مهمة شاقة وملفات معقدة أمام مصر..
دخلت مفاوضات تثبيت وقف اطلاق النار بين المقاومة واسرائيل المرحلة الصعبة والدقيقة من المفاوضات والتي يتوقع ان تكون معركة ضارية قد تطول اذا ما استمرت اسرائيل بطرح اوراق من شانها ان تنسف اي مساعي يمكن ان تؤدي الي التوصل لاتفاق قريب, مصر تعمل بثقل نوعي لم يسبق في اي مواجهة سابقة بين المقاومة واسرائيل والتي كان لمصر دور فيها لاعادة الطرفين لتفاهمات التهدئة بعد الحرب 2014 والتي انتهكت اكثر من 19 مرة من قبل اسرائيل بتصعيد ومواجهة كانت تستمر لايام ثم يلتزم الطرفان بتهدئة مقابل تهدئة . مع تكثيف الاتصالات المصرية بالاطراف وتعقد الملفات وحديث كل طرف عن ان المعركة لم تنتهي بعد يصبج الدور المصري كمن يعمل تحت ضغط احتمال انفجار المشهد من جديد في اية لحظة وخاصة ان ممارسات وسلوك الاحتلال الاسرائيلي في القدس لم يتغير ,ومازال حصار البيوت في الشيخ جراح علي حاله ,واقتحامات المسجد الاقصي من قبل المستوطنين الاسرائيلين لم يتوقف ولم تردعهم الحرب لان حكومة اسرائيل هي من توفر لهم كافة اشكال الحراسة بل وانه تعمد في بعض الاحيان لتفريغ المسجد الاقصي من بعض المصلين لتهيئ لمتطرفيها الوصول الي باحاته عبر باب المغاربة وهي البوابة التي تحاول اسرائيل تخصيصها فقط لدخول مستوطنيها علانية .
توقفت الحرب لكن المعركة لم تنتهي ومصر تدرك ان امامها مهمة شاقة لانهاء هذه المعركة بتثبيت التهدئة وتوقيع اتفاق بضمانات مصرية امريكية ومراقبة دولية, ولتسهيل التوصل الي هذه التفاهمات والاتفاقات رفعت مصر مستوي الاتصالات مع الفلسطينين الي مستوي الرؤساء فقد ارسل الرئيس (عبد الفتاح السيسي) وزير المخابرات المصرية السيد( عباس كامل )برسالة مهمة الي رام الله فحواها ضرورة ان يسعي الرئيس( ابو مازن )لانهاء الانقسام واستعادة الحوار الفلسطيني تهيئة لاعلان حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حماس وهذا كان محور بحث مركز مع الوزير (عباس كامل) و(الرئيس ابو مازن) , علي الجانب الاخر استمع الوزير الي وجهة النظر الاسرائيلية في موضوع التهدئة واعادة الاعمار والتي اشترطت فيها اسرائيل ان يتم مقابلها افراج حماس عن الجنود الاسري الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة علي اثر حرب 2014, لكن حماس ترفض باي شكل من الاشكال الزج بهذا الملف واستخدامة كورقة ابتزاز لاجل الحصول علي جنودها بلا ثمن فقط مقابل السماح باعمار غزة لانه ملف منفصل يجب حلة عبر صفقة تبادل للاسري تشمل الاسري القدامي واصحاب المحكوميات العالية وهذا اقل ثمن لما بين يدي حماس من اسري وجثث .
الوزيرعباس كامل جاء ليضع اسس للحوار والتفاوض في ثلاث ملفات مهمة تثبيت التهدئة والتوصل لاتفاق دائم لوقف اطلاق النار يسمح باعادة اعمار قطاع غزة ,والملف الثاني ملف الجنود والجثث لدي حركة حماس ,والملف الثالث اعادة اعمارما دمرته الحرب الاخيرة , ولعل اسرائيل تريد ربط ملف الجنود الاسرائيلين باعادة اعادة غزة وسماحها بذلك لان اعادة جنودها هي الورقة الوحيدة التي سيقول من خلالها( نتنياهو) انه حقق شيء من وراء هذه الحرب بالاضافة لهدنة تمتد لسنوات . ما هو متوقع ان تجد مصر الكثير من المعيقات في فصل هاذان الملفين وتعود الي ملف صفقة التبادل الذي هو اصلاً بيد مصر ونتوقع ان ترفض اسرائيل ان يجري بينها وبين المقاومة اصي صفقات تبادل الان , لان خروج اي اسير من الاسري القدامي تعتبرة اسرائيل هذيمة كبيرة لها ويعتبرتراجع عن ثوابت حكومة نتنياهو التي سينتهي اجلها خلال ايام وقد ياتي (نفتالي بينت) الذي سيكون اكثر تصلبا ورفضا لاطلاق سراح اي من المعتقلين السياسين الفلسطينين من السجون الاسرئيلية وقد يرفض رفضا باتا اي صفقة تبادل منفردة.
مهمة مصر شاقة جدا وملفاتها معقدة سواء في موضوع تثبيت وقف اطلاق النار وملف الاسري الاسرائيلين واعادة اعمار غزة او ملف الصراع كرزمة واحدة لان المشهد السياسي في اسرائيل غير مستقر وقد تتغير حكومة نتنياهو وتحتاج مصر الي الانتظار لتدرس الحكومة الجديدة الملفات بعدما تتسلم حكومة (نفتالي بينت) الملفات من حكومة نتنياهو الي حين ذلك ستعيد مصر الفلسطينين لطاولة الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية ولعل ملف انهاء الانقسام واستعادة الفلسطينين للوحدة الوطنية هو الملف الاكبر الذي تحاول مصر انهائة بعد تثبيت الهدنة حتي يتم الحديث والانتقال الي الملف الاكثر تعقيدا وهو وهو ملف الصراع وانهاء الاحتلال وبحث سبل حل الدولتين . لعل هذا الملف الكبير لا تستطيع مصر العمل فيه لوحدها بل لابد وان تتشارك مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الاتحاد الاوروبي كالمانيا وفرنسا وبريطانيا والاردن لان مصر كانت قد اسست قبل اكثر من 10 شهور لهذا العمل وتم وضع خطة اردنية ومصرية المانية فرنسية كعنوان لمساعي (مجموع ميونخ ) للسلام والامن . الحرب علي غزة فتحت بوابات كبيرة امام الوسطاء لانهاء جزري لازمة غزة كجزء من الصراع والتوصل لاتفاق دائم لوقف اطلاق النار وبالتالي حل كل مشكلة او عقدة في طريق تهيئة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للجلوس علي طاولة المفاوضات . الواضح انه مازال هناك الكثير من العمل امام مصر لتحديد الاطار الذي سيقود لعملية سياسية حقيقية وبالتالي فتح مسار تفاوضي مبني علي اسس ومرجعيات دولية واقليمية وتحتاج الي شركاء حقيقين لرعاية اي عملية تفاوض حتي يتم تشكيل لوبي دولي ضاغط علي اسرائيل لتستجيب لارادة السلام وتقبل بالتفاوض علي اساس تطبيق حل الدولتين واعتبار كل الاراض المحتلة عام 1967 بما فيها القدس وكافة القضايا النهائية للصراح الحقل التفاوضي الحقيقي الذي يخضع لجدول زمني تقررة الاسرة الدولية والولايات المتحدة الامريكية .
وسوم: العدد 931