وجهة نظر: لماذا تعتبر نتائج الانتخابات التركية بيضة القبان في المنطقة ؟
أعزائي القراء ..
إنتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا باعادتها نظراً إلى أن السيد أردوغان لم يحقق نسبة 50+1 رغم تفوقه على المرشح المعارض بنسبة تفوق 5% تعادل اكثر من مليونين وربع المليون من المنتخبين صبوا لصالح اردوغان وهو فرق كبير ولاشك . والامل كبير بتحقيق اردوغان فوزاً كبيرا في المرحلة الثانية .
مقالتي هذه هي وجهة نظر حول المخطط الامريكي / الاسرائيلي لتركيا وللمنطقة العربية في حال نجاح رئيس طائفي.
وهو مخطط بدأته إسرائيل وبموافقة غربية منذ تسليم حافظ اسد مقاليد الحكم في سوريا، حيث تعتبر نقلة هامة وخطيرة أدت إلى الغاء الديمقراطية في سوريا وتسليمها إلى الاقلية النصيرية تحت شعارات وطنية ، وتعتبر هذه الخطوة هي النقلة الثانية بعد تسليم الأقلية اليهودية مقاليد الحكم في فلسطين، فنجاح سيطرة الاقليات في منطقتنا تعتبر المؤامرة الكبرى للسيطرة على المنطقة بكاملها بعد تحييد الاكثرية وهم يمثلون العرب والمسلمين في المنطقة .
وما أن تم تركيز الخطوة الثانية حتى بدأت الخطوة الثالثة في هذا الاتجاه بدعم انقلاب الملالي في إيران ضد الشاه وذلك لخلق حساسية دينية بين معتقد ايران الديني والقومي وبين العرب والمسلمين في مقدمتهم في منطقتنا العربية .
ثم بدأت الخطوة الرابعة بشن الحرب على القيادة العربية في العراق وتسليمه لاقلية شيعية وبالتالي تم تحويل نسبة كبيرة من دول المشرق العربي الى كيانات تخضع لحكم الأقليات.
ولكن السؤال الهام : هل إنتهت المؤامرة في منطقتنا ؟ الجواب كلا : وهذا الجواب اعتمد على ما يجري هذه الايام في تركيا، فلايمكن إعتبار نجاح التآمر اذا بقيت تركيا خارج سيطرة الأقلية والمؤامرة الكبرى تعتبر ان العرب والاكثرية المسلمة هم الاعداء الذين يجب إخضاعهم جميعاً لحكم اقلوي يأتمر بإمرة إسرائيل والغرب وتحت سيطرة الاقليات من شيعة ايرانية الى نصيرية ، فكان لابد من التركيز على المرشح العلوي كمال كليجدار اوغلو وهو من منبت اقلوي نصيري، فقد بذلت الولايات المتحدة جهدا مضنياً إعلاميا وسياسياً في دعم مرشحها فنجاحه يعني نجاح المؤامرة الكبرى في منطقة الشرق العربي وتركيا معاً وتسليمها للأقليات ثم اللجوء للتقسيم في مرحلة قادمة .
اليوم انتهت المرحلة الاولى من الانتخابات دون حسم ، والحسم سيكون في المرحلة الثانية بتاريخ ٢٩ من شهر ايار الحالي .
فكيف ستدار لعبة المرحلة الثانية ؟
سيكون بيضة القبان هو اللاعب الصغير واقصد به المرشح الثالث سنان اوغان والذي حصل على ادنى نسبة وهي 5% . هذه النسبة الصغيرة ثمنها كبير في المرحلة الثانية و اعتقد ولا اجزم قد تحسم نتيجة الانتخابات في تركيا ،
اذن لماذا لا تستكمل امريكا مشروعها بانجاح الطائفي كمال كليجدار أوغلو واقناع بكل الطرق والمغريات سنان اوغان اللاعب الصغير ببيع انصاره لكمال كليجدار اوغلو ؟.
هذا ممكن وهنا تكمن الخطورة فهل يستطيع حزب العدالة اقناع اوغان بالوقوف معه في المرحلة الثانية وماهي المغريات التي سيمنحها له ؟
الوضع لاشك حساس وتركيا امام احتمالين
الاحتمال الأول: نجاح اردوغان ونجاحه محتمل جداً فان فاز بالانتخابات تكون المؤامرة على منطقتنا قد فشلت او في طريقها للفشل، وعندها لن يكون للجزار اسد اهمية ضمن مؤامرة غير مكتملة الاركان وقد يتم الاستغناء عن دوره ويرمى به الى مزبلة التاريخ .
الاحتمال الثاني : نجاح الطائفي النصيري كمال كليجدار اوغلو وهذا سيقود إلى مؤامرة استكمال حكم الاقليات الطائفية في منطقتنا ،وهي المؤامرة الكبرى والتي عملت إسرائيل والمخابرات الغربية عليها وبشكل نشط منذ سقوط الاتحاد السوفيتي .
وماذا يعني ذلك ؟
هذا يعني ان معظم دول المشرق العربي وايران وتركيا ساقطة تحت الحكم الطائفي الجديد مما يعني ان اصحاب المؤامرة سيحافظون على عميلهم الجزار اسد استكمالاً للمؤامرة الكبرى .
من هنا تكمن اهمية الانتخابات التركية ،
هذه وجهة نظر مبنية على تدخل الولايات المتحدة في الانتخابات التركية
وتعتمد على عدم اتخاذ قرار بانهاء نظام الاسد حتى الان .
وتعتمد على عدم معاقبة إيران رغم مخالفتها جهاراً نهاراً للعقوبات الامريكية .
أعزائي القراء..
٢٩ ايار قادم ،و تمنياتنا ولانملك غيرها ان تسقط المؤامرة ويعود
اردوغان لقيادة بلده، وقد تفرط حبوب المسبحة بعد ذلك .
وسوم: العدد 1032