وحدة الصف.. نصرة للشرعية

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

يحاول الإنقلابيون كثيراً شق صف مؤيدي الشرعية سواءً كان علي مستوي التحالف الوطني لدعم الشرعية في صورة فصل الأحزاب عن بعضها البعض وبث روح الفرقة بينهم، أو بين صف جماعة الإخوان المسلمين ، ومحاولة فصل كثيراً من الشباب الثائر والنشط سياسياً عن قياداته حتي يثير حفيزتهم ويدفعهم للعنف.

إن محاولة فصل بعض الجبهات السياسية من التحالف الوطني ( وإن كنت أشك في ذلك ) حتي يضعف قوته، ومحاولة شق بعض شباب جماعة الإخوان عن قيادته (وإن كان من الممكن أن يحدث نتيجة نفاذ صبر بعض الشباب فيما يشاهدونه من إعتداءات علي حرمة المسلمات بإعتقالهن وضربهن وإهانتهن وغيرها من وسائل العنف والقوة والإهانات من قبل قوات الشرطة والعسكر ) لوسائل يسعي الإنقلابيون أن يستخدموها حتي يستطيعون السيطرة علي زمام الأمور ليتمكنوا من إنقلابهم الذي يرفضه الشعب كليةً.

إن العمل علي إصلاح الصدع الذي يحاول أن يحدثه الإنقلابيون بين صفوف مؤيدي الشرعية هو مسئولية الجميع حتي تمر هذه المرحلة دون شقاق أو فرقة ( إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4) سورة الصف.

إن الصبر يأتي بالنصر ، وإن النصر من عند الله ، ومن نصره الله فلا غالب له، ومن تخاذل عن نصرة الله تركه وقوته ، ومن توكل علي الله قوى ضعفه، وزاده إيماناً ليكون له عدة أمام أعداءه، وهيئ له أسباب النصر بأقل الأشياء التي لو نظر الإنسان إليها لستهان بها ، ولوقفت قدرته عاجزة أمام قدرة الأخرين، ولكن الركون إلي الله يكون عزة لصاحبه وغلبة له ( إن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وإن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ (160) سورة آل عمران.

ومن هنا فإننا نهيب بكل القوي السياسية الرافضة للإنقلاب أن تتكاتف فيما بينها ، وأن لا تدع مجالاً لنزاعاتها الحزبية سواءاً  كانت الداخلية، أم علي مستواها مع الإتجاهات السياسية الأخري.

إن محاولات زرع العيون من قبل الإنقلابيين داخل مؤيدي الشرعية ونقل الأحاديث التي تدار  بين صفوفهم تسير علي قدم وساق ، ولكنها لن تجدي شيئاً أمام النفوس التي آمنت بقضيتها، وضحت من أجل كرامتها ، وتعمل علي نصرة شرعيتها، وإسترداد وطنها المنهوب من قبل الإنقلابيين.

أيها المؤيدون للشرعية إنكم لن تُنصروا بقوتكم، ولا عددكم ولا عدتكم ، ولكنكم ستنتصرون علي عدوكم بثقتكم في ربكم، وإيمانكم بقضيتكم في عودة الحرية المسلوبة والشرعية المغتصبة.

أيها الشباب المؤيد للشرعية ، قليل من الصبر والصمود والجلد تحققون بهم هدفكم السامي في عودة مصر إلي رونقها وريادتها في قيادة شعوب الدول العربية التي هي في أمس الحاجة إلي قيادة مصر لها وخاصة في تلك الفترة الحرجة من التغييرات التي تتم علي الساحة العالمية.

أيها الشباب المؤيد للشرعية إننا نوقن أن الله سيحقق وعده بالتمكين والإستخلاف في الأرض للمؤمنين بقضيتهم، وأنتم لها ، فكونوا سبباً لأن يأتي النصر علي أيديكم ومن خلالكم، بإلتفافكم حول قيادتكم ، وتلاحم صفكم فيما بينكم (وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ومَا ضَعُفُوا ومَا اسْتَكَانُوا واللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) ومَا كَانَ قَوْلَهُمْ إلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ (147) سورة آل عمران.