لسنا نحن .. ولستم أنتم !
سأل ناشط مسلم ، أحدَ زعماء اليهود، في فلسطين: ألا تعلمون أنا سنحاربكم، وننتصر عليكم؟ فقال اليهودي : نعلم ذلك ، ولكن لستم أنتم ، الذين تحاربوننا وتنتصرون علينا .. ولسنا نحن الذين سنُهزم أمامكم ، إنّما الذين ينتصرون علينا ، هم الذين تمتلئ مساجدهم بالمصلين ، في صلاة الفجر! ونحن نسعى ، إلى تأخير نصركم علينا ، ما استطعنا ؛ أي : نعيق النصر، بقدر مانطيق !
لم يُنقل عن اليهودي قولٌ ، حول كيفية تأخير النصر، أو إعاقته ، لكنّ عقلاء المسلمين واليهود ، يعلمون ذلك ! ومن أنواع الإعاقة ، التي يمارسها اليهود ، اليوم:
تسليط حكّام مجرمين ، على الشعوب المسلمة ، تأمرها بالباطل ، وتزيّنه لها ، وتحارب المسلمين المتمسّكين بدينهم ، حرباً شعواء : بالقتل والاعتقال ، والحرمان من العمل .. ومنعهم من دخول من الجيش ..! وكلّ ذلك ، بسطوة أمريكا ، وقوّة هيمنتها ، على الدول الضعيفة المتخلّفة ، وقوّة نفوذها ، في الدول المتحضّرة ، الصديقة لها ، في أوروبّا ، وفي غيرها !
تسليط الأضواء ، في وسائل الإعلام المختلفة ؛ لاسيّما الفضائيات ، على الفئات المنحرفة فكرياً وخُلقياً ، والمعادية لعقيدة الأمة .. وتمكينها من أن تكون هي: النماذج المحترمة ، المؤثّرة في فئات المجتمع !
إتاحة المجال ، للمشايخ المزيّفين ، والمحسوبين على العلماء ؛ ليتحدّثوا في أمور الدين ، ويُصدروا الفتاوى ، التي تُضلّ الناس !
إبراز الفئات الهابطة في المجتمع ، من ساقطي الفنّانين ، من ممثلين ومغنّين ، وراقصات ، وغيرهم .. لتكون عناصر توجيه ، وإرشاد ، وتثقيف ، للناس..!
العبث بتاريخ الأمّة ، عبر أقلام رخيصة مأجورة ، تابعة للحكّام ، وإبراز بعض الجوانب المظلمة ، من هذا التاريخ ، على أنها بؤر مضيئة ، في تاريخ المسلمين، كالحشّاشين والقرامطة ، وغيرهم !
تنفير الناس من الإسلام ، والمتمسّكين به .. وإظهار المتديّنين بمظاهر، تَنفر منها العقول والقلوب ، عبر أفلام ومسلسلات مختلفة ، يكتبها كتّاب ملاحدة ، أو فسّاق ، أو منحرفون !
إلهاء الناس ، ومَلء أوقاتهم بالعبث الرخيص ، والفنّ الهابط .. فلا يبقى ، لدى أحد وقت ، لقراءة شيء من تاريخ أمّته ، وسيرة نبيّه وأصحابه الكرام ، الذين كانوا , ومازالوا ، النجوم الحقيقية ، المضيئة في تاريخ الأمّة ، والذين صنعوا لها أمجاداً عظيمة ، تفخر بها الأجيال !
وحين يكون واقع الأمّة ، بالصورة المذكورة ، فلا يتوقّع عاقل ، أن تنتصر، في صراع : عسكري أو سياسي ، أو ثقافي أو خلقي.. حتّى تغيّر واقعها، إذا استطاعت! وهذا يحتاج جهوداً جبّارة ، تبذلها أجيال عدّة ! وليس هذا ، في المدى المنظور، متوقّعاً ،على ضوء الواقع الدولي الراهن .. إلاّ أن يشاء الله أمراً آخر !
وسوم: العدد 888