اليهود ليسوا بني إسرائيل وكلهم محاربون
تحت تأثير الرواية الصهيونية والرواية الغربية الزائفة، ثمة مصطلحان نتداولهما نحن العرب ( مسيحيين ومسلمين) وكأنهم شيئ واحد، رغم أنه لا صلة ولا رابط بينهما، وهما كينان مختلفان.
مصطلح "اليهود"، ومصطلح "بني إسرائيل". الأول هو تعبير عن ديانة جاءت بعد النبي موسى، والثاني يخص بني إسرائيل (النبي يعقوب هو إسرائيل بالعبري) وبنو إسرائيل لم يكونوا يهودا لأن آخر من أرسل لهم كان المسيح عليه السلام.
القرآن الكريم يفصل فصلا كاملا وبشكل واضح بين "اليهود" و"بني إسرائيل"، ولم تأت أية آية تربط بينهما، بل على العكس، آيات "بني إسرائيل" تحدثت عن هذه السلالة بمواضع وصلت إلى 43 آية، وعلى الأغلب أنهم ذابوا وضاعوا في التاريخ ويعتبرون من الأقوام الغابرة. والحديث عنهم كان بدافع الموعظة وأخذ العبر ونوع من القصص القرآني عن أحداث مضت.
أما الآيات التي تتحدث عن اليهود، فهي تختص فقط بعلاقتهم بالإسلام والمسلمين في يثرب فقد وقفوا موقفا معاديا من المسيحية والإسلام لذلك نزلت الآيات التي تستخدم مصطلح اليهود ولم يذكروا بوصفهم بني إسرائيل نهائيا.
واليبوسيون العرب بنوا مدينة القدس في الألف الرابعة قبل الميلاد (4000 ق.م)؛ أي: قبل مجيء الأنبياء يعقوب ويوسف وموسى وسليمان، وقبل أن تطأ أقدام بني إسرائيل أرض فلسطين بكثير.
القرآن تعامل مع المصطلحين بوصفهم كيانين مختلفين، بني إسرائيل سلالة سامية، اليهود غالبيتهم من سلالات أوروبية وليسوا ساميين، ما يعني أن إسرائيليي اليوم ليسوا امتدادًا أنثربولوجيًا لبني إسرائيل.
يهود اليوم ليسوا بني إسرائيل، هؤلاء أقوام غالبيتهم من منطقة قزوين أو بحر الخزر وهم سلالات أوروبية أقاموا دولة شاسعة المساحة وانهارت في عام 1030.
حتى اللغة العبرية أخذت تنقرض رويدا رويدا، وأخذت اللغة الآرامية تحل مكانها كلغة تخاطب وأدب، لكنها ظلت تستعمل كلغة دينية فقط، وذلك على الرغم من محاولات الحاخامات الحفاظ على اللغة العبرية، ولكنهم فشلوا في مواجهة الصراع القائم آنذاك بين العبرية والآرامية.
بعد أن أصبحت الآرامية هي اللغة الرسمية في البلاد، وجه الزعماء الدينيون جهودهم نحو شرح وتفسير العهد القديم باللغة الآرامية لكي يفهم اليهود أصول وطقوس الدين اليهودي، فكتبوا المشناه والجمارا ثم التلمود. وكانت لغة هذه الكتب مختلفة تماما في روحها وألفاظها وتراكيبها عن عبرية العهد القديم، فظهر فيها التأثر الشديد باللغة الآرامية، كما احتوت أيضا على بعض الألفاظ من اللغات الأخرى.
ومع بدء الاستيطان اليهودي لفلسطين، استمر اللغويون العبريون في محاولاتهم لإخراج اللغة العبرية من الكتب والصحف إلى الشارع واستعملوا الكثير من التعديلات والتطويرات من أجل تليينها على الألسن وتسهيلها وطريقة النطق الصحيحة والكتابة والمشكلات النحوية. وكان هناك اقتراح أن تكون لغة الدولة اليهودية في فلسطين الإنجليزية.
حتى نجحوا في إخراج ما يعرف اليوم بـ"اللغة العبرية الحديثة" و تأسس المجمع اللغوي العبري عام 1889 بواسطة مجموعة من المثقفين في القدس على رأسهم إليعيزر بن يهودا، وبالتالي تعتبر اللغة العبرية الحالية لغة حديثة مشتقة وليست أصيلة.
وبالتالي كل يهودي هاجر إلى فلسطين ولم يكن من مواطنيها الأصليين هو محتل وجاء على حساب فلسطيني عربي واستوطن أرضه وخاض ضده الحروب وارتكب بحقه المجازر، إذا هو محتل ومستعمر ومعتدً وليس مدنياً، كما أن كل يهودي على أرض فلسطين يخدم في جيش الاحتلال ويتدرب على استخدام السلاح ويحمل كل يهودي في فلسطين سلاحا، أما في بيته، أو في سياراته، أو معه. ومن القصور في الفهم أن نقول أن هؤلاء بني إسرائيل (النبي يعقوب) وبأنهم مدنيون.
وسوم: العدد 1017