مياه مصر «على نار» جشع الجنرالات… «تكلكوش» كلمة الفلسطيني للأردنيين… وترامب في حرب أهلية
ميكروفون ومسجل صوت وكاميرا ديجتال وورقة مطبوع عليها علم الأردن. هذا كل ما يحتاجه المراسل والمالك الوحيد لـ»تلفزيون خالد» الفلسطيني.
يسجل الشاب حلقته الجديدة في أحد مجمعات الحافلات في الضفة الغربية المحاصرة، وتتضمن سؤالا واحدا للعابرين «لو طلبت منك حرق هذه الورقة مقابل الحصول على 100 دولارا. ماذا «تكول»؟ طبعا الحديث المصور برمته في اللهجة الفلاحية .
عرضت الجائزة مقابل حرق الورقة إياها على نحو 12 عابرا فلسطينيا والمراسل المشاكس أخفق، رغم مضاعفة قيمة الجائزة في الحصول ولو على طفل يقبل بحرق ورقة العلم الأردني.
«تكلكوش»!
الأهم في رأيي «الأجوبة» على العرض المغري.
أحد المارة سمعته يقول في اللهجة المحببة. «بحرك كلبه اللي بيحرك علم الشكيك الأردني».
سائق حافلة عجوز رفض العمل ولو «مكابل مليارات الدنيا».
ثالث عابر له علاقة بالتأكيد بوظيفة صحية شرح للمراسل: إسمع. في الجسم الواحد رئتين وحدها إسمها الضفة الغربية والثانية إسمها الشرقية.
رابع قرر مخاطبة الملوك الهاشميين، وقال: الشعب الأردني الشكيك على راسي وفي «كلوبنا» الملك حسين، الله يرحمه والملك عبدالله الثاني.
بإختصار تلك رسالة لا تحتاج لأضواء ومهندسي صوت وشبيحة فضائيات ولا تمويل .
مجرد مراسل يملك قناة إلكترونية يتجول مع أداة التسجيل بين الناس ويوثق.
لو كنت صانع قرار في عمان أو من منظري القسمة على إثنين لقرأت المشهد بعمق، ولو كنت مديرا عاما لتلفزيون الأردن الرسمي لاستبدلت كل برامجي بتلك الوصلة المبثوثة والمصورة في كراج سيارات بلدة فلسطينية، ولأوصيت بإغلاق إدارة المتابعة والتفتيش وبطاقات الجسور.
«هنا عمان. هنا الضفة الغربية. فليخسأ الخاسئون». والباقي تفاصيل، ونختمها بما يقوله جمهور نادي مخيم الوحدات أحيانا «تكلكوش»! فالمملكة «لن تؤتى» من قلب فلسطيني واحد وعبارة «الشكيك الأردني» تعني فعلا وحقا أن «البديل الوحيد عن فلسطين» هي «الجنة» وليس المملكة.
جشع الجنرالات والسيسي
كان صوته منفعلا ومتهدجا «نزل اليافطة. نزلها. المزار – محافظة المنيا 25- 9».
الصوت في شريط فيديو لقناة «رصد» الإلكترونية أيضا، والحديث عن يافطة كبيرة عليها صورة «السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي».
أتصور أن «العشوائيات غير المرخصة» في القاهرة أو صعيد مصر أو حتى في عمان وبغداد وأي مدينة عربية «حجة» على الأنظمة والحكومات وليس على الغلابى.
جشع» جنرالات «السيستم المصري» ولهفتهم على نهب المزيد من «أراضي الدولة» ثم هدم بيوت الفقراء والبسطاء بدون «تعويضهم عنها» سلوك أعاد تشغيل محطة «الجزيرة مباشر» على نحو لا يرضي السيسي وعصابة «الاستثمار» بإسم المؤسسة العسكرية.
مواطنون غادروا الخوف وحرقت بيوت الصفيح، التي ولدوا فيها يمزقون صور الرئيس ويشتمونه في حماس أمام الكاميرات المتاحة.
حتى محطة «فرانس 24» بدأت تعتمد على الكم الهائل من أشرطة الفيديو، التي تتراكم وتتصدر الشاشات والأنباء فقط لأن «لجنة ما» في النظام الانقلابي أصلا قررت التشدد في تطبيق القانون بسبب الجشع.
أسوأ ما يمكن أن يحصل لأي إنسان يعلن الولاء لأي نظام هو طرده من منزله، الذي لا يصلح أصلا للإنسان الطبيعي.
الأهم السذج والبسطاء في صناعة القرار المصري سمحوا بولادة «ثورة جديدة» يتجاوز فيها الناس الخطوط الحمراء، لأنهم ببساطة بلا مأوى، فيما يتكفل الفنان الذي خضع لهندسة ما على الأرجح محمد علي وغيره بالبقية على أساس التحريض والتثوير .
مجددا وفي رأيي المتواضع يثبت «زعماء العرب» أن حكمتهم تغيب بسبب نصائح من حولهم من رموز التسحيج والولاء المختل المريض.
«لا شرعية» من أي صنف مع الجوع والظلم وهدم أي مسكن. فقط «الجزيرة مباشر» وأشرطة فيديو تتسلل بالجملة لتصبح خبرا كونيا.
هل حسبها السيسي جيدا؟ أشك في ذلك وعصفورة «غربية» أبلغتني الأسبوع الماضي أن «مياه السيسي بدأت تغلي» في أقنية دولية والبحث جار عن «بديل» لعدة أسباب أهمها كثرة تصريحاته المعادية للناس وتراكم شعور من حوله بالعظمة الفرعونية وإستئثار محاسيب في الحصة الأكبر على حساب البقية في المؤسسات السيادية، وعودة ظاهرة التشبيك مع رجال أعمال من عهد مبارك.
يبدو أن صفقة الانقلاب لم تكن تشمل ذلك.
دوما نتمنى لمصر كل الخير ونراقب ما سيجري قبل الشهر الأخير من العام الحالي.
ترامب: اللهم شماتة»!
توماس فريدمان ما غيره. هل تذكرونه؟ صاحبنا مسرب «المبادرة العربية» التي دفنها الآن «التطبيع الخليجي» يعلن لنا النبأ السار عندما إستضافته محطة «سي إن إن» فهو «يخشى حربا أهلية» في الولايات المتحدة، لأن الرئيس دونالد ترامب يرفض الالتزام بمبدأ تداول السلطة.
«إنتخابات متنازع عليها». هذا ما يخشاه فريدمان وهي صيغة سهر الأمريكيون سنواتهم الطويلة على زرعها في أحضان كل أمم العالم الثالث، حتى أصبحت تهددهم الآن لأن ترامب وفي البث الذي نقلته «بي بي سي» مع نهاية الأسبوع أعلن أنه «لن يخسر الانتخابات إلا إذا زورها الديمقراطيون عبر مكاتب البريد»!
يتجرع فريدمان وأهله من الكأس التي شربناها كعرب تحديدا طوال عقود بدعم إسرائيل وبلاده .
وبكل صراحة نقولها «اللهم شماتة»!