الطريق إلى جنيف 2
الطريق إلى جنيف ٢
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعزائي القراء
اولا اود ان اشير الى ان هناك ضغوطا هائله تمارسها الولايات المتحده بالدرجه الأولى على المعارضه لحضور مؤتمر جنيف ٢ ..التبريرات التي يعطيها المسؤولون الأمريكيون للمعارضه هي مع الاسف من صنع اسبابها اصلاً لتجعل من المبررات التي تقدمها للمعارضه لها المصداقيه المقنعه, بمعنى آخر الولايات المتحده لا تعترف بانها وراء الدفع بانعقاد مؤتمر جنيف ٢ بل تعزيها الى الظروف التي وصلت اليها الحاله في سوريا, بينما هي نفسها من ساهم في صنع هذه الظروف بممارسة ضعطها على كل الدول حليفة كانت او غير حليفه لمنع وصول اية قطع سلاح للجيش الحر والكتائب الأخرى , وهي التي قننت وصول المواد الغذائيه والطبيه عن طريق برامج المساعدات لتصل بالشعب السوري الى حاله من اليأس , وهي التي ساهمت مع النظام السوري في تلويث سمعة كتائب مقاتله لا علاقة لها بتنظيمات خارجيه لتقنع بحجتها ان الوضع بدأ يخرج عن السيطره .. كل ذلك ليعطي مبرراً لها لتدفع الى مؤتمرجنيف ٢ وبالتالي احتواء المعارضه ووضعها تحت سيطرتها تماما كما تسيطر روسيا على تصرفات النظام السوري ويبقى الإثنان هما اللاعبان الرئيسيان في تقرير النتائج السياسيه للمؤتمر.
هل هناك فرق بين جنيف ١ وجنيف ٢ ؟
بتقديري الشخصي ان المؤتمرين متشابهان الا في حاله واحده وهي ان الظرف الزمني الذي حدد لمؤتمر جنيف ١ لم يكن مناسباً فمعاناة الناس كانت اقل ومستوى الاجهاد لم يبلغ اقصاه..وفكرة ادخال ما دعي بجماعات ارهابيه مقاتله لم يكن مضخما لدرجه كبيره وكذلك المشاركه الفعليه لحزب الله اللبناني وكتائب ابو الفضل عباس مع النظام السوري لم يكن قد اخذ مداه فكل هذه المستجدات لم تكن مصاحبه لجنيف ١ لذلك لم تتمكن الدول الراعيه من جمع الاطراف لعقده. اما موعد جنيف ٢ فظروف عقده كما ذكرت اكثر وضوحاً وتأثيراً.
اعزائي القراء
إن اهتمام امريكا وروسيا بعقد هذا المؤتمر ليس متعلقا برغبتهما بنجاحه..فهذا غير وارد وهما يعلمان ذلك , ولكن كل ما يبغونه اليوم هوعقد المؤتمر فقط فمجرد انعقاده يعتبرونه امراً ناجحاً بنظرهما لأنه سيذيب الجليد الذي سيوصلهما بسهوله اكثر الى مؤتمر جنيف ٣ او جنيف ٤ وهو بالنهايه ما سيتم التعويل عليه في حسم الامور.
التطمينات التي تعطيها امريكا للمعارضه في استنبول هي تطمينات شفهيه فقط لاتزيد عما نسمعه بوسائل الاعلام . ولما تُسأل امريكا عن وجود جدول اعمال معتمد كما يحصل عادة في كل مؤتمرات العالم تبدأ سيادتها باللف والدوران ولا تعطي جوابا حاسما فيه وهذا هو الامر الغامض في المؤتمر بل هو من المفروض ان يكون الشرط الاساسي لحضوره.
اعزائي القراء
الضغوط كما ذكرت مسبقا كبيره جعلت من انعقاد المؤتمر مسألة لا رجعة فيه على ما يبدو الا اذا حصل امر طارئ.
ولكن بإعتقادي ان هناك الكثير من التحركات السياسيه بإمكانها تحسين موقف المعارضه والثوار معاُ منها على سبيل المثال:على الثوار حضور المؤتمر واصدار بيان قوي يكونون فيه اول المتكلمين يبين للجميع انه لا يمكن تجاوزهم وعليهم ان يؤكدوا جميعا للعالم بأسره بأنهم متحدون عسكرياً وسياسياً وانه لا بديل عن اسقاط رأس النظام وكل المشاركين بالجرائم معه.وبعد القاء تصريحهم القوي عليهم مغادرة القاعه بعد ذلك مباشر دون انتظار اي نتائج وبذلك يعلنون مشاركتهم ورفضهم لأي مقررات لا تمثلهم كما انهم يظهرون قوة تلاحمهم ووحدتهم على ارض المعركه.
ثانيا على المعارضه السياسيه ان تحصل على وعود قويه قبل المؤتمر ثمناً لمشاركتهم بايصال المساعدات الانسانيه لكل المناطق التي يحاصرها النظام عن طريق ممرات امنه ,فكما استطاع المجتمع الدولي وبسهوله تأمين مفتشيهم الكيمياويين عليهم بالمقابل تأمين القوافل للمواد الإغاثيه لكل المناطق المحاصره وكذلك تأمين الدعم المالي والسلاح الفعال في حال فشل المؤتمر .
ويجب الإنتباه الى ان امريكا ستحاول اخراج "فلم جنيف ٢" على انه نصف نجاح للتخلص من التزاماتها تجاه المعارضه والثوار وهنا على المعارضه دور كبير ومقنع ان تكون واضحه بشكل لا يقبل اي التباس فإما نجاح كامل له مقوماته المعروفه...او فشل كامل وعليهم ان يستعدوا له ويطالبوا امريكا بالإيفاء بإلتزامتها على ضوء ذلك.
اعزائي القراء
لا توجد حروب بلا خاتمه سياسيه...فاليابان مثلا والتي دمرتها امريكا في الحرب العالميه الثانيه بالقنابل الذريه لم تكن بحاجه لمؤتمر سياسي بعد ان ركعت اليابان امام المنتصرين ولكنهم احضروا حتى امبراطور اليابان وقياداته السياسيه والعسكريه وبعد ان ادوا له التحيه العسكريه اعطوه قلماً امريكياً ليوقع على وثيقة الاستسلام.
ايتها المعارضه ...حتى الآن وبصراحة واضحه لم تثبتوا انكم سياسيين وامامكم فرصه اخيره لتثبتوا انكم جديرون بالمناورات السياسيه فان لم تنجحوا في امتحانكم الأخير فالشعب السوري غني بالوطنيين والسياسيين معاُ....مع تحياتي
*** .
حساب الهيئه السوريه للإعمار
إتصل بي بعض الأصدقاء يسألون فيما إذا كان هذا الحساب يخص فقط الهيئه السوريه للإعمار وغير مختلط مع حساب سواسيه..أؤكد وقد اكدت مراراً ان هذا الحساب هو مستقل تماما عن حساب سواسيه والتي تملك حساب آخر خاص بأعمالها الإنسانيه والإغاثيه وعليه اقتضى التنويه...ونحن بإنتظار دعمكم...وشكراً