زعيم شيوخ أمريكا: لا جديد في لعبة كراسي الاحتلال
لم ينتظر السيناتور الجمهوري جون ثون سوى أيام قليلة أعقبت انتخابه لزعامة الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، فاستبق الموعد الرسمي لتوليه المنصب في كانون الثاني/ يناير المقبل، وسارع إلى تهديد المحكمة الجنائية الدولية بفرض لائحة عقوبات إذا مضت قدماً في إصدار أوامر اعتقال بحقّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي المقال يوآف غالانت.
وكتب ثون على منصة X: «إذا لم تتراجع المحكمة الجنائية الدولية ومدعيها العام عن أفعالها الفاضحة وغير القانونية في متابعة إصدار أوامر اعتقال ضدّ مسؤولين إسرائيليين، فلسوف يتعين على مجلس الشيوخ أن يعمد فوراً إلى تمرير تشريع يفرض العقوبات، كما فعل مجلس النواب على أساس مشترك بين الحزبين». وفي حزيران/ يونيو الماضي صوّت مجلس النواب على مشروع قانون يلغي تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة الممنوحة لمسؤولي المحكمة الجنائية، ويضع قيوداً مالية على أيّ من هؤلاء إذا أقدموا على محاكمة حلفاء أمريكا.
ويمكن من حيث المبدأ اعتبار هذا التهديد مجرد تحصيل حاصل لمواقف ثون المساندة لدولة الاحتلال الإسرائيلي عموماً، ولحرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة ضدّ قطاع غزة والحروب الإسرائيلية في الضفة الغربية ولبنان خصوصاً، فلا جديد مع سيناتور يصرف من الوقت في الإعراب عن التأييد المطلق والأعمى للكيان الصهيوني أكثر بما لا يُقارَن مع جهوده لصالح ولاية ساوث داكوتا التي يمثلها. وهو لن يختلف عن زملائه الذين سبق أن وقعوا رسالة إلى المدعي العام للمحكمة كريم خان، تحذره من إصدار مذكرات اعتقال لمسؤولين إسرائيليين، وتختتم بإنذار وقح يقول: «استهدفْ إسرائيل، وسوف نستهدفك. لقد تمّ تحذيرك».
كذلك فإنّ سجلّ ثون في مجلس الشيوخ حافل بمواقف مناهضة لأي إجراء يمسّ دولة الاحتلال أو لا يخدم مصالحها، فقد صوّت ضد صفقة برنامج إيران النووي، وعارض قرار مجلس الأمن 2334 الذي يعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية ليست قانونية، وأشرف على قانون يحارب مقاطعة دولة الاحتلال، وتحمس بشدة لصالح قانون «أمن أمريكا في الشرق الأوسط» الذي يخوّل الحكومة أو السلطات المحلية الأمريكية اتخاذ إجراءات تقاطع مقاطعي الاحتلال.
وفي مناسبة مرور عام على وقائع 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كتب ثون على مدوّنته الشخصية يذكّر بزيارته إلى غلاف غزة، وكيف تبلورت لديه القناعة بأن هذه الحرب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي «ذات طابع وجودي» و«لا يمكن أن تنتهي إلا مع تصفية جميع أعداء» دولة الاحتلال. وبالطبع، لم يكن السيناتور سيفوّت فرصة استنفار التنميطات الاستشراقية البغيضة، عن البربرية في صفوف الأعداء والحضارة عند الحليف.
لا جديد بالتالي في لعبة الكراسي الموسيقية التي تذهب بزعيم أغلبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ مثل تشاك شومر، وتأتي ببديل جمهوري في المنصب ذاته مثل ثون، أو أي من الأسماء السالفة على لائحة طويلة. الفوارق الوحيدة تكمن في أيهم أسرع انبطاحاً أمام مجموعات الضغط الإسرائيلية، وأيهم أعلى صوتاً في الهتاف لجرائم حروب الاحتلال.
وسوم: العدد 1103