داعش (كاوبوي النظام العالمي الجديد)
داعش .. تنظيم مسلَّح ظهر وانتشر خلال السنوات العشر الماضية في سياق مؤامرة "الفوضى الخلاقة" التي هندستها المخابرات العالمية لتدمير العالم العربي والإسلامي خاصة، ومن أجل تمرير هذه المؤامرة طرحوا "داعش"في الإعلام بصورة حركة إسلامية تدعو لإحياء "الخلافة الإسلامية" وألصقوا بها كل صفات التطرف والإرهاب والإجرام، لكي يضربوا الإسلام في العمق، لكن هذه المكيدة سرعان ما انكشفت؛ إذ وجدنا جرائم داعش لا تطال غير المسلمين (؟!)
وانكشفت طريقة عمل هذا التنظيم فوجدناه يستخدم نفس الأسلوب الذي تميزت به أفلام "الكاوبوي" التي انتشرت في خمسينات القرن الماضي، مما يثبت أن مخرج داعش هو مخرج الكاوبوي نفسه :
@ داعش كاوبوي النظام العالمي الجديد :
وإن أنسى فلا أنسى ما كانت تحفل بها أفلام الكاوبوي بالصور الذهنية النمطية المبهرة عن عصر ولى، أو عصر لم يوجد أصلاً؛ قد أكل بعقلنا حلاوة، فصوّر لنا رجال الكاوبوي في صورة الأبطال العظام مقابل "الهنود الحمر" البدائيين الهمجيين الأشرار؛ فقد اجتهد مخرجو تلك الأفلام باختلاق أحداث عجيبة، ومواقف مثيرة، جعلت من تلك الأفلام أيقونات من كلاسيكيات السينما العالمية، فمن منا مثلاً – نحن جيل ذلك الزمن الأغبر – ينسى فيلم من أجل حفنة دولارات more) (for a few dollars أو فيلم العظماء السبعة (the magnificent seven) أو غيره من الأفلام التي جسدت صورة نمطية للبطل الذي ينطلق رصاصه على كل شخص دون تمييز، ودون محاكمة ولا تحقيق، كما تفعل اليوم داعش الأداة القذرة للنظام العالمي الجديد (؟!)
ونظراً لما تفردت به تلك الأفلام من إخراج متطور وألوان زاهية؛ وجدناها تكتسح كل شرائح المجتمع، حتى صارت معلماً سينمائياً على عصر مزعوم لا وجود له إلا في أذهان المخرجين الذين استفادوا من مناظر الوديان الفسيحة وقطعان البقر الهائجة، والأبطال الذين ينطلقون على أحصنتهم برشاقة، مسلحين بمسدسات وبنادق تطلق رصاصها الذي لا ينفد، لترويض كل من يقف في طريقها من حيوان أو بشر دون تمييز .. كما نرى اليوم من داعش وأخواتها ؟!
وقد ظلت تلك الصور البطولية الزائفة مجرد خيالات سينمائية إلى أن وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 فتغيرت النظرة إلى تلك الأفلام؛ إذ وجد أرباب السياسة أنها ليست مجرد خيالات، وإنما هي أفكار عظيمة يمكن أن تغير التاريخ، فكما أظهرت تلك الأفلام رجال الكاوبوي أبطالاً عظاماً، فكذلك وجد أرباب القوى العالمية إمكانية صناعة أبطال كاوبوي معاصرين يحققون بهم السيادة على العالم، ووجدنا كبيرهم يدشّن عصر الكاوبوي الجديد بمقولته التي ذهبت مثلاً : "من ليس معنا فهو ضدنا" وتولى أرباب المخابرات صناعة بطل الكاوبوي العصري "داعش" لاستخدامه في تدمير البلاد، والقضاء على كل من يعارض "لكبير" الذين يرى أنهم مجرد قطعان من البقر أو الهنود الحمر !
وهكذا .. إذا قارنا الكاوبوي الجديد : "من ليس معنا فهو ضدنا" بالكاوبوي القديم أدركنا خطورة الكاوبوي القديم في التحضير للكاوبوي الجديد المكلف اليوم بنشر إرهاب في كل مكان، وتدمير البلاد دون وازع ولا ضمير، متجاوزاً كل قانون ودين (؟!)
ومن هنا ندرك أن يوم 11 أيلول (سبتمبر) لم يكن يوماً بريئاً، وإنما كان جزءاً من سيناريو داعش، وأنه كان مشهد الافتتاحية لعصر الكاوبوي الجديد المصنع على عين "هوليود" والمخابرات العالمية، ويكفي هنا أن نتذكر صورة الرئيس "صدام حسين" وهو يشنق على الطريقة التي عهدناها في أفلام الكاوبوي، ولولا معرفتنا بأن الرجل لم يكن ممثلاً، بل كان رئيساً عظيماً لبلد عظيم، لظننا أننا أمام مشهد من مشاهد تلك الأفلام .. فتأمل !
وسوم: العدد 945