الإخوان المسلمون .. وحق الحكم
محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة
على الرغم من أن الإخوان المسلمين يقولون: لا يهمنا مَن يحكم ولكن يهمنا كيف نُحكم.
إلا أن الحق الشرعي والوضعي يقول: إن من حق كل إنسان أن يعمل للوصول إلى سُدة الحكم بالطرق المشروعة، وأن ينفذ مشروعه السياسي الذي ارتضته الأمة واختارته على أساسه.
أما تهمة التستر بالدين التي يُقذف بها كلُّ إسلامي، فهذا مما لا يعلمه إلا الله، وقد أمرنا الإسلام أن نحكم على الظاهر من أحوال الناس لا على الباطن الذي لا يتكشف إلا لله، وأظن أن جماعة مثل الإخوان المسلمين قدمت الشهداء من قادتها قبل أفرادها لا يمكن أن تتهم بمثل هذه التهمة الجوفاء، حسن البنا وأحمد ياسين وعبدالله عزام وسيد قطب ويوسف هواش وعبدالقادر عودة وكمال السنانيري... والقائمة تطول ممن قدموا أرواحهم في مصر، وفي ثورة الثمانينيات في سوريا، وفي فلسطين المحتلة، وفي تونس وليبيا والجزائر وغيرها من بقاع الأرض.
ولا يعني هذا أنها جماعة معصومة ولا تزعم هي ذلك، أو أن صفوفها مبرأة من المنافقين والمنتفعين مثلاً، فالنفاق لم يسلم منه حتى القرن الأول المفضل في الإسلام، إلا أنها الأقل سوءاً في مسألة اختراق صفوفها من المنافقين والمغرضين، بسبب نظامها التربوي الإسلامي الذي يبدأ مع الفرد منذ الصغر.
كما أن مشروع الإخوان المسلمين السياسي والنهضوي والحضاري وفهمهم للإسلام، هو الفهم الأقرب لجوهر الإسلام من وجهة نظرهم ونظر أنصارهم، وبهم بهذا لا يحجرون على رأي أحد أو اجتهاده الخاص لفهم الإسلام، ويؤمنون في هذا الإطار بتكامل الأدوار بين الجماعات الإسلامية والاجتهادات المختلفة.
كما يتحاكمون - بنموذجهم وفهمهم للإسلام ولدولته - إلى الأمة التي نَصَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أنها لن تجتمع على ضلالة، وذلك بالطرق المتاحة المشروعة والمتغيرة بتغير ظروف الزمان.