بيان علماء الأمّة حول اقتحام المسجد الأقصى المبارك فيما يسمّى ذكرى خراب الهيكل
قال تعالى: " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ" الشورى:39
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، أما بعد:
فإن علماءَ الأمّة الموقّعين على هذا البيان يتابعون بقلق وغضب وألم الإجرام والعدوان الصهيوني المتجدّد على المسجد الأقصى المبارك وقيام قطعان المستوطنين باقتحامه وأداء صلواتهم فيه في هذا اليوم المبارك اليوم الذي يوافق يوم عرفة. وأمام هذا العدوان الجديد فإنّ علماء الأمّة يؤكّدون على الآتي:
*أولًا*: المسجدُ الأقصى المباركُ هو محورُ الصّراعِ مع الصّهاينةِ وعنوانه وهو مركزُ قضية الأمّةِ الإسلاميّةِ كلّها، والعدوانُ عليه هو عدوانٌ على كرامةِ الأمّةِ من أقصاها إلى أقصاها، ممّا يوجبُ استنفارَ الأمّةِ بطاقاتها المختلفة كلّها لنصرتهِ والدّفاعِ عنه والذودِ عن حياضهِ بالوسائل كافّة.
*ثانيًا:* يؤكّد العلماء بانّ الجهاد في سبيل الله تعالى بأشكاله ووسائله المختلفة هو الطريق إلى ردّ العدوان وصيانة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتحرير فلسطين وتطهير المقدّسات، فعلى الامة كلّها بشرائحها المختلفة انتهاج هذا السبيل كلٌّ من موقعه وحسب غاية استطاعته والنوع الذي يستطيعه من أنواع الجهاد بالنفس أو بالمال أو بالكلمة، قال تعالى: "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ" الحج:78
*ثالثًا:* إنّ ما يفعلُه الكيانُ الصّهيونيُّ في المسجدِ الأقصى المباركِ وفي فلسطين عمومًا هو الإرهابُ الحقيقيّ الذي يستوجب التّحالف ضدّه، ولكنّ دوائر الغربِ وبعض دوائرِ الأمّةِ تغمضُ عينَها عنه وتغضُّ طرفَها عن إجرامِهِ، وممّا يشجعُه على التّمادي في إجرامِهِ وغيّه بغيةَ إدانة الضّحيةِ التي تدافعُ عن نفسِها وتَدْفعُ هذا الإرهاب الصّهيونيّ بما تملكُه من وسائلَ وإمكانات، قال تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" الانفال:73
*رابعًا:* ندعو علماءَ الأمّةِ ونخبَها وقادةَ الفكرِ فيها إلى حشدِ الطّاقاتِ واستنفارِ الجهودِ لإحياءِ قضية المسجدِ الأقصى في قلوبِ أبناءِ الأمّة، وتوجهيهم لنصرتهِ بالوسائلِ المتاحةِ كافّة، ودعمِ مشاريع المسجدِ الأقصى الماديّة والعلميّة المختلفة ممّا يُساهمُ في ثباتِ أهلِنا المرابطين في ساحاتِ المسجد الأقصى المباركِ، والعمل على حشدِ الجماهير لنصرةِ المسجد الأقصى المبارك، ومن ذلك تسيير مظاهراتٍ شعبيّةٍ غاضبةٍ حيث يمكن ذلك يقودُها العلماءُ في البلاد الإسلاميّة المختلفة، والقيام باعتصاماتٍ تحاصر سفارات الكيان الصّهيونيّ حيثما توجد في عالمنا الإسلامي وحيثما يمكن ذلك، وتحريك الرّأي العام العالميّ المناصرِ لقضيتنا لا سيّما في أوروبا، وإنّ هذا من إساءة الوجه الواجب للكيان الصّهيونيّ الغاشم، قال تعالى: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" الإسراء:7
*خامسًا:* نوجّه التّحيّةَ إلى أهلِ القدس المرّابطين على ثراها وفي ساحات مسجدها الأقصى المبارك في وجه الغطرسةِ الصّهيونيّةِ، الرّافضينَ لمحاولات التّطبيعِ والاستكانةِ والخضوعِ، وندعو أهلَنَا في الأراضي المحتلّة عام 1948م والضّفة الغربية حيثما يستطيعون الوصول إلى القدس شدَّ الرّحالِ إلى المسجد الأقصى المبارك والدّفاع عنه بكلّ ما يستطيعون، والمرابطةِ داخلَه ومواجهةِ الصّهاينة وصدّ عدوانهم، قال تعالى: "انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" التوبة:41
حيّا الله أهلنا المرّابطين في ساحات الأقصى المجاهدين الثابتين
وإنّ النّصر صبرُ ساعة، وإنّ مع العسر يسرًا
والحمد لله ربّ العالمين
وسوم: العدد 888