ 1918-1920م)، التي قتلت (70-100 مليون) إنسان، فهي مُسخّرة على مجتمعات أظلمت بطغيانها وفواحشها كل الدنيا.
واليوم، ها نحن أمام طوفان كوروني يجوب العالم، فيحدث الإصابات الهائلة، والقتل والهلع وتعطيل كل مناحي الحياة؛ إذ ساد الظلم والظلام والعدوان وبلغ السيل الزبى من الفساد والإفساد، مثلما كان من قوم نوح، بل هو أشد وأعتى وأعم، فهل نحن مع هذا الوباء والبلاء، أمام عملية تنبيه وإمهال ربانية؟ أم أمام عملية استبدال ربانية؟ قال عنها ربنا عز وجل: (نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلاً) الإنسان/28.
وإذن، فالبشرية بعد كورونا هي أمام مفترق طرق، إما أن تنجح فتختار الصلاح الممكن، أو تخفق فتستمر الغارة والطوفان!! لا قدّر الله. وها هو كيسنجر، وزير خارجية أمريكا الأسبق، يؤيد في مقال له ما ذهب إليه الأستاذ وضاح خنفر من ولادة عالم جديد بعد كورونا، مع أن مطلب خنفر لا يتوافق مع ما يريده كيسنجر([2]).
[1]) من محاضرة الأستاذ وضاح خنفر، بتصرف يناسب السياق.
[2]) ذكرت صحيفة القدس العربي طرفاً مما قاله كيسنجر في مقاله قبل أيام.
وسوم: العدد 871