نظرية المؤامرة..
نظرية المؤامرة هي الإعتقاد بأن الأحداث التأريخية أوالحالية السياسية منها والاجتماعية والثقافية هي نتيجة لتدبير من قبل قوى متسلطة نشاطها متخصص في نصب المؤامرات، مثل المخابرات العالمية او منظمات ذات نفوذ كبير على تسيير الأحداث مثل الصهيونية العالمية واخواتها, فالمعارضون لهذه النظرية أو المقللون من شأنها يتهمونها بأنها ليست مستندة إلى أدلة كافية والمدافعون عنها يقولون بأن أصحاب القوة المتآمره يخفون ويدمرون أو يعتمون على الأدلة ويدعم هذا التعتيم جهات مستفيده نفوذاً ومالاً وسلطاناً.
عرف هذا المصطلح لأول مرة في عام 1909 في اوروبا ولكنه لم يدخل مفردات قاموس إكسفورد الا في نهاية القرن الثامن عشر .
في رأيي المتواضع نعم, يوجد نظرية مؤامرة ولكن من المبالغة نسب كل الأحداث السياسية والاجتماعية والتاريخية لها حيث أجزم ان هذه المبالغه مرغوبه جداً من صانعيها ومروجيها حتى يتحول هذا المصطلح إلى تندر يفقد المؤامرة جديتها وبالتالي الإعتقاد بها. وحتى نستطيع ان نثبت ان الفعل او الحدث والذي نسب إلى هذه النظرية هو فعلاً ناتج عن مؤامرة ، علينا ان نعرف من هي الجهة التي نفذت هذا الفعل وماهي الإستفادة التي حصدته من وراء فعلتها وهو العامل الأكثر اهمية في التعرف على الفاعل الحقيقي. أمامي مجموعه من الأمثلة كل مانعرفه عن هذه الأمثلة هو الحدث التآمري والجهة المنفذة ولكن بمنظور الإعلام القوي كونه مدعوم بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة ، والذي يسلط الضوء عليها حتى تصبح هذه الجهه هي وراء الفعل التآمري ولا تستطيع ان تخلص نفسك من هذه السيطرة ببساطة ، فالأمر لايعدو عن عملية غسل دماغ جماعية لكل بني البشر.
النظام الأمريكي واللوبي الصهيوني هما الجهتان الرئيسيتان القادرتان على نسج كامل الرواية بلغتهم واعلامهم القوي وعلى الآخرين نقلها بحذافيرها الى شعوبهم.
الأمثله التي اخترتها لكم تمثل نظرية المؤامرة لأن الجهة المستفيدة هي غير الجهة التي اعلن عنها حتى ولو كان هناك اعترافاً منها, فالإعتراف في هذه الحالة ليس هو سيد الادلة، حيث ان المؤامرة تعتمد على الإختراقات في تنظيمات سرية واجهزة مخابرات الدول الأخرى مما يزيد من الغموض المصاحب للفعل التآمري.
أولاً - اغتيال الجنرال محمد ضياء الحق حاكم باكستان القوي الذي حكم باكستان من عام 1977وحتى عام 1988... كان رجلاً ذكياً ورائداً في تحديث جيش باكستان وأبو القنبلة الباكستانية بجدارة بتعاون مالي مع جهات عربية ممولة ، لم يكن يستمع الى اراء الأمريكيين التي لاتنسجم مع مصلحة بلده، ولما حاولوا التخلص منه لم يستطيعوا، ولم يكن أمامهم سوى التضحية بالسفير الأمريكي بباكستان، واطمأن ضياء الحق الى وجود السفير الى جانبه اثناء رحله تفقدية لقاعدة عسكرية .
سيناريو الإغتيال كان على النحو التالي:
عرضت واشنطن على ضياء الحق شراء بعض الدبابات الأمريكية، وأحضرت بعضها إلى باكستان لرؤيتها ومعرفة مزاياها القتالية على الطبيعة. وتحدد يوم 17 اب / أغسطس 1988 موعدًا لاختبار هذه الدبابات. فخرج ضياء الحق وبعض كبار قادته، يرافقهم السفير الأمريكي في باكستان أرنولد رافيل والجنرال الأمريكي هربرت واسوم وكانت الرحلة في منتهى السرية. بعد معاينة الدبابات، انتقل الرئيس ومرافقيه إلى مطار بهاوالبور لينتقلوا منه إلى مطار راولبندي واستقلوا طائرة خاصة. وما إن أقلعت الطائرة ، حتى سقطت محترقة بعدما انفجرت قنبلة بها وتناثرت أشلاء الجميع محترقة.
فمن إذن هو المستفيد ؟؟؟
ثانياً - تدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك في 11 إيلول/سبتمبر 2001... هذا الفعل الإجرامي قيل فيه الكثير، ونسب إلى تنظيم القاعدة وتلقفه اسامه بن لادن بحماسة وافتخار فقط لكون بعض الأسماء التي أعلن عنها كانت في افغانستان،حتى هذه الأسماء ليس عليها دليل من انها كانت في الطائرات المنكوبة ، أما هندسياً وكوني مهندس متخصص في بحث الإنتقال الحراري وكنت احد المهندسين المشرفين على ازالة الانقاض ، فقد تابعت كل الدراسات الهندسية حول إنهيار البرجين إنهياراً حراً وعامودياً في غضون تسع ثواني فقط،فلم أجد أي دراسة تدعم وجهة نظر الحكومة الأمريكية من ان الإنهيار كان بفعل الصدمة وكتلة النيران الملتهبة من الطائرة ، كما ان دراستي للهيكل المعدني الذي تلقى الصدمة الميكانيكية والجهد الحراري في الطابق الذي تلقى الصدمة اثبت ان تاثير التمدد الحراري على الهيكل المعدني وصل الى طابقين اسفل مكان الصدمة فقط وباقي الهيكل بقي سليماً، بينما الانهيار يثبت وصول التغيرات الى قاعدة البناء وهذا امر مستحيل الا اذا تم تلغيم القواعد .
ويتضح ان المستفيد من هذا الفعل الإجرامي هو ذلك الرجل الذي سير جحافل قواته لإحتلال افغانستان والعراق، فالثمن الذي دفع لقاء إحتلال بلاد المسلمين وإخضاعهم يعتبر زهيداً جداً بما
يأمله من نفوذ...
ثالثاً - اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق... هذا الفعل الإجرامي مازال متقداً في ذاكرتنا، ومازلنا نذكر التغييرات التي حصلت بعد إستشهاده من زيادة النفوذ الايراني في لبنان بدعم غربي
هذا غيض من فيض لبعض الأفعال التآمرية والتي تخضع دون مواربة لنظرية المؤامرة.
وختاماً اقول إن الخبر المعروض لنا بوسائل الإعلام في مثل هذه الحالات يجب ان يخضع للبحث والتقصي الدقيق لمعرفة دوافع الجريمة والمستفيد الرئيسي منها.
وسوم: العدد 976