أعمار الطغاة
بدر أحمد كريم - إعلامي سعودي
أهنئُ جزاراً اسمه "بشّارَ الأسد" على نوْمه ساعةً واحدة!! كما قرأتُ، فيم يُمْضي سِتَّ عشرةَ ساعة يشاهد الأخبار، وأيُّ أخبار يرى؟ أخبار "المنار" و"العالم" وما شابههما، ومنْ لفّ لَفَّهُماا.
كما أُكْبِرُ في الجزار بشار رجولتَهُ! وهو يرى طفلة سورية، إلـى جانب أخيها يجلسان في مكان فِرار عائلتهما، التي هربَتْ بسبب قصْف قواته منطقة باب السلامة، المتاخمة للحدود السورية، ومع ذلك غمضتْ أجفانه، وراح في سبات عميق!! وأحلام سعيدة هانئة!!
الدماءُ المتدفقةُ من آلاف السوريين، وقصْفُ المدن، ودكُّها بالقنابل، والمذابحُ الجماعية، والتشردُ، والنـزوحُ، والقهْر، والاستبداد، والعنف، الذي مارسه هو وأبوه على مدى أربعين عاماً، ضد الشعب السوري، لا تمنعه من نوم ساعة!! إنه بطل مَصادِر معلوماته المقربة منه، لم تُوَصّل له النتائج الحقيقية، فأعْمَتْه، ومن ثم أصبحت أطروحاته كتلةً من الجرائم ضد الإنسانية، على جماجم بشرية، تبدو له دَوْرِيّة، وأبدِيّة!!
أنا على عكسكم يا قوم أهنئ الجزار بشار الأسد! على ألفاظه التي تُشْبه مدناً جميلة مظهرياً، وتفتقر بشكل بارز إلـى المحاكمة العقلية، ولو كنتُ في دمشق، لطلبتُ مقابلتَه إذا سمح لـي!، ومنحني هذا الشرف لأقبِّل رأسه! وأشدُّ على يديْه! وأطبَعُ قُبْلتيْن حارّتيْن على خَدّيْه! وما عدا ذلك فقدْراتـي محدودة.
شاهدتُ في التلفاز مواطناً سورياً
يصرخ وسط الدمار والرُّكام "أنا إنسان مانـي حيوان"!! ألا تستحق هذه الصرخة تـهنئة
لبشار؟ أَلَـمْ يحجز له مكاناً في التاريخ، مع الطغاة، والجبابرة، والجلادين؟
!!...
أهنئ الجزار بشار الأسد، وهو يقف على تلال من دماء الشعب السوري العظيم، كما وقف "نيرون" على أطلال روما، يعزف ويقهقه، بينما يقف الجزار بشاراً يعزف ويقهقه على أطلال دمشق، وحلب، وحمص، وحماة، ودير الزور، والرستن، ودرعا، مضمخة بدماء الشهداء في مسلسل حلقته الأخيرة "الجزاء من صِنْف العَمَل".
أهنئ الجزار بشار الأسد، فقد أثبت أنه ظاهرة جديدة، فاقت كل الظواهر التي أوغلتْ في القتْل، والتدمير، يتبدى هذا من استعادة تاريخ الطغاة، وهو عنيف ومتسع، ولكنهم يـزولون في النهاية، ويُدفنون في مزبلة التاريخ، وربُّك لا يظلم أحداً، ولْيَبشر بَشّارٌ أنّ القاتِلَ يُقْتَلُ ولَوْ بَـعْدَ حين.
أعْمَارُ الأوْطانِ كِبَارُ، وأعْمَارُ الطُّغَاةِ قِصَارُ، وَرحِمَ اللهُ الشاعرَ الجواهري.