حول اغتيال الوزير اللبناني السابق الشهيد محمد شطح

حول اغتيال الوزير اللبناني السابق الشهيد محمد شطح

هل تعود الاغتيالات إلى لبنان تحت الرعاية الأمريكية ؟!

زهير سالم*

[email protected]

مرة أخرى عادت الاغتيالات الإرهابية الطائفية إلى لبنان . عادت السيارات المتفجرة لتحصد أرواح القيادات اللبنانية المعارضة لمشروع الولي الفقيه ، والمعارضة للقاتل المبير بشار الأسد وداعمه الأول في لبنان حسن نصر الله .

مسلسل الاغتيالات الذي سبق أن حصدت أرواح العشرات من القيادات اللبنانية ( المسلمة والمسيحية ) ، منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري ومن تبعه لن يتوقف  بنهج الاستنكار والتنديد والشجب والإدانه الدولية أو الإقليمية ...

من الضروري أن نميز فيما يجري على الأرض اللبنانية – مع رفضنا وإدانتنا لكل أساليب التفجير والاغتيال – بين عمليات تفجير انفعالية فوضوية تهدف إلى إعلان الغضب والرفض للعدوان الذي قرر مجلس الأمن ودوله دائمة العضوية بشكل خاص السكوت عن كل أشكاله في سورية ولبنان ، وبين عمليات قتل وتفجير ممنهج تطال رموز الحياة السياسية اللبنانية وقادة الرأي والاعتدال فيها كما حدث بالأمس في اغتيال الوزير اللبناني السابق / محمد شطح /..

سبق لوزير الخارجية الأمريكي كيري أن قال  : نحن لسنا أغبياء وأمريكا ليست عمياء ..

وليسمح لنا الوزير الأمريكي أن نرد القول نحن أبناء المنطقة الذين ندفع ثمن الغباء والعمى من دماء رجالنا ونسائنا وأطفالنا  فنقول إن اغتيال الوزير اللبناني السابق بالأمس والذي سيتبعه بلا شك اغتيالات هو أحد التداعيات المباشرة للصفقة الأمريكية – الأسدية ، ثم الصفقة الأمريكية – الإيرانية ..

وإذا لم تكن القيادة الأمريكية فعلا غبية ، وإذا لم تكن السياسات الأمريكية حقيقة عمياء ، كما يؤكد السيد وزير الخارجية الأمريكية ، فليسمح لنا السيد الوزير أن نستنتج أن كل جرائم الحرب التي تنفذ على إنسان سورية ، أو على إنسان لبنان منذ عقود ، إنما تنفذ وتتم بشراكة ورعاية أمريكية مباشرة ولن ينفع في مثل هذه الحالة الاختباء وراء الإدانات اللفظية والاستنكارات البلاغية التي تجود بها علينا الخارجية الأمريكية بعد كل كارثة تنزلها أو شركاؤها المباشرون بنا .

إن وعي قيادات المنطقة العربية وشعوبها لهذه الحقيقة يفرض عليها جميعا استحقاقات خطيرة وضخمة لا يجوز لأحد أن يتجاهلها أو أن يدير الظهر لها بسبب ضخامتها ..

في الواقع الاستراتيجي الجديد اليوم على المستوى الدولي وعلى المستوى هناك شراكة أمريكية – إيرانية ، وأمريكية – أسدية هي التي تخرج أثقالها وتفرز مخرجاتها قتلا وذبحا واستباحة وتجويعا واغتيالا ..

وإذا استمرأ البعض السكوت على هذه الشراكة فإن علينا أن نستعد لنكون الضحايا للكثير من الوقائع السود وأن نعد الكثير من بيانات الشجب والإدانة والكثير من برقيات العزاء ...

رحم الله الشهيد محمد شطح صاحب رسالة التعقل والاعتدال . لن نكتفي أن ننضم إلى ركب الشاجبين والمستنكرين بل سننادي احموا لبنان وأهله من الاغتيال الجديد

نتقدم بأحر مشاعر العزاء إلى أسرته وخاصته وإلى الأشقاء على درب الابتلاء بنظام القتل الأسدي في تيار المستقبل وإلى كل أحرار لبنان من مسلمين ومسيحيين ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية