وباء وغلاء وشعب مستاء من حكومة بسياسة خرقاء جديرة بالجلاء
كفى بمصيبة الوباء بلاء عظيما ، فكيف إذا اقترنت بمصيبة الغلاء في موسم شح فيه ماء السماء ، وفي فترة حكومة تنهج سياسة خرقاء ، ولا تبالي بأنين شعب يئن تحت وطأة المصيبتين تزيده مع طلوع شمس كل يوم مزيد عناء ؟
لقد كان الشعب يكابد فترة حكومة سابقة لم تكن تبالي أو تصغي إلى شكواه مما كان يعاني منه من تداعيات سياستها العرجاء ولم ترع فيه إلا ولا ذمة ، فتشبعه وعودا عرقوبية في حين لا يرى على أرض الواقع إلا سرابا بقيعة حتى داهمته الجائحة العالمية، فزادته معاناة ، فصار يتوق إلى وضع سياسي جديد يفك عنه العزلة التي فرضتها الجائحة ، وعلق على مجيء الحكومة الجديد آمالا عريضة لكنها سرعان ما خيبت ظنه فيها ، وكان أول ما توقعه منها أن تضع حدا لمشقة توقيت مضن طالما شكا من مشقته ، وتريحه من عنته إلا أنها صمت عن ذلك الأذن ، وغضت الطرف ، وسكتت سكوتا لا يحسن كما يقول أهل اللغة ، وكان روادها من أشد منتقدي أداء الحكومة السابقة ، وكان التوقيت المقيت جزءا من ذلك الأداء الفاشل إلا أنهم مضوا كأن لم ينتقدوه من قبل ، ومددوا العمل به تزكية له ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل فرضوا ما لم يفرضه من سبقوهم في تطبيق سياسة تضييق الخناق على الشعب بقرارات مؤلمة ، فكان ما كان من قرارات وإجراءات لم يستسغها هذا الشعب المغلوب على أمره مع توالي الحكومات عليه التي تجيد الوعود ، لكنها تنقض العهود .
وفي ظل استمرار آثار الجائحة البالغة السوء ، انحبس المطر ، ولوح الجفاف في الأفق ، ومضت الحكومة الجديدة في نهج سياسة تكريس الغلاء حتى صار الشعب يصبح ويمسي يده على صدره مترقبا سماع زيادات في أسعار الضروري من السلع ، وعلى رأسها الوقود الذي تلتهب بزيادة سعره كل الأسعار إذ يتذرع من يرفعونها بزيادة سعره ، وهي زيادة صارت في استمرار شبه يومي .
وما زالت الحكومة تلوح بإجراءات أخرى تنذر بعواقب الأمور، وكلها تستهدف جيوب الشعب مع أن شريحة منه طويلة عريضة لا جيوب لها أصلا كما كشف عن ذلك ظرف الجائحة حيث كانت تتطلع إلى الصدقات والمساعدات وقد ضاقت بها سبل طلب الرزق والناس في حجر صحي خانق .
وإذا كان على رأس الحكومة اليوم رئيس ثري لم يذق مرارة شظف العيش ، فإن تلك الشريحة البائسة من الشعب تغمس رغيفها في دموعها ، وتتناوله كما تتجرع غصصها وقد ضاع الأمل منها الذي علقته على حكومته خصوصا وأن وعوده لها في حملته الانتخابية طبقت الآفاق ، وغمرتها سعادة ترقبها بلهف ، فإذا هي بعد مرور أيام قليلة على أداء حكومته كسراب بقيعة .
ومعلوم أن كل حكومة في كل بقاع المعمور المتحضر منها حين لا تفي بوعودها المقدمة في حملاتها الانتخابية تملك الشجاعة للانصراف غير مطرودة لأنها تحترم نفسها ، وتصون سمعتها من الابتذال مصرّة على مواصلة الأداء الفاشل المتعثر الذي يفضح زيف وعودها .
ومع اجتماع الوباء مع الغلاء مع انحباس ماء السماء إلى جانب سياسة حكومتنا الخرقاء ،والشعب منها جد مستاء ، فإنها جديرة بالجلاء ، وهي التي لم تلتزم الوفاء بحسن الأداء .
وسوم: العدد 968