يمكن -ويجب- وقف ‏انحدار أميركا إلى الفاشية

كان انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأميركا أكثر من مجرد حدث سياسي. إنه محاولة لإضفاء الشرعية على التطور الوحشي للفاشية في أميركا. ولم يكون صعوده عرَضياً وإنما عرَضاً، خرج من أعماق الخوف الجماعي والرهبة والقلق التي أثارها شكل وحشي من رأسمالية العصابات -النيوليبرالية- التي تزدهر وتتغذى على الانقسام واليأس. وقد منح هذا المناخ، الغارق عميقاً في ثقافة الكراهية، وكراهية النساء والعنصرية، حياة لجاذبية ترامب الاستبدادية، وأغرق علامات التحذير من استبداد الماضي والحاضر.‏

 

  ‏‏في حين أنه من الواضح أن المجتمع الأميركي تغير بأبعاد درامية مع انتخاب ريغان والصعود الفاسد للنخبة المليارديرية، يجب علينا أن ندرك أيضاً كيف أن الليبراليين والحزب الديمقراطي تحالفوا مع -بدلاً من أن يقاوموا- سماسرة السلطة في "وول ستريت" مثل "غولدمان ساكس".

وبقيامهم بذلك، تبنوا عناصر النيوليبرالية التي سحقت الطبقة العاملة، وكثفت الانقسام الطبقي والعرقي، وسرعت قدوم مستويات مروعة من عدم المساواة، وأحيت الإرث الطويل من القومية المتطرفة. كل ذلك هيأ الظروف ليحظى ترامب بالقبول.

وأسهمت سياسات كلينتون الاتهامية المشحونة بالعنصرية، ونيوليبرالية أوباما الوسطية ودعمها الثابت للنخبة المالية، ودعم بايدن المدفوع بعقيدة الموت للإبادة الجماعية في غزة، في خلق ثقافة مهيأة للاستبداد. باختصار، لم يجعل هذا العمل الأساسي صعود ترامب ممكناً فحسب؛ لقد جعله حتمياً لا مفر منه.‏

ولكن، ربما كان أحد أكثر إخفاقات الليبرالية وديمقراطيي "الطريق الثالث"(1) -وحتى أجزاء من اليسار- هو إهمال التعليم كشكل من أشكال محو الأمية النقدية والمدنية، وإلغاء الدور الذي يلعبه في رفع الوعي الجماهيري وتعزيز حركة جماعية متمتعة بالحيوية.

ولم يكن هذا الفشل يتعلق بالسياسة فحسب، بل يتعلق، كما لاحظ بيير بوردو، بنسيان أن الهيمنة لا تعمل فقط من خلال الهياكل الاقتصادية، ولكن أيضاً من خلال المعتقدات والإقناع الثقافي.

لم يقم ترامب ومهندسو الكراهية والانتقام المتحالفون بإعادة كتابة التاريخ فحسب، بل طمسوا الوعي التاريخي كعنصر أساسي من عناصر التربية المتمدنة.

لطالما وفر فقدان الذاكرة التاريخية غطاء للعنصرية الأميركية القائمة منذ وقت طويل، ومعاداة المهاجرين، والتنصل من حقوق المرأة.

وبالاستفادة من آلات الدعاية اليمينية المتطرفة، تمكن ترامب، كما تلاحظ أستاذة التاريخ الأميركية، ‏‏روث بن غيات‏‏، من إقناع ملايين الأميركيين بأنهم "ببساطة لا يستطيعون قبول فكرة وجود رئيس غير أبيض وامرأة". كما أنهم لم يتمكنوا من إقحام أنفسهم في تاريخ من النضال الجماعي والمقاومة والكفاح من أجل عالم أفضل. كما أقنعوا غالبية الأميركيين بأنه لا بأس في انتخاب عنصري أبيض ليكون رئيساً.‏

يلاحظ بيرني ساندرز، محقاً، في تغريدة على "إكس" أنه "ليس من المستغرب أن يجد حزب ديمقراطي تخلى عن الطبقة العاملة أن الطبقة العاملة قد تخلت عنه". بطبيعة الحال، يتشارك الحزب الديمقراطي مع كُتاب الاختزال في وسائل الإعلام الرئيسية حقيقة أنهم رفضوا الاعتراف بقوة، كما تشير ‏‏شيريلين إيفيل‏‏، بأنه ليس حشد "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، ولكن أيضاً "غالبية الأميركيين البيض في الواقع اختاروا تبني فكرة تفوق البيض على الوعد بديمقراطية متعددة الأعراق".

ولا يلامس ساندرز سوى السطح فحسب. إن قضية الهجران والانهيار الأخلاقي تمتد أيضاً إلى المجال التربوي: لعقود من الزمان، استخدم اليمين القوة التعليمية للثقافة لإقناع العمال البيض واللاتينيين والسود بإدارة ظهورهم لمصالحهم الخاصة، وربطهم بعقيدة استبدادية وأيديولوجية التفوقية البيضاء التي تستغل اغترابهم وتخرب أي شعور بالحق في الخلاص.

منذ سبعينيات القرن العشرين، وبتحفيز من "مذكرة بأول"(2)، استوعب المحافظون الرجعيون، أكثر بكثير من اليسار، القوة التحويلية للأفكار. وقد استخدموا الثقافة كسلاح لتفكيك المؤسسات التي كانت ذات يوم تغذي الفكر النقدي والتعليم والمقاومة. وإدراكاً منهم لحقيقة أن إعادة تشكيل الوعي العام هي أمر ضروري لأجندتهم، قاموا بشكل منهجي بتقويض الفكر النقدي، وهاجموا المساحات العامة، وحولوا التعليم العام والعالي بعيداً عن قوى التحرير -حولوا المؤسسات إما إلى مواقع للقمع والتدريب- أو بشكل أكثر بؤساً، للتلقين العقائدي الشامل. ولم يكن هذا من قبيل الصدفة. كان جزءاً أساسياً من استراتيجيتهم طويلة الأجل -لتجريد المجتمع من قدرته على المعارضة، وتشكيل سكان تسهل السيطرة عليهم ويتواطأون عن طيب خاطر في إخضاع أنفسهم.‏

شكل ترامب التتويج القاتم لهذه الحرب الثقافية ضد العقل والحقيقة والتفكير النقدي. لم يصبح الجهل الجماعي والأمية المدنية مجرد منتجات ثانوية، بل محركات أساسية لاستراتيجية تقصد إلى تعمية العمال وأولئك الذين يُعدون مستهلكين للظلم الاقتصادي الذي يدمر حياتهم. وبدلاً من معالجة هذه الهجمات الاقتصادية، يتم جذب هؤلاء الناس إلى مسرح مجتمعي من الكراهية والتعصب.

يفعل هذا المشهد من الجهل المصنَّع والدعوة إلى الولاء الشبيه بالعبادة أكثر من مجرد تضبيب العقل. إنه يصبح سلاحاً سياسياً، يجعل المحرومين طيعين ومنقسمين. وتعمل الأيديولوجية النيوليبرالية على تكثيف هذه الدينامية، وتسجن الناس في فقاعات خانقة من المصلحة الذاتية والفردية المفرطة، وتشن هجوماً محسوباً على التضامن الجماعي، مصمماً لتحويل الجمهور إلى مستهلكين معزولين، غير قادرين على تصور سياسة تتجاوز حيواتهم الخاصة أو الاعتراف بأن قوتهم الحقيقية تكمن في الوحدة والوعي النقدي.

وفي الوقت نفسه، يستفيد من تجربة القلق والوحدة التي يعيشونها لإغوائهم وجذبهم إلى مجتمع زائف موسوم بالكراهية والخروج على القانون. وتقع الحاجة إلى التضامن فريسة في عهد ترامب لإغراء ما أسماه ‏‏إرنست بلوخ في ‏‏"مبدأ الأمل‏"‏ بـ"خدعة الإشباع"(3).‏

‏مع عدم وجود حركة حية من أجل إحداث تغيير اجتماعي ذي مغزى في الأفق، استغل ترامب وجماعة "القمصان البيضاء" المعاصرة التي تعمل معه الفراغ الذي خلفته أزمة الوعي. وفي هذه الفجوة، قاموا بحقن ثقافة تسيطر عليها الشركات، والتي صبغت الحياة اليومية بثقافة غارقة في الكراهية والخوف والقلق ومشاهد القوة التي لا نهاية لها الشبيهة بالفاشية.

وتجدر ملاحظة أن مثل هذه المشاهد تذكرنا، بطريقة تجمد الأطراف، بنورمبرغ (5) في ثلاثينيات القرن العشرين، المصممة لإذكاء الانقسام والطاعة، وصرف انتباه الجمهور عن أي مسار نحو المقاومة الجماعية أو التحرر. هذا الكرنفال من الانقسام والخطاب اللاإنساني فعل أكثر من تدمير النسيج المدني والتعليمي للأمة. لقد أنتج ثقافة شعبوية سامة غيرت الطريقة التي ينظر بها معظم الأميركيين إلى الماضي والحاضر والمستقبل.‏

إذا كنا نريد مواجهة هذا الزخم الفاشي، يجب أن نعود بشكل عاجل إلى الأدوات اللازمة لإعادة بناء الوعي الجماهيري كشرط مسبق لقيام حركة جماهيرية -حركة يمكنها استخدام تعبئة الوعي الجماهيري والإضرابات وغيرها من أشكال العمل المباشر لمنع هذا النظام الفاشي الجديد من الحكم. إننا في حاجة إلى منع آلية الموت هذه من التسبب بالمعاناة الهائلة والبؤس والعنف والقوة التي تمنحها إحساساً بالمتعة، وسبباً للديمومة.‏

‏بصعود ترامب إلى السلطة، مكّن المواطنون الأميركيون أجندة فاشية -أجندة عازمة على إثراء الأثرياء، وتدمير دولة الرفاهية، وترحيل الملايين، وتفكيك المؤسسات نفسها التي تدعم المساءلة، والفكر النقدي، والديمقراطية نفسها. وليست هذه الهياكل مجرد شكليات؛ إنها شريان الحياة لديمقراطية راديكالية وشاملة، وضمانة للمواطنين المطلعين. وفي هذه اللحظة المحفوفة بالمخاطر، تواجهنا ‏‏سِيلّا بن حبيب‏‏، بالبناء على أدورنو وأريندت، بسؤال ملح للغاية: "ماذا يعني الاستمرار في التفكير؟". وتدوّي دعوتها إلى "تعلم التفكير من جديد" بقوة، خاصة بينما نتصارع مع الواقع الصارخ الذي جسده انتخاب ترامب.‏

‏إننا ملزمون الآن بإعادة التفكير في أسس الثقافة، والسياسة، والسلطة، والنضال والتعليم. إن المخاطر واضحة. في غضون أسابيع فقط، كما يلاحظ ‏‏ويل بانش‏‏، سوف يتولى السلطة مرة أخرى الرجل نفسه الذي حاول تقويض الانتخابات -الذي يتبنى العنصرية العلنية، ويعتنق فكرة تفوق البيض، ويتفاخر بكراهيته الفاسدة للنساء، والذي تعهد بالترحيل الجماعي، ويهدد باستخدام القوة العسكرية ضد المعارضين السياسيين. إننا أمام مفترق طرق تاريخي يتطلب إعادة تقييم جذرية لالتزاماتنا واستراتيجياتنا الديمقراطية من أجل إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي حقيقي.‏

يحذر ‏‏كريس هيدجز‏‏، محقاً، من أن "الحلم الأميركي أصبح كابوساً أميركياً، (وأن) دونالد ترامب هو أحد أعراض حالة مجتمعنا المريض. إنه ليس المتسبب فيها، وإنما ناتج تقيأه الاضمحلال". يجسد ترامب الآثار التراكمية لعقود من التآكل الأخلاقي والاجتماعي. ولا تشير رئاسته إلى رحيل -بل إلى اشتداد أزمة وطنية عميقة الجذور.‏

‏في هذه اللحظة التاريخية، نواجه تحدياً ملحاً لمواجهة وتفكيك القوى التي ترسّخ السياسة الفاشية والحكم الاستبدادي. الآن هو الوقت المناسب لأن نحوِّل بشكل جذري مقاربتنا للنظرية، والتعليم، والقوة التحريرية للتعلم -الأدوات التي يجب أن نفعِّلها لبناء حركة قوية متعددة الأعراق للطبقة العاملة، والتي تكون معادية للرأسمالية بشكل غير اعتذاري ومؤيدة للديمقراطية بلا تردد. يجب أن نتخلى عن أسطورة الاستثنائية الأميركية والوهم الخطير بأن الديمقراطية والرأسمالية مترادفان. إن ثمن التقاعس عن العمل باهظ: مستقبل لا تتآكل فيه الديمقراطية فحسب، بل تحل محلها دولة بوليسية عنيفة -خيانة غارقة في الدماء، تطفئ الحلم بمجتمع ملتزم بوعد ومثُل العدالة والمساواة.‏

‏لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر مما هي الآن. ويتعين علينا أن نواجه هذه اللحظة بهدف لا تنازل عنه، ومخطط للعمل الجريء، والتزام لا يتزعزع بالديمقراطية الراديكالية التي تتحدى في كل خطوة القسوة الفاشية، والتعصب الأعمى، والقبضة الخانقة للنخبة المالية. إن مستقبلنا يتطلب ذلك، وكذلك رؤية مجتمع لا تكون فيه العدالة والتضامن والكرامة الإنسانية مجرد مثل عليا بل حقائق واقعية -جزءًا من مستقبل يتحدى الظل الناهض للفاشية التي تهدد باستهلاكنا. إما أن نقاتل لاستعادة هذا الوعد، أو نستسلم لظلام لا عودة منه.‏

‏*هنري أ. جيرو Henry A. Giroux: يشغل حالياً منصب أستاذ كرسي جامعة ماكماستر للمنح الدراسية في المصلحة العامة في قسم اللغة الإنجليزية والدراسات الثقافية، وهو باحث باولو فريري المتميز في علم أصول التدريس النقدي. تشمل أحدث كتبه: "رعب اللامتوقع" (لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس، 2019)، "في علم أصول التدريس النقدي"، الطبعة الثانية (بلومزبري، 2020)؛ "العرق والسياسة والتربية الوبائية: التعليم في وقت الأزمات" (بلومزبري 2021)؛ "علم أصول تدريس المقاومة: ضد الجهل المصنّع" (بلومزبري 2022)؛ و"التمرد: التعليم في عصر السياسة المضادة للثورة" (بلومزبري، 2023)؛ وشارك مع أنتوني ديماجيو في تأليف كتاب "الفاشية في المحاكمة: التعليم وإمكانية الديمقراطية" (بلومزبري، 2025).

هوامش :

(1) يشير مصطلح "ديمقراطيو الطريق الثالث" (Third Way Democrats)

 إلى تيار سياسي داخل الحزب الديمقراطي الأميركي ظهر في تسعينيات القرن العشرين، يهدف إلى تحقيق توازن بين السياسات التقدمية التقليدية للحزب الديمقراطي والسياسات الاقتصادية الأكثر اعتدالاً أو توجهاً نحو السوق التي تميز الحزب الجمهوري. ويمثل "الطريق الثالث" نوعاً من الديمقراطية الوسطية التي تجمع بين دور الحكومة في تحقيق العدالة الاجتماعية وضبط السوق، وبين تعزيز المسؤولية الفردية والابتعاد عن الاعتماد المفرط على الإنفاق الحكومي، وبذلك يحاول هذا التيار الوصول إلى نقطة وسطى بين الليبرالية الكلاسيكية والسياسات الاجتماعية الأكثر تدخلية.

(2) مذكرة باول 

(Powell Memo): وثيقة كتبها في العام 1971 لويس باول، وهو محامٍ أميركي أصبح لاحقاً عضواً في المحكمة العليا للولايات المتحدة. صيغت المذكرة بطلب من غرفة التجارة الأميركية، وكانت تهدف إلى توجيه نصائح للشركات الكبرى حول كيفية الدفاع عن النظام الرأسمالي من الضغوط المتزايدة من النقابات العمالية، والجماعات اليسارية، والمطالبين بالإصلاحات الاجتماعية.

وجاءت المذكرة في سياق كانت فيه الولايات المتحدة تمر بفترة من التوتر الاجتماعي والسياسي، حيث شهدت الستينيات والسبعينيات مطالبات متزايدة بالحقوق المدنية، وحركة السلام المناهضة للحرب في فيتنام، والمطالبة بالمزيد من التنظيمات القانونية لقطاع الأعمال.

كان باول يشعر أن المناخ العام أصبح معادياً للرأسمالية وللقطاع الخاص، وأوصى بضرورة زيادة تأثير الشركات على الجامعات بهدف الحد من نشر الأفكار المناهضة للرأسمالية التي رآها شائعة في الأوساط الأكاديمية. كما حث الشركات على بناء علاقات قوية مع وسائل الإعلام لضمان أن يتم عرض القطاع الخاص بطريقة إيجابية، ومحاربة الدعاية المضادة للرأسمالية.

(3) "خدعة الإشباع" (The Swindle of Fulfillment):

 مفهوم يستخدم في السياقات الاجتماعية والنقدية لوصف الوهم الذي تبيعه المجتمعات الرأسمالية للأفراد، حيث يتم إقناعهم بأنهم سيحققون الرضا والسعادة من خلال الاستهلاك المادي والحصول على السلع والخدمات. يتحدث هذا المفهوم عن كيفية عرض "الإشباع" الشخصي على أنه مرتبط بتكديس الأشياء المادية، والترفيه، والرفاهية الشخصية، والاعتقاد بأن الأفراد كلما امتلكوا أو استهلكوا المزيد، زادت سعادتهم ورضاهم في الحياة. لكن هذا "الإشباع" يعد "خدعة" لأنه يحقق سعادة سطحية ومؤقتة فقط، ولا يعالج الحاجات النفسية الأعمق أو السعي الإنساني إلى معنى الحياة والانتماء وتحقيق الذات.

(4) "القمصان البنية" (Brownshirts):

 هو الاسم الشائع لأعضاء "كتيبة العاصفة"، وهي منظمة شبه عسكرية تابعة للحزب النازي في ألمانيا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين. تأسست هذه الكتيبة في العشرينيات من القرن العشرين وكانت تعرف أيضاً بـ"جيش الحزب النازي". سميت بهذا الاسم نسبة إلى القمصان البنية التي كان يرتديها أفرادها كزي رسمي. كانت "القمصان البنية" تستخدم العنف والتهديد ضد معارضي الحزب النازي، بمن في ذلك الشيوعيون والاشتراكيون، وحتى أعضاء من الأحزاب الأخرى. كانت تهاجم التجمعات والاجتماعات السياسية المنافسة وتقوم بأعمال عنف وتخريب لشل المعارضة.

وساعدت في نشر الأيديولوجية النازية عبر المشاركة في التجمعات والمظاهرات وخلق حضور مهيب وقوي للحزب في الشوارع

(5) نورمبرغ Nuremberg: 

مدينة ألمانية كانت في الثلاثينيات من أهم المدن في ألمانيا النازية، ولعبت دوراً محورياً في أنشطة الحزب النازي ومراسمه. تقع نورمبرغ في بافاريا، واختارها النازيون كموقع رئيسي للتجمعات الجماهيرية والمناسبات الدعائية نظراً لموقعها المركزي ورمزيتها التاريخية كمدينة قديمة تحمل طابعاً تقليدياً. كانت نورمبرغ تستضيف تجمعات ضخمة للحزب النازي تعرف باسم "مؤتمرات نورمبرغ" التي كانت تعقد سنوياً بين العامين 1933 و1938. وكانت هذه التجمعات تستقطب عشرات الآلاف من الألمان، وتعرض فيها مظاهر القوة العسكرية والوحدة الوطنية.

وسوم: العدد 1103