صناعة الموقف السياسي مسؤولية ونواح الأرامل لا يجدي يمينا رفاق الدرب

وجهة نظر :

وحين وضعت منذ أسبوع نقطة على حرفي، ثار بي خليّون، قصارى أمرهم دهن صحون الآخرين بالحلوى، كما في حكاية عنقا عنقا بنت الريم، أو تبييض الفرايغ كما في المثل الدارج...

على كل الصفحات ما زالت أتباع حكايات "نغر السوريين" أو "فقفقتهم" وبالفصيح "فأفأنهم" مما يقع عليهم هنا أو هناك أو هنالك؛ ديدن بعض الناس اليومي.

كتبت مرة وأنا من الجمهور الذي يجلس تحت العرندس أو تحت المنبر، أن حديث بعض الناس عن "الاخوة الاسلامية" كان مبالغا فيه. وبينت أن فهمي لها في مصادرها القدسية، أنها أفق دعا الاسلام إليه، وليست تعبيرا عن واقع يعوّل المنتشون عليه.

والأحداث التي تقع متلاحقة تترى ضد اللاجئين السوريين في بعض المواطن، انتقلت من كونها أحداثا فردية، إلى كونها ظاهرة. والظواهر إيجابية أو سلبية، تحتاج إلى تفهم وتحليل وتدعيم وتعزيز إن كانت إيجابية، وتفكيك ومواجهة، إن كانت الأخرى. وعن الأخرى نتحدث. ومواجهة الأمر إذا نزل لا يكون بالتأوه ولا بالتحسر..

علينا أن نتفهم هذا:

في حياتنا الاجتماعية الفردية، تُطلق الأخت من زوجها، ولا تجد غير بيت شقيقها تأوي إليه، ومهما يكن موقف شقيقها الأصلي؛ فإن موقف زوجته لا يمكن المراهنة عليه، وأحيانا لا تقول زوجة الشقيق لشقيقته مرض إلا وللشقيق نفسه ثلثا الغرض، مفهوم هذا أو تقولون لي عيد وزيد!!

الطريقة التي يعالج بها بعضنا هذه الظاهرة التي باتت مقلقة، ومهددة، ومتربصة بوجود من "وقع عليه الدق" منا، ، هي طريقة "الأرامل" جمع أرملة، وليس جمع أرمل. فالأرملة إذا التقت بأختها الأرملة، تظلان تتشاكيان؛ فإذا صرن ثلاثة أو أربعة فحدث عن العويل والنحيب ولا حرج..

الأمر حيث نشير أصبح أمرا واقعا، وحدثا مكرورا، وهو خرج من كونه أحداثا فردية، إلى كونه ظاهرة عامة، وهي تكاد تكون جزءً من مشهد عام، أو من سياسة عامة، ويوشك أن يمتد..

وتعليل النفس بقصره على…، وتقصيره، والنوم في العسل من دونه، ولاسيما بالنسبة للطبقة المخملية منا أصبح تضييعا وتفريطا واستخفافا..

والذين تولوا أمر السوريين، ، مطالبون اليوم بتقديم مخرج إنساني سياسي لملايين الناس المهجرين، الذين لا يكادون يجدون مأمنا.

لقد كان الدرس على ملايين المهجرين قاسيا، وربما يكون المخرج أقسى، ولكن الموقف السياسي: مسؤولية وتبعة..!!

نعم مسؤولية وتبعة؛ وسأله ما وزاك على المُرّ؟؟ قال: الأمر!! وسألوا رسول الله صلى عليه وسلم عن الشاة الشاردة فقال: لك أو لأخيك أو للذئب..

(وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)