الشخصيات المتطورة في تاريخها الفكري
وأتحفني صديق بنص لسيد قطب، مقتطف من بواكير حياته الفنية…
وطالما رددت أن التعامل مع تراث الشخصيات المتطورة، موقفا وفكرا يجب ان يلحظ هذا التطور..
مثلا الإمام الغزالي: في كتبه قبل المنقذ وبعده، أي فرق؟؟ وهو يقول بعد المنقذ "عدت ولكني ما عدت" يعني إلى نشر العلم، وأنه كان ينشر العلم الذي يطلب به الجاه والمحمدة وكسر الأقران، وصار في مثل إحياء علوم الدين ينشر العلم الذي يدل على الله.
ولن تفهم أسرار عبارته القاسية في مقدمة كتابه "فيصل التفرقة بين الاسلام والزندقة" وقوله فيها "واستحقر من بالكفر لا يوصف"!! حتى تعرف مثل هذا الفرق.
وكذا سيد قطب رحمه الله تعالى، كان في حياته وفي عرفانه متطورا، وبتطوره تطور نتاجه الفكري.
التصوير الفني في القرآن
مشاهد القيامة في القرآن
وأمثالها كانت كتبا ذات طبيعة فنية نقدية- النقد يستعمل في استجلاء الجماليات أيضا- أكثر منها دعوية، وكذا العدالة الاجتماعية في الاسلام…
تلك كانت بواكير التحول من مدرسة العقاد الادبية إلى الانخراط في المضمار الدعوي المنيف.
التعامل مع الشخصيات المتطورة يجب أن يظل حذرا
من الشخصيات الدعوية المتطورة في تاريخنا الحديث "خالد محمد خالد" رحمه الله تعالى، بدأ حياته شيوعيا جلدا، وقال في رثاء ستالين أو لينين، الشك مني، طبت حيا وميتا، وكتب كتابه "من هنا نبدأ" محشيا بالضلال، ورد عليه محمد الغزالي رحمهما الله تعالى بكتابه "من هنا نعلم" مفندا ومعلما.. ثم كتب الله لخالد محمد خالد توبة أعلن عنها بطريقة رسمية، وكان من جميل كتبه من قبل "رجال حول الرسول" كتاب جيد يقدم للناشئة بشكل عام.
ومن الشخصيات التي تذكر في هذا السياق عبقري الفكر والثقافة الاسلامية: المفكر والمؤلف والمترجم عبد الرحمن بدوي. وحسبك به ، وبرصانته اللغوية، وأحتاج عندما أقرأه إلى معجم، وشارك في ترجمة أوابد الادب العالمي، وهو عملاق في علمه، وفي لغته وفي أسلوبه، وبدأ حياته العلمية شكاكا مشككا، مع كثرة ما كتب عن الاسلام، كنت كلما قرأت له مؤلفا أو مترجما احترق قلبي عليه، ثم بعد رحلة طويلة ختم الله له بخير وأوبة..
وجب التنبيه
وسوم: العدد 1017