هل يدرك أنطونيو غوتيرس الفرق بين الوضع السوري والوضع الليبي!!!
وعندما يرحل قذافي سورية قد يتحد السوريون !!
في حالة من التغابي ، والتعامي عن الواقع منقطعة النظير ، يدعو الأمين العام للأمم المتحدة السوريين لكي يتحدوا !! أن يجلسوا ويناقشوا أوضاعهم بجدية فيما يتعلق بالمصالحة وبالانتخابات وبالإطار الدستوري وكذا في ميدان حقوق الإنسان ... يقول : تماما كما فعل الليبيون !!
نحن لا نتهم غوتيرس بالغباء ، وإذا تكلم غير الغبي كلام الأغبياء ، فلا مخرج لك إلا أن تتهم محدثك بالخبث ، والمكر ، والاستهتار بالحق والعدل وآلام الناس وعذابات المعذبين ..
حين يقول السيد غوتيرس على السوريين أن يتحدوا كما اتحد الليبيون ، هل ينسى أن طاغية ليبية قد تم التخلص منه منذ الأشهر الأولى لثورة أبنائها الأحرار... وإن طاغية سورية لايزال جاثما على صدور السوريين - كل السوريين- بقرار دولي يأبى التنازل عن خدماته حتى الآن ...
وطاغية سورية هو الذي مثل ويمثل فيها الجريمة الإنسانية والجريمة السياسية والجريمة الوطنية طوعا وعن عمد وسابق اختيار ..
غوتيرس - الذي لا يمكن أن يوصف بالغباء أبدا - يقترح على السوريين أن يتصالحوا مع الخيانة ومع الاستبداد ومع الفساد ومع الطائفية ومع الجريمة ومع القتل ومع الاغتصاب ومع السرقة ... يقول كل هذا ثم يظل يلبس الثياب ويمشي بين الناس !!
غوتيرس يريد أن يخرج بالسوريين من حالة الجمود ... ولكن من زعم أن سورية تعيش في عهد الأسد حالة من الجمود ...؟!
في سورية يعيش الناس كل الناس كل يوم المزيد من الانحطاط ومزيدا من التدهور والانحدار ..
في كل صباح المزيد والمزيد والمزيد من تعداد الجرائم والانتهاكات ، المزيد من الظلم والمزيد من العنصرية والمزيد من الطائفية والمزيد من القتل والمزيد من التهجير والمزيد من المرض والمزيد من الفقر والمزيد من الجوع .... والمتسبب في كل ذلك شخص واحد يعرفه جيدا السيد غوتيرس ويعرفه أيضا كل المتمسكين به والمدافعين عنه والمختبئين خلفه والذين يقتلون بيده ، ويعذبون بسوطه ، ويستغلون بسطوته ...
شخص واحد يقضي على آمال شعب ، يدمر وجوده ووجود دولة ولكنه في الوقت نفسه ينفذ مخططات الكثيرين ، ويحقق آمالهم ، ويرضي تطلعاتهم .. شخص واحد مهما تخفى وراءه من عناوين ومشروعات هو الذي ينصح السوريين السيد غوتيرس أن يتحدوا معهم أي أن يتحدوا حتى مع مافيات تهريب المخدرات .. ولماذا ينسى السيد غوتيرس ما ينزل في موانئ العالم من شحنات المخدرات يرسلها التي يرسلها من ينصح غوتيرس السوريين بالتوحد معه !!!!!!
سيعرف السوريون ولاسيما - الذين في الصيف ضيعوا اللبن منهم- أنهم أمام مقاربات لن يسهل عليهم قبولها ، وإن الخيارات التي تهربوا منها وهم أقوياء سيواجهونها اليوم وهم في غاية ما قد يقود توصيفه إلى المزيد من الضياع ...
كان بعضنا إذا أراد أن يضرب مثل السوء لقادة المعارضات يقول لهم : لعلكم تتطلعون إلى مكانة على مقعد للجبهة الوطنية التقدمية .. اليوم نقول لهم : لا تبالغوا كثيرا في الحلم فقد بات حلمكم وهما ..
وسوم: العدد 914