دراسة التوزع السكاني في محافظة الحسكة السورية
معلومات مهمة
مقدمة :
هذه الدراسة هي تحديث لدراسة سابقة قام بها التجمع ، وتلقى من خلالها عدة ملاحظات وتنبيهات لبعض الأخطاء ، قام مكتب الدراسات بالنظر في تلك الملاحظات وتصحيح الأخطاء .
أعتمدت الدراسة السابقة على توضيح توزع المكون العربي والكردي بأعتبارها أكبر مكونات المحافظة . ونظراً لتلقينا أقتراحات من الأخوة الكلدوآشور بضرورة توضيح توزعهم أيضاً بالمحافظة قام مكتب الدراسات في التجمع الوطني للشباب العربي بإعادة الدراسة من جديد بعد إضافة المكون الكلدوآشوري السرياني .
مبدأ دراسة التوزع السكاني في محافظة الحسكة :
إنطلاقاً من أيماننا المطلق بأن الأرض تتسع للجميع ، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول الدعوات الأقصائية من أي جهة كانت ، وأن الشعب السوري بتنوعه العرقي والثقافي هو يكشل لوحة متكاملة بجميع ألوانها وأطيافها ، ونظراً لأزدياد حملات التشويه التي تمارسها بعض الأطراف بشكل ممنهج ، والتي تهدف لتزوير تاريخ المنطقة ، أو هويتها ، أو حتى واقعها الديموغرافي أو هوية وثقافة مكوناتها فأننا أنطلقنا بهذه الدراسة التي ألتمسنا فيها الحيادية وأسلوب البحث العلمي وحاولنا قدر المستطاع وبما يتوفر لدينا من إمكانيات محدودة الوقوف على منطقة الحسكة التي لم تكن بمعزل عن مخاض الإدعاءات والتزوير لتاريخها وواقعها بغرض تحقيق مكاسب سياسية أو مطالب ذات طبيعة قومية تهدف لتحقيق أهداف وسيطرة لمكون دون آخر ، الأمر الذي يتنافى تماماً مع واقع المحافظة التي تتعايش فيها قوميات مختلفة بكشل يصعب الفصل بين تلك المكونات نظراً لتداخلها وتعايشها وتاريخها المشترك ووحدة آلامها و آمالها.
من هنا نقول أن هذه الدراسة لم تأتي لمحاولة التمييز القسري بين مكونات المجتمع ، إنما جاءت رداً على عشرات الدراسات التي حاولت أن ترسم مستقبلاً شوفينياً ومظلماً للمحافظة عبر نشرها لمعلومات مغلوطة وإعتماد تزوير الواقع برسم خرائط قومية لا تعبر عن ثقافة المنطقة.
ونؤكد عبر هذه الدراسة بأن مكونات الشعب السوري عموماً وأبناء الجزيرة خصوصاً هم نتاج حضاري وأخلاقي لتجارب العيش المشترك بين مكونات أصيلة في المنطقة وعريقة ، لا يمكن لأي منها نفي أو أقصاء الآخر تحت أي ذريعة أو مسمى.
نتائج دراسة التوزع السكاني في محافظة الحسكة بحسب مكونات المحافظة :
كما هو موضح من الخارطة فإن محافظة الحسكة مقسمة إدارياً إلى أربعة مناطق هي و بالترتيب من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي : منطقة المالكية، القامشلي ، رأس العين ، الحسكة .
لقد قمنا بدراسة التنوع القومي الموجود في المحافظة ، وبحسب كل منطقة ، وبينّا كيفية التوزع القومي في قرى المحافظة و الذي ينعكس على المدن ، والتي أنشأ معظمها أيام الأنتداب لسوريا .
توزع القرى في منطقة المالكية
يتبع للمالكية إدارياً ناحيتين مهمتين هما ناحية اليعربية و ناحية الجوادية وبلدة رميلان ، يبلغ عدد القرى التابعة لمنطقة المالكية (ديريك) 294 قرية موزعة كالآتي:
115 قرية كردية في منطقة المالكية نسبتها 39.11 %
148 قرية عربية في منطقة المالكية نسبتها 50.34%
16 قرية سريانية آشورية نسبتها 5.44 %
14 قرية مختلطة بين المكونات (عربي +أكراد) نسبتها 4.76 %
1 قرية مختلطة بين المكونات (سرياني +أكراد) نسبتها 0.34 %
توزع القرى في منطقة القامشلي
يتبع للقامشلي إدارياً عدة بلدات ونواحي مهمة هي : ناحية عامودا و ناحية القحطانية (قبور البيض ) و ناحية تل حميس وبلدة جزعة ، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 549 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي :
185 قرية كردية في منطقة القامشلي و نسبتها 33.70 %
345 قرية عربية في منطقة القامشلي ونسبتها 62.28 %
6 قرى سريانية آشورية في منطقة القامشلي ونسبتها 1.1 %
9 قرى مختلطة بين المكونات (عرب +أكراد) نسبتها 1.64 %
3 قرية مختلطة بين المكونات (عرب + سريان ) نسبتها 0.55 %
1 قرية مختلطة بين المكونات (سريان +أكراد) نسبتها 0.18 %
توزع القرى في منطقة رأس العين :
يتبع لمدينة رأس العين إدارياً ناحية مهمة هي ناحية الدرباسية ، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 279 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي :
96 قرية كردية في منطقة رأس العين ونسبتها 34.41 %
167 قرية عربية في منطقة رأس العين ونسبتها 59.85 %
16 قرية مختلطة بين المكونات (عرب + أكراد ) نسبتها 5.37 %
توزع القرى في مدينة الحسكة
مدينة الحسكة هي مركز المحافظة ، يتبعها إدارياً عدة بلدات ونواحي مهمة وهي : تل تمر ، الهول ، الشدادي ، العريشة ، مركدة ، بئر الحلو ، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 595 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي :
57 قرية كردية في منطقة الحسكة ونسبتها 9.58 %
501 قرية عربية في منطقة الحسكة ونسبتها 84 %
28 قرية آشورية في منطقة الحسكة ونسبتها 4.7 %
9 قرى مختلطة بين المكونات (عرب + أكراد ) نسبتها 1.51 %
الإجمالي في أعداد القرى وتوزعها على مستوى كامل محافظة الحسكة :
مجموع قرى محافظة الحسكة والتي تم حصرها من خلال الدراسة على واقع القرى الحالي هو 1717 قرية ، موزعة على أربع مناطق أدارية بحسب المدن التالية ( الحسكة ، رأس العين ، القامشلي ، المالكية) كما ويتبع المحافظة حوالي 14 ناحية وبلدة تشكل تجمعات سكانية هامة وهي : ( مركدة ، الشدادي ، العريشة ، الهول ، البئر الحلو ، تل حميس ، تل تمر ، الدرباسية ، عامودا ، القحطانية (قبور البيض) ، اليعربية (تل كوجر) ، الجوادية ، الرميلان ، جزعة ) .
وبناء على ما تقدم من تفصيل في التوزع السكاني في محافظة الحسكة ، يمكننا أن نجمل هذه الدراسة بالنتائج التالية :
إجمالي عدد القرى في محافظة الحسكة 1717 قرية
العدد الكلي للقرى العربية في المحافظة 1161 قرية وتشكل 67.62 % من أجمالي القرى.
العدد الكلي للقرى الكردية في المحافظة 453 قرية وتشكل 26.38 % من إجمالي القرى.
العدد الكلي للقرى الآشورية السريانية 50 قرية وتشكل 2.91 % من أجمالي القرى .
عدد القرى المختلطة (عربية + كردية) 48 قرية وتشكل 2.79 % من أجمالي القرى.
عدد القرى المختلطة (عربية +سريانية) 3 قرى وتشكل 0.17 % من أجمالي القرى.
عدد القرى المختلطة (سريانية+ كردية) 2 قرية وتشكل 0.12 % من أجمالي القرى.
ملاحظات للتوضيح :
ملاحظة (1): تم احتساب القرى الكردية والقرى اليزيدية على أنها قرى كردية .
ملاحظة (2): تم احتساب القرى التي تحوي أقلية تقل عن 10% من سكان القرية على أساس الأكثرية، علماً أن نسبة هذه القرى لا تتجاوز 5% من مجموع قرى المحافظة أي حوالي 75 قرية ، (ومثال ذلك : قرية تحوي مئة منزل 91 منها من المكون الكردي و9 من المكون العربي يتم أحتساب القرية على أنها ذات مكون كردي )
ملاحظة (3): تم احتساب القرى على أساس الوضع الراهن للسكان وليس على أساس الملكية على اعتبار أن معظم القرى تعود ملكيتها إلى شيوخ القبائل والعشائر ( قبل قانون الإصلاح الزراعي)
ملاحظة (4): في العقود الثلاثة الماضية حصلت هجرات كبيرة للسكان من الريف إلى المدينة، ما جعل من الصعوبة بمكان تحديد النسبة الحقيقية لسكان المدن وخاصة مدينة القامشلي، والتي تعتبر من المدن الحديثة التي أسست سنة 1922 والتي لم تكن موجودة ولم تحوي أي سكان قبل هذا التاريخ.
ملاحظة (5): أسماء القرى الموجودة على الخريطة هي الأسماء المعتمدة للقرى في الدوائر الرسمية، والخريطة الأساسية هي الخريطة المتداولة والمجمع على مصداقيتها، بينما تم الاعتماد على مئات الأشخاص القاطنين في مختلف القرى من ذوي الخبرة والمصداقية في تحديد ساكني القرى.
ملاحظة (6) الدراسات الديموغرافية في منطقة الجزيرة ليست بالأمر السهل ، لذلك ينوه التجمع الوطني للشباب العربي مسبقاً بأنه أحتمال أن تكون هناك نسبة خطأ لا تتجاوز 2% في هذه الدراسة ، وهي نسبة لا تؤثر على النتائج المستخلصة من الدراسة.
ملاحظة 7 : نرحب بجميع الأقتراحات والآراء والأعتراضات ، ونشكر جميع من يساهم في تصحيح وتقويم أخطائنا وبذل أي جهد في لفت نظرنا لأي خطأ او نسيان.
تنويه هام: الغاية من هذا العمل هي تسليط الضوء على الحقائق الديموغرافية في المحافظة بعد الأخطاء الكثيرة المتداولة في وسائل الإعلام بقصد أو بدون قصد والتي نقلت صورة بعيدة عن أرض الواقع الذي يدركه كافة سكان المحافظة.
فيما يتعلق بالأقليات فإن التجمع الوطني للشباب العربي أكد في جميع البيانات والتصريحات التي صدرت باسمه، على أنه ينظر إلى جميع مكونات المجتمع السوري بأنها التنوع الطبيعي والصحي والتاريخي والثقافي والفكري والاجتماعي، ويرفض التمييز بين أي مكون من هذه المكونات على أساس العرق أو الدين أو المذهب ، بل يعتبر أنه من الضروري أن يتساوى جميع المواطنين باختلاف انتمائهم لمكونات النسيج السوري على أساس حقوق المواطنة الكاملة والتي تسمح للمواطن مهما كان انتماؤه العرقي أو الديني أن يتبوأ أرفع المناصب في سورية الديمقراطية المدنية التعددية.
أما بخصوص موقف التجمع من الأخوة الأكراد و الذين يشكلون ما نسبته 25-30 % من عدد السكان في محافظة الحسكة وما نسبته من 8-10 % من مجموع سكان سوريا، فأننا ننظر إليهم كجزء أساسي لا يتجزأ من مكونات الشعب السوري، تعرضوا كباقي مكونات الشعب السوري للظلم والقهر والممارسات الاستبدادية، وحرم قسم كبير منهم من الحصول على الجنسية ولعقود طويلة وهذا ما نعتبره خرقاً لأبسط حقوق الانسان في الانتماء إلى كيان دولة، وقد كان لدماء السوريين في ثورتهم المباركة دوراً رئيسياً في حصول المحرومين عليها.
والتجمع الوطني للشباب العربي إذ يشدد على الأخوة التاريخية بين العرب والكرد، وإذ يعتبر أن المواطنة الكاملة المشار إليها مسبقاً هي ما يجب أن يجمع السوريين، وإذ يدعم الأخوة الكرد في الحصول على جميع حقوقهم الثقافية واحترام خصوصيتها ضمن أطار التعدد والتنوع الثقافي الوطني الواحد، فإنه يرفض كل دعوات الانقسام والتشرذم والاقتطاع بمسمياتها المتعددة، من انفصال أو فدرالية أو حكم ذاتي، ويرفض التجمع ما اصطلح تسميته حق تقرير المصير للكرد باعتباره يؤسس لظلم المكونات الأخرى حيث ينفرد المكون الأصغر بتقرير مسار ومصير المكونات الأخرى التي تشكل الأغلبية، ما ينذر لنتائج لا يستقيم معها استقرار المنطقة، علاوة على كونه "حق تقرير المصير" في الحالة السورية لا ينسجم مع القانون الدولي ولا تدعمه معاهدات الأمم المتحدة ذات الشأن. كما يرفض التجمع ما يسمى "الإقرار الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي" باعتباره يوفر أرضية قانونية تبقي الباب مفتوحاً أمام مطلب "حق تقرير المصير"، وفي هذا يدعم التجمع الوطني للشباب العربي اقراراً دستوريا باعتبار الكرد جزءاً أساسياً من الشعب السوري.
عاشت سورية حرة للجميع
-- -------------
التجمع الوطني للشباب العربي
مكتب الدرسات والبحوث
تم انجازها في القامشلي في 21/6/2012