مشروعنا ومشروع طالبان
ويوما بعد يوما يتصعب على الإنسان الجهر بكلمة الحق، ولا سيما وهو يرى كثيرا ممن هو قريب منهم يلتحفون لحاف بعض أهل الباطل ..
قد لا يعجبني ، لا يعجبك، لا يعجبنا؛ مشروع طالبان السياسي" في الصورة التي تلقيناه " وهذا حقنا ..
ولكن ليس بطريقة حط الحق على الطالباني، كما يفعل بعضهم دائما " حط الحق على السوري"
قوم لهم خياراتهم، ولهم مشروعهم، ورثوا الفصائل الأفغانية بعد انتصارها على الروس، وبعد احترابها، وثبتوا في وجه الاحتلال الأمريكي والكرزيات متعددة الصيغ. من حقنا أن ندعو للشعب الأفغاني بكل خير ، وللقوة الأفغانية الصاعدة بالرشد بما يحقق للشعب الذي ترود له الطريق السلم والسلام والتقدم والرفاه، في بحبوحة الخيار الإسلامي الرشيد.
من حقنا هذا ولكن ليس من حقنا أن نفصل الثوب الأفغاني على مقاسنا، كما أنكرنا من قبل على من قام يخطر " بالسروال" الأفغاني بيننا.
ولو استلهمنا من التجربة الطالبانية وحدة الصف في أصعب الظروف- والصبر - والثبات- والتضحية ..
وقدمنا لوطننا - نحن السوريين- مشروعا سياسيا يلبي تطلعات جماهيرنا العريضة ، ويوفي بحقوق جميع السوريين وينتمي إلى العصر الذي نعيش؛ لكان الأولى بِنَا.
ملاحظة مهمة:
المشروع الإسلامي عنوان عريض، والمشروع الإسلامي ليس دائما واحدا، بل هو متحد في الغايات، قابل للاختلاف في الفصول والأولويات. يتفق في خطوط عريضة، إرادة العدل والمساواة لكل الناس، ولكنه قد يختلف من إقليم إلى إقليم حسب التركيب السكاني، والواقع الاجتماعي، والظرف الفكري، والقضايا الأكثر حضورا ..
بل أكثر من ذلك يمكن أن يكون لنا في سورية نفسها أكثر من مشروع إسلامي، تتقدم به أكثر من جهة وطنية، كلها تتمسك بالإسلام وتختلف في تقدير الموقف وتحديد الأولويات. وتقديم المصالح التي تعتبر، أو المفاسد التي تدرأ .
الحق لا يدور مع شخص، ولا يوضع دائما على شخص.
والمشروعات الكبرى لنهضة الأمم والشعوب، ليس وصفة نجدها في كتاب.
وسوم: العدد 938