المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية 3-4-5
- الجزء الثالث -
ذكرت في الجزء الثاني كيف بدأ تاسيس المليشيات الطائفية الشيعية من قبل ملالي إيران بدعم من النظام الطائفي في سوريا كخطوة لمد النفوذ الفارسي في البلاد العربية تنفيذاً لسياسة التخلص من المكون العربي السني سواءاً بالقتل والذبح والحرق والمجازر الجماعية او بواسطة تهجيرهم كل ذلك تحت حجج مختلقة مبنية على حقد طائفي . ومن شاء ان يبقى في وطنه عليه ان يعلن إيمانه بالدين الصفوي وتنفيذ كل تعاليمه وأوامره.تماماً كما حصل مع المسلمين الايرانيين قبل ٥٠٠ عام حيث قلب الصفويون عقيدتهم الى المعتقد الصفوي بحد السيف .
بدأ ظهور هذه المليشيات منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ، ليصل عددها حتى عام ٢٠١٩ لأكثر من ٤٠ مليشيا، تختلف في تشكيلها وتسليحها وأعدادها وحتى تنظيمها ومدى قدرتها على القتال.
فأصبح لهذه المليشيات في العراق وجود راسخ منذ عام ٢٠٠٧ ، بعد مجيء رئيس الوزراء العراقي السابق الطائفي نوري المالكي.
ويمكن تقسيم نمو تلك الميليشيات قبل حزيران / يونيو ٢٠١٤، إلى ثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى : كانت قبل عام ٢٠٠٣، عندما دعمت إيران سلسلة من الفصائل الشيعية في سياق حربها مع العراق خلال حكم الرئيس المرحوم صدام حسين، وقد كانت كل تلك الفصائل منبثقة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عن حزب الدعوة ، المنبثق عنه منظمة بدر .
تأسست منظمة بدر في طهران عام ١٩٨١م. من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على يد محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في عام ٢٠٠٣، وكان الفيلق يتلقى الدعم والتدريب من إيران،ويتزعمه حاليًا هادي العامري، نائب في البرلمان ووزير النقل سابقا ، ويقدر عدد مقاتليه بـ ١٥ ألف ميليشياوي ،لهم نفوذ في الداخلية والدفاع وجهاز الاستخبارات
المرحلة الثانية : نشأت وترعرعت بعد عام ٢٠٠٣ م. من المليشيا الأساسية التي تحدّت منظمة بدر وهو جيش المهدي، الجناح المسلّح للتيار الصدري، الذي انبثق عن تيار أنشأه محمد صادق الصدر الذي أصبح نجله مقتدى الصدر رمزاً للتيار بين عامي ٢٠٠٥-٢٠٠٦ ،
ويُعد جيش المهدي الجناح المسلح للتيار الصدري، ويتزعمه مقتدى الصدر، ويقدر عدد أعضائه بـ ٦٠ ألف مليشياوي ، واُتهم بأنه مارس القتل على الهوية، واستهدف الأئمة والخطباء والمساجد في بغداد وغيرها.
وفي حزيران/ يونيو ٢٠١٤ عاد جيش المهدي إلى الواجهة ولكن باسم "سرايا السلام"، وأقام استعراض عسكري كبير في بغداد شارك فيه الآلاف وهم يحملون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والمفاجأة كانت بحمله لصواريخ "مقتدى واحد" والتي تلقاها من إيران
حارب البدريون والصدريون على السواء المكون السني، في حين قتلت فرق الموت آلاف المدنيين السنّة،
المرحلة الثالثة : تمحورت حول الانتخابات النيابية، حيث ائتلاف العراقية العلماني الذي يتألف بشكل أساسي من السنّة، حقق الاكثرية على الصعيد الوطني وكان من حقه تشكيل الوزارة بقيادة إياد علاوي إلا ان إيران رفضت ذلك ،و إستجاب الاحتلال الامريكي لمطالب إيران، فسلموا المالكي الرئاسة بمخالفة صريحة للقانون ، وباستلام المالكي الوزارة تحوّل مباشرة نحو إيران للحصول على المساعدة، فكانت هذه بداية تحالف بين الطرفَين،.
رعى المالكي ميليشيات متعددة، برز بشكل أساسي ارتباطه بمجموعتين اثنتين، تمثّل الارتباط الأول في تحالف جديد مع منظمة بدر بقيادة العامري الذي وضع مقاعد المنظمة في مجلس النواب بتصرّف المالكي في عام ٢٠١٠، أما الارتباط الثاني والذي يحمل مضامين أبعد فتمثّل في رعاية المالكي لعصائب أهل الحق المنبثقة عن التيار الصدري والتي لم يكن لها حضور قوي قبل أن تبدأ إيران بدعمها،
عصائب أهل الحق: أول تشكيل لها كان تحت اسم "المجاميع الخاصة" كفصيل منضوي تحت جيش المهدي، كان يقودها القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي، وفي عام ٢٠٠٧ انشق الخزعلي عن تياره الصدري مكون "عصائب أهل الحق" وتبعه في ذلك نحو ٣٠٠٠ مليشياوي .
تقربت عصائب أهل الحق من قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة النافق قاسم سليماني،
ويقدر عدد أعضائها الآن بنحو ١٠٠٠٠.مقاتل يتوزعون بين العراق وسوريا، وتوصف بأنها من أشد العصابات تشددًا على مخالفيها، ويضم هذا الفصيل أربعة تشكيلات عسكرية هي:
كتائب الإمام علي.
كتائب الإمام الكاظم.
كتائب الإمام الهادي.
كتائب الإمام العسكري.
لواء أبو الفضل العباس: تأسس عام ٢٠١١ بالتزامن مع اندلاع الثورة السورية ضد نظام الجزار بشار الأسد، وأعلن عن تأسيسه المرجع الشيعي قاسم الطائي ويقوده علاء الكعبي، وكان الهدف من تأسيسه هو مساعدة النظام السوري والتستر بالدفاع عن مرقد السيدة زينب بدمشق ، علماً ان السيدة زينب رضي الله عنها لاتمت بصلة للصفويين ، وبقي مرقدها الاسمي تحت رعاية الادارات السورية المتعاقبة منذ العهد الأموي وحتى قبل دخول المحتل الايراني..
حزب الله العراقي: بدأ عمله منضويًا تحت كتائب "أبي الفضل العباس.
اتحدت عدد من المجاميع التي كانت منصهرة في كتائب أبي الفضل العباس "كتائب كربلاء، كتائب السجاد، وكتائب زيد بن علي" وشكلوا "كتائب حزب الله".
قائد هذه المليشيا وأمينها العام واثق البطاط الذي قتل بتاريخ ٢٢ كانون الاول / ديسمبر ٢٠١٤ في مدينة العظيم بمحافظة ديالى، في المعارك الدائرة هناك، والبطاط الذي ولد عام 1973 في منطقة الأهوار، عاش فترة طويلة في إيران وانخرط في تنظيمات قاتلت الجيش العراقي في عهد الرئيس المرحوم صدام حسين.
يرتبط البطاط بالمخابرات الإيرانية، سافر إلى لبنان وشكّل هناك حزب الله العراقي المرتبط بالولي الفقيه مباشرة ، في إشارة إلى تكرار تجربة "حزب الله" اللبناني في العراق، كما أن دلالة لبنان جاءت من أن القائد النافق لحزب الله اللبناني عماد مغنية قد ساهم في تأسيس الجناح العسكري له، ويقدر أتباعه بنحو 40 ألف مليشياوي.
الحشد الشعبي: التطور الأبرز الذي ظهر على الساحة العراقية في الإطار العسكري المليشياوي هو "الحشد الشعبي" الذي تشكل في ١٣ حزيران / يونيو ٢٠١٤
لم تكتف ايران بتشكيل هذه المليشيات العراقية العديدة فقد استمالت الشيعة الباكستانيين الذين يعيشون في إيران، وشيعة الهزارة الذين يعيشون في باكستان،وشيعة باراتشينار وخيبر بختونخوا. ليشكلوا منهم لواء تحت امرة الحرس الثوري الايراني اطلق عليه لواء زينبيون ولواء اخر اطلق عليه فاطميون مخصصين لقتال الشعب السوري.
أما مليشيا حزب الله في لبنان بقيادة حسن نصر الله فهي المليشيا المدللة لدى علي خامنئي حيث يغدق عليها أموالاً مليونية لسيطرتها على لبنان وانتشارها في سوريا وتدريبها لمليشيا الحوثي في اليمن واعتبارها البوق الإعلامي الذي تعتمد عليه ايران في سياسة المقاومة المتآمرة مع الكيان الصهيوني . لاسكات الشارع العربي .
كل هذه المليشيات تتبع عسكريًا وتنظيميا للحرس الثوري الايراني وهو بمثابة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بالنسبة للنظام السوري
أعزائي القراء
اطلت عليكم في تعداد مليشيات الملالي ولكن التركيز عليها كان ضرورياً حيث تعتبر هذه المليشيات اليد الطولى في إحتلال الوطن العربي
وكثرتها يعطي ثقة للغرب بان ايران قادرة على تنفيذ السيطرة على الدول العربية ذات المكون الاسلامي وفق الاستراتيجية التي بدأت بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي .
ولكن السؤال هل تستطيع هذه المليشيات التحرك بحرية بدون ضوء اخضر امريكي ؟
الجواب سنجده في الجزء الرابع حيث تم الاتفاق السري بين الرئيس اوباما و بين ايران حول المفاعلات الايرانية ، فاعلنت ايران موافقتها على الاتفاق بشرط ان يطلق يدها في الوطن العربي عن طريق هذه المليشيات ، هذا الاتفاق الذي الغاه الرئيس ترامب ، ويتخبط فيه اليوم الرئيس بايدن.
- الجزء الرابع -
المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية .
أعزائي القراء ..
تكلمنا في الجزء الثالث عن تكامل استعدادات المليشيات الايرانية للزحف غرباً نحو البلاد العربية، إضافة إلى القضاء على كتائب عراقية وطنية مدعومة بقيادات من الجيش العراقي المنحل مازالت تعمل من أجل تحرير العراق من السيطرة الايرانية - الامريكية المشتركة، وكذلك كانت الثورة السورية في عز نشاطها.
فكانت مدينة الموصل ذات الطابع السني هو المكان المختار للتجربة الرئيسية كمبرر لتدخل المليشيات في العراق اولاً ثم سوريا ثانياً، وكانت حجة التدخل جاهزة وهي وجود تنظيم إرهابي دعي اختصاراً بداعش ورميه في الموصل مع الابقاء على تنظيم القاعدة بالظل نظراً لاستثماره في عمليات أخرى.
بدأ الرئيس بوش الثاني بشحن مبالغ تحضيراً لتنفيذ المخطط تتراوح نقداً بين ١٢ و ١٤ مليار دولار من المبالغ المجمدة للعراق وتسليمها للحكومة العراقية العميلة لإيران التي كان يشرف عليها السفير بول بريمر.ثم حوَّل خمسة مليارات دولار،كأموال إلكترونية، ليصل المبلغ المعلن إلى ١٩ مليار دولار لتتقاسمها حكومة المالكي مع النظام الايراني ، حيث ذهب قسم كبير منها لتمويل المليشيات الايرانية
وتم تحويل قسم منها بحدود نصف مليار دولار إلى فرع البنك المركزي في الموصل لتنفيذ الخطة المرسومة عبر مئات من الاشخاص من تنظيم داعش، مزودين ببعض سيارات البيك أب لتعريف العالم بالارهاب الجديد بقيادة شخص مجهول هو ابو بكر البغدادي منح لاحقاً منصب أمير تنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق .
وسقطت الموصل سريعاً.
كثرت مقالات المحللين وتقارير الخبراء العسكريين والإستراتيجيين حول أسباب هذا السقوط السريع والمريب لمدينة بهذه الأهمية في ظل وجود "فيلق" من الجيش العراقي (أكثر من ثلاثين ألف عنصر) انسحب منها قبل ساعات من دخول داعش بطريقة مريبة شكلت علامة فارقة في التاريخ العسكري الحديث.
فلم يواجه تنظيم الدولة في مدينة الموصل أي مقاومة فسلمت على طبق من ذهب،تنفيذاً للمؤامرة
فقتلت آلاف من الناس وكلهم من المسلمين السنة ، وتمددت داعش في المدن السنية فقط لاداء دورها في تحجيم الثوار الوطنيين في العراق الذين كانوا يحاربون الاستعمارين الامريكي والايراني ومعظمهم كان من أفراد الجيش العراقي المنحل ،
وتم نهب الملايين من الدولارات من الأموال الجاهزة والتي تم تحويلها الى بنوك الموصل قبل أسبوعين فقط من هجوم داعش والتي قدرت بخمسمائة مليون دولار،
وبعد ثلاثة أيام من سقوط الموصل، ألقى عبد المهدي الكربلائي، ممثل آية الله العظمى علي السيستاني، خطبة ذات أهمية بالغة، وأصدر فتوى اعتبر فيها أن القتال ضد داعش جهاداً في سبيل الله، وناشد المؤمنين والمقصود طبعاً ( الشيعة ) التطوع في القوات الأمنية والمليشيات الشيعية المسبقة التحضير وحمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم...
وبدخول داعش باب الإعلام من بابه الواسع يمكن إعتبار أن الخطة نجحت تماماً، واصبحت هذه المنظمة الرهيبة المخيفة والتي قضت على ألوية الجيش العراقي حديث العالم كله وأعطي أسم لها هو " تنظيم الدولة الاسلامية بالشام والعراق" لبيان أن هدفها هو العمل في هاتين الدولتين أولاً ، قبل أن تعطى لها الأوامر بانتشارها في دول عربية أخرى.
إذن نجحت الخطة بالكامل، فالمال تم تأمينه، والسلاح تم تأمينه، وضعاف النفوس من الذين يلهثون وراء المال موجودون، والبسطاء الذين يتم التلاعب بعواطفهم الدينية ايضا موجودون للانتساب لهذا التنظيم المشبوه .
وإيران ومليشياتها جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لتنفيذ المهمة . إذن فلتبدأ المرحلة التالية بالقضاء على السنة في العراق وسوريا .
في الحلقة الخامسة سنتكلم عن المجازر في العراق ضد السنة وتهجير الكثير منهم الى خارج العراق بحجة داعش الدولية وانتشار المليشيات الايرانية في سوريا لقلب الموازين العسكرية فيها بعد إعطاء ضوء أخضر شفهي من الرئيس أوباما مرتبط بالاتفاق النووي الملغوم للتمدد في بلاد الشام .
- الجزء الخامس -
المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية .
أعزائي القراء..
أنهينا الجزء الرابع وقد دخل المخطط التآمري لمحاربة الشعب السوري مرحلة التنفيذ بعد نجاح داعش بتنفيذ كافة الخطوات الموكلة لها في العراق بدءاً من إحتلالها لمدينة الموصل وتوسع انتشارها ليشمل تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين، لينتشر تمددها كالسرطان ليشمل مدن وقرى سنية عديدة بل وصل الأمر بداعش إلى اتخاذ قرى ومدن معروفة معسكرات لهم يتدربون فيها . كل هذا كان يتم تحت أنظار الحكومة الرافضية في بغداد والقواتالامريكية والتي لم تفارق طائراتها سماء العراق فاصبحوا ينطلقون من هذه المعسكرات لاستهداف مناطق أهل السنة في صلاح الدين والأنبار فنصبوا المجازر لاهلها بينما لم يقربوا بلدة فيها اكثرية شيعية واحدة على الإطلاق ، بل قاموا باقتحام السجون وأشهر هذه العمليات هي اقتحام سجن أبوغريب في رمضان ١٤٣٤ هجري في عملية مكشوفة للجميع وبتنسيق كامل بين داعش والعميلالايراني المالكي وباعتراف وزير العدل الشيعي في حكومة المالكي (حسن الشمري) حيث قال علناً وعلى أكثر من قناة تلفزيونية من أن الحكومة العراقية تعاونت مع داعش لاخراج معتقلين ينتمون لها مستقلين سيارات مضللة متوجهين في نفس اليوم إلى سوريا ، حيث قام النظام السوري وبالتزامن مع خطوة داعش بالإفراج ايضاً عن معتقلين في السجون السورية ليكتمل المخطط بضخ مئات من المتعاطفين مع داعش سواءاً في العراق أو في سوريا ليتحولوا إلى قوة ضاربة تحت نظرالنظام العراقي والأسدي والمليشيات التابعة لإيران وبمتابعة دقيقة من القوات الامريكية في العراق، وأكمل حسن الشمري كلامه قائلا ً : إن المستفيد الأول والأخير من هروب قيادات داعش من سجن ابو غريب هو النظام السوري لأنه أصبح لديه ذريعة لشن الأسد حربه على السوريين، حيث تحولت داعش بعد وصول سجنائهم إلى سوريا ملتقين مع المفرج عنهم من السجون السورية إلى قوة منظمة بسلاح عراقي متطور مع أموال كافية، فدخلوا سوريا من نقاط الحدود النظامية دون أي مقاومة فكانت الرقة أول مدينة سورية خرجت منها قوات النظام بشكل كامل في آذار ٢٠١٣،بدون قتال لتتحول المدينة من قبل ناشطيها إلى "أيقونة الثورة" من خلال النشاطات والفعاليات،إلا أنه فجأة تدهور كلّ شيء، حيث بدأت داعش تلاحق الناشطين المدنيين والسلميين والإعلاميين الذين غادر القسم الأكبر منهم المدينة/ الحلم بعد أن تعرض زملاؤهم للتعذيب والسجن والاختفاء سواء في الرقة أو غيرها، لتتحول الرقة من نموذج جيد لبناء الدولة إلى نموذج يشابه نموذج النظام و هذا ما يريده النظام لتدمير سمعة الثورة والمعارضة ليبقى السؤال: كيف حدث ما حدث؟ ولم لم يتمكن الناشطون وقوى المعارضة المسلحة المعتدلة ( الجيش الحر مثلا) من إيقاف "داعش" في اللحظة المناسبة؟ ولم هربوا بدل المواجهة، وهم الذين واجهوا قوات النظام واستبداده في أشد لحظات بطشه؟ هل كانت داعش أشد توحشاً وعنفاً من نظام الأسد ، أم أن الاختراقات في صفوف المعارضة المسلحة كان لها تأثير على مواقفهم؟
فبعد أن كان الثوار يحاصرون جبل قاسيون والقصر الرئاسي أصبحوا بسبب داعش يدافعون في دير الزور وحلب ومنبج والرقة وغيرها.
هنا تدخلت الولايات المتحدة بتشكيل حلف لمحاربة داعش ، وقدمت عرضاً للمقاومة المسلحة بتشكيل طواقم عسكرية منضوية تحت إمرتها لمحاربة الارهاب الداعشي مستغلة حالة الاضطراب التي حصلت في صفوف المعارضة المسلحة نتيجة للتصرفات الوحشية لداعش في الرقة . وبذلك تكون قد حولت توجه الثورة من إزالة النظام القاتل في دمشق إلى محاربة عدو جديد لم يكن بالحسبان إسمه داعش .ورغم الضغوط الامريكية الا أن خطة الاستدراج الامريكية لم تنجح في حرف الثوار عن أهدافهم رغم تضعضع موقفهم عما كان عليه من قوة وتماسك قبل وصول داعشاليهم .
أعزائي القراء ..
في الجزء السادس سنتابع تقدم داعش في الأراضي السورية وفق خطة مرسومة بدقة لاشغال الثوار عن الهدف الرئيسي في تحرير وطنهم من المجرم الأسد ونظامه, وفي خضم هذا التصميم بينما تتوالى الترتيبات مسرعة بإعطاء الضوء الاخضر للملشيات العراقية والايرانية واللبنانية لتدخل سوريا تحت ذريعة محاربة الارهاب الداعشي.
وسوم: العدد 1006