الروسي.. والأمريكي.. وسورية.. وشعبها، ملخصات موجزات
الأمر الاستراتيجي الذي جمع الروس والأمريكان في سورية، هو عداوتهم التاريخية بأبعادها للإنسان، واعتقادهم أن الأرض أرضهم، وأن الديار ديارهم. وأن سكان سورية هم الدخلاء...عقيدة يتماهى فيها الدين مع السياسة.. كان بطرس الناسك يجوب عواصم أوربة ويبكي، ويحمل صورة مسلم يزعم أنه " يبول على قبر المسيح" الصلاة والسلام على سيدنا المسيح.
الأمريكيون الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية كقيم كونية جميلة، ولكنهم يضنون بها على أعدائهم. وبكل تأكيد هم لا يحبون أن يقدموا هذه القيم الإنسانية الجميلة هدية لأعدائهم..قال جيل من المبشرين لكبيرهم "زويمر" إن مهمتنا صعبة في بلاد المسلمين!! ضحك الرجل، وقال هل تروننا سذجا لنهدي المسيحية لأعدائنا المسلمين؟؟؟؟؟ نريدهم بلا دين لا مسلمين ولا مسيحيين!! لن يقدموا لك الديمقراطية على طبق من ذهب، ولا من فضة ولا من ألمينيوم حتى ...ألا ليت قومي يعلمون..
الديمقراطية "سلمهم" ويجب أن يصعد عليه فقط أولياؤهم.. وحيث لم يعجبهم الصاعدون، سحبوا السلم، وقالوا لمن سبق، تمسك بالفرشاة جيدا..!!
العداء الاستراتيجي الموروث من الحرب الباردة، بين الروسي - والأمريكي خفت، ليحل محله عداء آخر، من طرف واحد مفروض على ديموغرافية أخرى من البشر. الروسي عندما يقتل السوريين أو يهجرهم هو يحقق هدفا أمريكيا أكثر بعدا ..لقوم يعقلون..
يقولون أو يزعمون: أن الأمريكي أراد أن يورط الروسي في الوحل السوري!! لو صدقوا، لما غاب " ستينغر" وأخواته عن الميدان، وترك السوري مثل عبيد روما يصارعون الأسد الضارع بذراع مغلولة إلى الخلف!! غُلت أيدي الذين غلوا يد الأبطال السوريين!!
حقق الروس من احتلالهم لسورية حزمة أهداف منها...
أولا - إثبات حضور للزعامة الروسية على المستويين العالمي، والروسي الداخلي. إسقاطا لمقولة أن العالم أصبح يدار من قطب واحد.!! 17 فيتو في مجلس الأمن ضد الشعب السوري كانت تكفي بوتين لإثبات الحضور. وكأنه وبعد كل فيتو يقول: نحن هنا.
ثانيا -وجد بوتين لنفسه موطئ قدم على شواطئ المياه الدافئة. كان الناتو يعتير تركية الأولى في دول السور الحديدي المفروض. قفز بوتين فوق تركية مخترقا وتمركز في الموقع الأمامي. وأصبحت سورية قاعدة نفوذ متعددة الأغراض الستراتيجية وسياسية وأمنية واقتصادية..
ثالثا - أصبحت سورية الجغرافيا والديموغرافيا قاعدة تدريب عملية: للأسلحة والعتاد الروسي، وكذا للجنود والضباط الروس. وبيانات التباهي حول هذا لا تعد ..وتدرب في سورية القوات النظامية، وعصابات المرتزقة الفاغنر الذين أصبحوا يشار إليهم عالميا بالبنان. ولأصبحت سوقهم حول العالم رائجة!!
رابعا - أصبح الحقل "السوري" بكل أبعاده موضوعا في الخدمة، مفوضا لأمر الروسي يفعل فيه ما يشاء، عندما يشاء....و ما زال بعض الناس ينتظرون
(وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ).
وسوم: العدد 957