إسرائيل «جائحة» … بعد «أبو الجماجم الصليبي»: الشرق الأوسط في انتظار «هالوين أمريكي»
«ليا»، زوجة «الدكتور شون» في مسلسل «الطبيب»، الذي تبث شبكة «نتفليكس» حلقات جديدة منه أشغلتنا لـ3 حلقات بحملها، حيث توشك على وضع مولودها الأول.
سيارة مرتفعة بدلا من القديمة، التي «لا تصلح لرضيع». جهاز يغلق دورة المياه تحسبا لطفل يزحف. أريكة للأم أثناء الرضاعة وألوان محفزة على الجدران قبل «منظم لأوكسجين المنزل».
مثل «البلهاء» تماما، نجلس لساعات أمام مثل هذا «البث المترف»، فيما تنسى «القمة العربية الإسلامية» أنها تجاهلت للتو «حرق وتفجير وقتل» الأطفال الرضع في جباليا، حيث «يموت» أولادنا شمالي غزة وهم «جوعى وعطشى» في أحضان الأمهات الشهيدات.
محطة «سكاي نيوز» تحديدا، وهي تفرد مختصرا لتغطية القمة إياها لا تذكر في أي صيغة خطاب الوزير الماليزي، الذي وضع «وصفة» بسيطة للخروج من «مأزق الأمة»، تتضمن «إجراءات مقدور عليها وغير مكلفة أبدا».
لاحظت مثلا طوال يوم انعقاد القمة أن أحدا في قنوات، مثل «سي إن إن» و»بي بي سي» لم يخصص أي مساحة بث لخبر يتعلق بزعماء نحو 54 دولة اجتمعوا معا، وكأننا «مجرد هباء»، فيما السيدة «ليا» الحامل على «نتفليكس» أشغلت ولاية بأكلمها، وهي تخطط للجامعة التي سيتلقى فيها طفلها الأول تعليمه قبل ولادته بخمسة أشهر!
أين العمق الأمريكي؟
في المقابل قناة «فرنسا 24»، التي يدعي من يمولها أنها أسست للتبادل الثقافي مع العرب تخصص، حوارا تفاعليا لمتابعة مباراة منتخب فرنسا مع فريق الكيان الإسرائيلي، ويتقصد المتحاورون بوضوح تجاهل الهتاف الذي أطلقه مشجعون إسرائيليون في أمستردام، وهم يعبرون عن «الزهو والفخر» لعدم وجود «مدارس في قطاع غزة»، لأن «جميع الأطفال ماتوا»!
لم أسمع أحدا يعلق على الهتاف في تلفزيونات الغرب، لولا زميلنا الدكتور أحمد الحيلة، الذي تطرق للمسألة على شاشة «الجزيرة».
مايكروفون تلفزيون «المملكة» المحلي في عمان بالتوازي، وهو يتموضع على الهواء في فم قادة وسطيون في البرلمان، تحشدوا أمام الكاميرا لإعلان خطتهم في «إقصاء» المكون الإسلامي، يتجنب تماما ما يحصل في جباليا وأمستردام وباريس لصالح الانشغال بالهندسة المستجدة في المشهد النيابي، بالرغم من أن الشعب الأردني مهووس تماما بأن لا يلاقي أطفاله لاحقا مصير أطفال غزة وجنوب لبنان.
نفهم من خبير «إنتاج فني» أن ما تبثه نتفليكس مقصود ومبرمج ومدروس، والأهم مرتبط بما يسمى «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة الأمريكية.
الدولة العميقة في أمريكا تحولت مثل شقيقتها في إسرائيل إلى «كذبة» فوزير واحد بلطجي مثل بن غفير يجر «مؤسسات العمق» من ذيلها مثل أي ثور مستكين. التعبير الأخير في المناسبة استعمله خبير عسكري ظهر على القناة 14 العبرية.
والعمق الأمريكي المشبوه، الذي يتحدث عنه كل الموجهين والمرشدين لنا من «قادتنا» أخفق ويخفق في التدقيق في نوعية «الوشوم»، التي زرعها على جسده الحيوي المرشح الأوفر حظا لحقيبة وزارة الدفاع مع «سمسار العقارات» دونالد ترامب.
حتى محطة «سي إن إن»، وعلى موقعها الإلكتروني أخفقت في تجاهل «صورة وشوم» وزير الدفاع المستجد «بيت هيغسيت» وملخص «بي بي سي» أعاد التذكير بأن وزير الدفاع الجديد اتهم عام 2017 بالاعتداء الجنسي.
وشوم الوزير بالتأكيد مستقرة في عدة مناطق في جسده الرياضي.
وما نشر منها على ذراعيه وصدره أعجبني في الواقع من باب أنه يثير الحماسة لـ»تخيل المشهد التالي»، بعد إخفاق «كيان الظل والعمق» المتوقع في «منع توزير بلطجي جديد» سيقود جنرالات المارينز بما يرضي الكيان الإسرائيلي.
أبو الجماجم
بثت كل القنوات العبرية في وقت مبكر قبل أشهر صور بن غفير وهو يوزع السلاح على ميليشيات المستوطنين، فيما تلفزيون «فلسطين» الرسمي يهتم بتغطية خطبة المستشار الديني ما غيره ليوم الجمعة.
التدقيق في صورة وشوم الوزير المقترح هيغسيث يظهر وجود زربة «صلبان» بمختلف الأحجام، ثم بندقية وجمجمة ورصاصات وأفعى، وتلك وشوم نستوعبها إذا ظهرت على جسد بلطجي أو فنان موسيقي فاشل في نيويورك. هل تقوم لجنة طبية ما في البيت الأبيض بفحص جسدي للوزراء قبل توزيرهم؟
إزاء هذا الوجع المتلفز والمعلب تخيلت «أبو الجماجم والوشوم» الأمريكي، وهو يرتدي في يوم «هالوين» زي قرصان بحر ويمتطي كاشفا وشومه «الصليبية» للهواء، حاملة الطائرات «روزفلت» ما غيرها و»يهجم» علينا جميعا عبر المتوسط ليفتك بكل الأطفال، لأن حاخاما ما صرح قبل أسابيع قائلا «من يقاتلوننا اليوم في غزة هم أولئك الأطفال الذين لم نقتلهم في المعركة السابقة».
ما لم يفهمه حقا من القائمين على تلفزيون الحكومة في الأردن هو أن المواطن لم يعد يهتم إطلاقا بمن يحضر أو يعفى من أصحاب الألقاب، بقدر ما هو مهتم بـ»حماية أطفاله» من المصير المتوقع، وعلى أساس القناعة التامة بأن إسرائيل لم تعد «خلية سرطانية» فقط، بل «جائحة» يدعمها الغرب وبقوة ومخصصة للسيطرة على الشرق الأوسط.
وسوم: العدد 1103