«غوغل» و«أمازون» والاحتلال الإسرائيلي: شركاء في الإبادة؟
موقع «إنترسبت» الإخباري الأمريكي، المعروف أيضاً بنشر تحقيقات صحافية استقصائية لافتة تفضح أنشطة التعاون الاستخباري والتكنولوجي السرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومؤسسات أمريكية حكومية أو خاصة، كشف النقاب مؤخراً عن انسحاب شركة المعلومات الأمريكية العملاقة «غوغل» من مؤتمر بعنوان «الذكاء الاصطناعي لخدمة جيش الدفاع الإسرائيلي»، IT FOR IDF، انعقد مؤخراً في ريشون لتسيون جنوب تل أبيب.
وضمن فقرات التحقيق، أوضح الصحافي سام بيدل أن العديد من وثائق «غوغل» الداخلية تُظهر التخطيط للمشاركة في رعاية المؤتمر، وأن إلغاء الحضور تمّ في «ربع الساعة» الأخيرة، وجرى طلاء شعار الشركة في قاعة المؤتمر وأروقته، واعتمد المسؤولون تبريراً موحداً يقول إن الإعلان عن وجود الشركة وقع من قبيل الخطأ.
لكن تغيب «غوغل» عن المؤتمر لم يطمس تاريخ العلاقات الوطيدة بين الشركة وجيش الاحتلال، خاصة خلال السنتين الأخيرتين كما يوضح كاتب التحقيق، إذ تولت «غوغل كلاود» دوراً رئيسياً في تطوير «مشروع نيمبوس» حول الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بعقد قيمته 1,2 مليار دولار أمريكي، بالشراكة أيضاً مع شركة أمريكية عملاقة أخرى هي «أمازون». ومن المعروف أن المشروع أثار انتقادات سياسية وأخلاقية واسعة حتى من داخل الشركة الأخيرة، التي فصلت نحو 50 من موظفيها المعترضين على عواقبه.
معروف كذلك أن شركة «كلاود إكس» الإسرائيلية المتخصصة بالاستشارات المعلوماتية السحابية تتعاون مباشرة مع «مركز الحواسيب والأنظمة المعلوماتية» التابع لجيش الاحتلال والمعروف باسم «مامرام»، وأنها تُدرج «غوغل» كشريك صريح في أنشطتها، وبالتالي كان طبيعياً أن يلتقي الشركاء في مؤتمر ريشون لتسيون، لولا اضطرار «غوغل» إلى الانسحاب استجابة على الأرجح لاعتبارات ضغط الرأي العام حيال جرائم الحرب الإسرائيلية.
ورغم استمرار «غوغل» و»أمازون» في نفي أي صلات عسكرية إسرائيلية مع «مشروع نيمبوس»، فإن وزارة دفاع الاحتلال وجيش الاحتلال لا ينفيان الشراكة الصريحة مع المشروع، وأن تطويره لا يمكن أن يتواصل إلا في إطار الرعاية بين هاتين الجهتين، اللتين يزودهما «نيمبوس» بالبرامج والخدمات المتنوعة المطلوبة لصناعة الطائرات المسيرة والصواريخ والأسلحة الأخرى المستخدمة في الحرب على قطاع غزة.
وإذا كان تقرير «إنترسبت» يكشف العديد من المعلومات ويسلط الأضواء على زوايا خافية أو تحت التعتيم الشديد، فإن تعاون جيش الاحتلال مع شركات مثل «غوغل» و«أمازون» و«نوكيا» و«ديل» و«كانون» وسواها لم يعد سرّاً، أو بالأحرى لم يصبح عرضة للكشف والإحراج، لولا انفلات حرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة من كل عقال، وصحوة شرائح واسعة على امتداد الرأي العام العالمي، وتعاظم مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقرارات القانون الدولي متمثلة في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية وعشرات المنظمات الحقوقية الأممية أو غير الحكومية.
ويُذكر أن محكمة استئناف في هولندا سبق لها أن ألزمت الحكومة الهولندية بالتوقف عن تصدير جميع قطع الغيار الخاصة بالطائرات الأمريكية الحربية من طراز إف-35 إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، عبر مستودع إقليمي تابع للحكومة الأمريكية. وقد يكون مطلوباً وضع «غوغل» و«أمازون» على محك الردع في المحاكم.
وسوم: العدد 1089