(أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ...)
وظللت عمري، أتتبع أقوال المفسرين، في قوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)
وتابعت في أقوالهم علما كثيرا، واختلافا كبيرا. حتى قال بعضهم المقصود بأولي الأمر: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقط.
وقال آخرون: المقصود بأولي الأمر،أصحاب رسول الله فقط.
وقال فريق ثالث وهو غير قليل: المقصود بأولي الأمر :الأمراء العلماء الأتقياء، الذين هم في العلم على درجة من الاجتهاد، بحيث يكون أمرهم من معين، قال الله وقال رسوله. قال الصحابة أولو العرفان.
ومن أجمل ما قرأت قول من قال منهم: لا طاعة لأمر فيه معصية لله، ولا طاعة في أمر فيه إضرار بالمسلمين. وتعتبر مصلحة المسلمين في كل أمر معقد طاعة.
وقال فريق خامس الأمر بالطاعة موقوف على العلماء فقط، يطيعهم ولي الأمر، ومن طاعته لهم، التي هي طاعة لله ورسوله، يستمد حقه على العامة بالطاعة، فإذا اختلف العالم وصاحب العصا، كان العالم أحق بالطاعة وأًولى.
والاختلاف الأكبر حول تفسير (أُولِي الْأَمْرِ) هو هل هم العلماء من أهل الفقه والعقل والحلم، أو هم الأمراء. النص على العقل من أقوال أحد المفسرين. وما زال الفقه والعقل عندهم مقترنين.
ولكل رأي داعمون ذكرته قائلون وداعمون ورواة.
وقال بعضهم: نطيع الأمراء ما لزموا قول العلماء، لأنهم المقصودون بقوله تعالى: لعلمه الذي يستنبطونه منهم.
كان الحديث عن الأمر من الأمن والخوف.
هذه التفاسير المتعانقة، غير المتناقضة، تحمل العلماء مسؤولية أكبر عن حال الأمة.
ثم إليكم
وقرأت بيان العلماء المائة وغيره من بيانات العلماء، فيما يجري على أهلنا في غزة، كما قرأت بيانات كثير من الهيئات والأحزاب والجماعات، ثم قرأت بيان القمة العربية والإسلامية؛ فوجدتها جميعا تنضح في من معين العجز، وتحلب في إناء، يجب.. أًو ندعو.. أو نستنكر أو ندين..
ووجدتُ أن لا فرق لا في النوع ولا في الدرجة بينها.
ويقيني الذي ألقى الله عليه، ولئن سألني عنه وأنا بين يديه فسأجيب، أن علماء الأمة قادرون، لو أرادوا، أن يقودوها إلى يفاع النصر والتمكين..
علماء الأمة قادرون -لو أرادوا- على أكثر بكثير مما يقدر عليه أمراء هذا الزمان!! ولكنهم لا يريدون..
وتذكروا أن الشيطان دلّى أبانا آدم بغرور..
وسوم: العدد 1059