عن الائتلاف والائتلافيين يوصيني أهل نصحي الذين اعتد بنصحهم ..

أن لا أزج بنفسي في معركة الائتلافيين، وربما النصح فيه وجهة نظر، ولكن أحيانا كلمة الحق تقف في الزور فلا بد ان تخرج..

في عهدنا الذي نتعاهد عليه في جماعة الإخوان المسلمين نذكر العبارة التالية "وأن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومةَ لائم" وأحيانا أداعب إخواني في الجماعة فأقول: لو تخففنا من هذه العبارة، في العهد لأن عبأها ثقيل، ولأنها لقمة أكبر من ماضغين!!

وبعد اطلاعي على بعض مواد النظام الداخلي الائتلافي الجديد ورأيت اسم الاخوان المسلمين في رأس القائمة،

الإخوان المسلمون ممثلان!!

تساءلت لماذا ؟؟ اسمهم في رأس القائمة؟؟ فليسوا الأكثر تمثيلا

وإنما العزة للكاثر..

وليسوا الذين كانوا يتحكمون في أي مرحلة في قرار الائتلاف، كما كان يقال للناس فيصدقون !! وأكثر ما يؤلمني ان بعض الناس يصدقون كلّ ما يقال لهم!! ومنه قالت العرب في أمثالها "من يسمع يخل" أي يخال ان ما يسمعه حقا!!

طوال هذه السنوات كان الاخوان المسلمون عندما يحتاجهم الناس دريئة فيقال لهم تقدموا يتقدمون، ويقال لهم تأخروا فيتأخرون ..

وأتذكر ان شخصية كبيرة منهم تطمئن لها النفوس، دخلت الائتلاف منذ تأسيسه كشخصية وطنية مستقلة عامة وغادرته منذ ٢٠١٤ مستقيلة، وأقدر انها فعلت ذلك أَنَفَةً... ولا استطيع أن أجزم باسمها بشيء، مع علمي القائم على التجربة، بصبر تلك الشخصية وحكمتها وحسن تأتيها وأنها ليست من أصحاب النزق والانفعال…

لم يسأل أحد لا من الائتلافيين الكرام، ولا من غيرهم أيضا، عن سبب استقالة تلك الشخصية التي كان وجودها في الائتلاف يبعث الطمأنينة والثقة في نفوس الكثير من الناس وأنا واحد منهم.

وكذا حصل في استقالة الكثير من الوجوه الوطنية المستقيلة، سأكون اكثر ثقة في الائتلاف لو بقي فيه:

رئيسه الأول ، الشيخ معاذ الخطيب، أو عزيز مثل جورج صبرة، أو مثل طيب الذكر ميشيل كيلو..

سأمرر فكرة صغيرة فقط، أن تقول انا أثق بإنسان، لا يعني انك توافق على كل أفكاره.. وإنما يعني انك تثق انه يحاول البحث عن المصلحة بصدق، ويجتهد فيها ، ولا يؤثر مصلحة شخصية أو مصلحة عارضة، على المصلحة العامة أو المصلحة الأصلية. ومن ذكرتهم كانوا أسماء للتمثيل، وليسوا كلَّ من آسف عليهم من المترجلين بإرادتهم من المركب الوطني..فهناك غيرهم الكثير، الذين اعتبرتُ خروجهم من الائتلاف خسارة وطنية. وأذكر أحد الشباب الذين كنت اعايش حرقتهم على القضية الوطنية، كان كلما استشارني أقول له اصبر، ولكنه طفح به الكيل يوما فغادر!

واليوم انا لا أقول فُصل الأخيار وبقي الأشرار أبدا !! المعادلة لا تمضي في هذا الطريق،

اليوم أقول إن الائتلاف بتركيبته التي آل أمره إليها، أصبح أكثر إشاعة للريبة والتوجس، وأقل إلهاما وبعثا للثقة . ويكفي في عباطة الخطوة التي أقدم عليها أصحاب القرار، بلا ترو ولا تدبر هذا الحال الذي صار إليه أمر الائتلاف والسوريين. ومهما تكن المصلحة التي تحققت في نظر أصحاب القرار، ففي مثل هذا الموطن، نستحضر قاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وما نعيشه اليوم مفسدة وأي مفسدة؟؟!!

ومن لم يهمه هذا الحال فلا يهمه شيء. !!

ظلت اللامبالاة هي الموقف السائد حيال موجات الاستقالات الفردية والجماعية التي تمت في الائتلاف!! وكانت القاعدة السائدة "ربي يقلعو لأقعد مطرحو"

التخلص من الأكفاء تحت شتى العناوين يعطي الفرصة للأقل كفاءة، التخلص من الكبار ، ليس بالمعنى العمري، يعطي الفرصة للصغار، وهكذا يظل مثل هذا الأمر مرحبا به في عالم التدفيش الذي يسود واقعنا!!

أقترح على المهتمين من السوريين ان يحصوا قائمة بأسماء الرجال والنساء من السوريات والسوريين الذين غادروا الائتلاف طوعا او كرها، ليعرف السادة القائمون على الأمر أي مورد يردون..!!

في حكمة العرب

وطّئ لرجلَك قبل الخطو موضعها

فالعين تبصر ما لا تبصر القدمُ..

ونعوذ بالله من أقوام تقودهم أقدامهم، أو ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 977