يمين الأسد الغموس وشهادات الزور الدولية!!
“أقسم بالله العظيم أن أحترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري، وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته، وأحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته والدفاع عن سلامة أرضه، وأن أعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الأمة العربية”.
هذا ما أقسم عليه بشار الأسد في تنصيبه للمرة الرابعة بعد مهزلة ما يسمى الانتخابات: احترام الدستور أم أحتماره؟ قوانين البلاد أم قوانين الغاب والوحوش وعصابات المافيا؟ رعاية مصالح الشعب وحرياته بتدمير مدن سوريا بالبراميل، وتهجير نصف شعبها، وقتل السوريين بكافة أنواع القتل الوحشي: تجويعا وتعذيبا وخنقا وكيماويا وبراميليا، ورعاية الحريات من خلال بذل أقسى المحاولات لتحويل السوريين إلى قطعان من المصفقين والمطبلين. أما سيادة الوطن واستقلاله فيعرفها الجميع من خلال النفوذ الإيراني والروسي والتطاول الصهيوني، من ينسى أهانة ضباط روس للأسد على مرآى من العالم ومسمعه في قاعدة حميميم! اما سلامة أراضي الوطن، فسوريا هي الدولة الأولى في العالم من جهة عدد الجيوش الأجنبية والميلشيات الطائفية وغالبية أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية المنتشرة فيها والموزعة على أراضيها. أما العدالة الإجتماعية فواضحة جلية، فسعر حذاء أسماء الأسد يتفوق على رواتب عشرة العمداء في جيش الأسد ويتجاوز أضعافا تعويضات القتلى من جيشه وميلشياته والذين يقدمون قرابين لحاكم سفاح مهووس بالسلطة. بل إن احتفال اليمين الدستوري الغموس الفاخر الكبير بحد ذاته، دليل صارخ على الظلم الإجتماعي في الوقت الذي لا يجد مناصروا السفاح طعاما فيأكلون أو كهرباء في الليل فيبصرون أو دواء لمرضاهم الذين يتألمون ويتوجعون. أما وحدة الأمة العربية فعنوانها قم والآيات والوجود الفارسي واللطميات وروسيا التي تحتل البلاد وتتقاسم النفوذ فيه مع الأمريكيين والإسرائيلين. فأية وحدة لإمة عربية وقد فُتت الشعب إلى طوائف وعداوات وجراحات ومُزق الوطن فأصبح أشلاء ورايات تعددت على حساب راية الوطن وهويته وكرامته.
لا يلام الأسد فحسب....إنه العالم الذي يريد للسنة أن يحكمهم قطاع الطرق ولصوص وقتلة كما في العراق وسوريا ومصر ويدير بلدانهم غلمان وذعران، لتبقى دولنا مشاعا ومزارعا للقوى الدولية وأسواقا أستهلاكية لمنتوجاتها، ولتبقى طاقاتنا وعقولنا البشرية أرخص السلع نقدمها للغرب مقابل جواز سفر وحياة كحياة البشر.
روسيا تتباهي بجرائمها في سوريا وتكرر أمام الجميع عبر قادتها باستخدامها وتجربتها لإنواع جديدة من الأسلحة في سوريا الذبيحة، فيما يهرع حكام عرب ومسلمون لموسكو يفتخرون بأوثق العلاقات معها وهي التي أعلن كنيستها الأرثوذكسية عشية التدخل الروسي الإجرامي في سوريا عن حربها المقدسة فيها، وكأن ضحايا روسيا في سوريا ليسوا عربا ولا مسلمين.
أما إيران والتي أثخنت في شعب سوريا الجراح وأقترفت بحقه كل جرائم الحرب والقتل والنهب، فيكافئها الغرب والعالم بالتفاوض معها لرفع العقوبات عنها والاعتراف بها دولة إقليمية ميهمنة على حساب حقوق العراقيين والسوريين واللبنانيين وكأن المطلوب اقتسام أشلاءنا وثرواتنا بين القوى الدولية والنظام الإيراني المجرم.
أليس غريبا أن الإمارات المتهافتة ليس على تطبيع مهين مع الدولة العبرية فحسب، بل على إقامة شراكة وعلاقات غير مسبوقة بين الدول فيما بينها وبين الاحتلال ودعم مستوطناته والتي يتبرأ منها الغرب ظاهريا، تبني (الإمارات) أوثق العلاقات التجارية والسياسية والإقتصادية مع إيران؟ الإمارات كانت من أوائل الدول التي هنأت مدرسي والمتهم بجرائم ضد الإنسانية بانتخابه رئيسا جديدا على إيران.
إنها الصفوية والصهيونية والصليبية والارثوذكسية وحثالات الأعراب في حرب إبادة عالمية على العرب السنة، ساحاتها العراق واليمن وسوريا وما تزال تتوسع كريح صفراء عاصفة جامحة لا تبقي ولا تذر. حرب إبادة من أشد أدواتها إيذاءا لنا، حكام يفترض أنهم عرب سنة، أتبعوا الشهوات وحاربوا الدعاة وكأنوا أصناما سياسية في بلادهم وأوثان أستبداد، يعيثون في الأرض فسادا وظلما وطغيانا وقتلا ونهبا ودمارا، فيما هم على الساحة الدولية لا يملكون من أمرهم شيئا، ادوات ومطايا.
وسوم: العدد 938