الدول العربية في دائرة الاستهداف
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
تعتبر الثوره السوريه مفتاح اللغز الذي كشف ابعاد المؤامره الدوليه الكبرى ليس على سوريا فحسب بل على الدول العربيه قاطبة وخاصة الدول العربيه المشرقيه منها.
فكل عناصر المؤامره كانت واضحه منذ بداية الثوره حيث لم يكن الامر بحاجه إلى محلل سياسي عريق ليكتشف ان الروس وإيران والمجموعه الشيعيه الملحقه بهم كانوا في مقدمة الدول المتآمره على الشعب السوري. الا ان المكون الرئيسي الآخر وهو الولايات المتحده كان ضميرا مستترا ولحوالى ثمانية عشر شهرا من عمرالثوره السوريه , حيث كان دور الامريكي آنذاك اللعب على حبال التناقضات وسبب ذلك يعود الى ان الحماس الامريكي المنحاز للشعب في المرحله الأولى من عمر الثوره يعود الى قناعتها بأن الاسد والمجموعه الشيعيه معه ستنتصر بالنهايه وخلال فترة محدودة من الزمن.
إذن ومن وجهة نظرها ليس هناك ضير من بيع الكلام المنمق للشعب السوري.
ولكن كما يقال رب ضارة نافعه حيث ان طول امد الحرب والصمود الإسطوري للثوار ولْد قناعة وخيبة امل كبرى لدى الامريكيين من ان الاسد ومن معه لن يستطيعوا كسب معركة الحسم رغم ندرة السلاح الذي حجبوه عنهم.
ونتيجه لهذه القناعه فقد أعلنت امريكا مؤخرا وبلا خجل انضمامها رسميا لشلة المتآمرين الروس والمجموعه الشيعيه فسقط القناع عن وجه المتآمرين الدوليين جميعا.
ولكن لماذا تبيع امريكا حلفاءها بهذه البساطه؟
فدول الخليج تعيش حالة شك غير مسبوق من تصرفات الشريك الامريكي وهي تحاول اليوم مد الجسور مع الصين , وتركيا تتوجس من غدر الشريك الامريكي وتغازل الروس, والشعب السوري وصل الى قناعه انه لا فائده من نصائح الصديق الامريكي , ومصر مازالت سياستها متخبطه او بلا سياسه على الإطلاق.
بإعتقادي لم تكن الولايات المتحده لترتضي لنفسها هذا السقوط المذل في هذا المستنقع لولا تورطها بمخططات مسبقه وجاهزه مع الروس والمجموعه الإيرانيه تصب في مشروع تسليم زمام الدول العربيه المشرقيه لمحور إسرائيل- ايران وبمظلة روسية امريكيه ومكاسب اقتصاديه ومنافع ماليه مع ايران.
ورب سائل يسأل : ولماذا هذه اللفه الطويله نحو إيران بينما الحكام العرب انفسهم عقدوا معاهدات سلام سرا او علانية مع اسرائيل؟.
سؤال وجيه ولاشك. ولكن ماذا عن شعوب المنطقه العربيه وخاصة الشعب السوري اذا نالت هذه الشعوب حريتها واستراحت من مخاض الثورات (ولنكن واضحين, لا اقول ان هذا سيحصل على المدى القريب لكن اتكلم بالمنطق الإسرائيلي البعيد المدى ) فمالذي يمنعها من التفكير الجدي بالتخطيط لمحاربة اسرائيل وباسلوب يخلو من اسلوب الخيانات الذي كان سائدا في كل حروب الديكتاتوريين العرب مع إسرائيل؟.
ولكن قد يكون هناك سؤال آخر هو التالي : وماذا سيحصل اذا اختلفت ايران مع اسرائيل وتأزمت الأوضاع بينهما؟.
بتقديري هذا لن يحصل عمليا ولا اقول اعلاميا للشواهد التاليه:
اولا - معظم الشيعة يدينون بالولاء للفقيه والتعامل مع الفقيه كفرد اضمن واريح من التعامل مع شعوب متحرره لا تخضع لفقيه .
ثانياً- الغرب والشرق درسوا الحاله الشيعيه بشكل جيد وتبين لهم ان
الكره والحقد التاريخي ضد المسلمين والعرب مؤشر ايجابي يصب في صالح المؤامره.
ثالثا- كل الفتوحات الاسلاميه قام بها العرب المسلمون , فمن وجهة نظر اصحاب المؤامره هم الخطر الحقيقي وليس إيران . حيث كان يقتصر دور إيران الخياني بالإستيلاء على مملكات اسلاميه منهكه وفي حالة ضعف واول عمل يقومون به كان نشر معتقدهم بين اهلها وهذه السياسه لم تتغير حتى اليوم
رابعاً- خياناتهم في الحروب الصليبيه وغزوات التتار وطعن الدوله العثمانيه من الظهر كل ذلك يعتبر عامل مشجع للتعامل مع الشيعه الصفويه.
نستطيع القول ان المخططين للمؤامره وهم الإسرائيليون والامريكان والروس وجدوا ضالتهم في ايران..ولكن بقي عليهم ان يزيلوا من ذاكرة الشعوب العربيه تاريخهم الاسود الخياني وان يلبسوهم ثوبا جديدا يمجد الصمود والتصدي لتخفيف الأثر السلبي لتاريخهم الاسود وبالتالي قبول الشعوب العربيه بتمدد الصفويين في بلادهم وهذا ما فعلوه مع الاسد من قبلهم ايضا.
اعزائي القراء
بإعتقادي ان هذا المخطط السرطاني والذي بدأ منذ خمسين عاما بتسليم سوريا للأسد الطائفي.. ثم دعم المخطط بالإنقلاب على شاه إيران الحليف الاول للغرب وتشجيع الملالي على قيادة ايران وإستكمال الهلال الشيعي بالحرب على العراق وتسليم الشيعه مقاليد الحكم فيه , واخيرا تربية حزب الله على شعارات الصمود تلك البضاعة الرابحه لتجارة مزوره.
اقول إن هذه المخطط الخطير والذي تم العمل عليه بصبر شديد منذ الانتهاء من مؤامرة سايكس بيكو , قد دخل اليوم وبفضل الثوره السوريه دائرة الفشل..ولذلك نرى التكالب الشديد على إفشال ثوره من اهم ثورات التاريخ فهل يفهم العرب ذلك ويقدموا الدعم اللامحدود لهذه الثوره الرائده ؟