رسالة من رئيس رابطة أدباء الشام إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
رسالة من رئيس رابطة أدباء الشام
إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
د. عبد الله الطنطاوي
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس الأمريكي الدكتور أوباما
المحترم تحية وسلاماً وبعد : عندما فزت برئاسة الولايات المتحدة ،
فرحنا ، لأنك أول رئيس من المستضعفين يدخل البيت البيضاوي من غير البيض ، وقلنا : إن الدكتور أوباما من أصول إفريقية ،
وقد ذاق هو وأهله الأمرين من التمييز العنصري في أمريكا .. وازداد فرحنا عندما زرت تركيا
والقاهرة والرياض ، وسمعنا تصريحاتك ، وظننا أن الرئيس الأمريكي الجديد أوباما ،
سيفتح صفحة جديدة مع العرب والمسلمين ، وسوف يرفع عنهم الظلم الذي أوقعه الأمريكان
عليهم ، ولكن ، ما كل ما يتمنى العرب والمسلمون من أمريكا يدركونه ، فهي المنحازة
إلى أعدائهم حيث كانوا ، في فلسطين ، وفي إيران ، وفي روسيا ، وغيرها .. استبشرنا خيراً عندما أمرتم عبيدكم في
تونس ، ومصر ، وليبيا ، واليمن ، بالتنحي عن كراسيهم الكرتونية ، ولكنكم عدتم إلى
سيرة أسلافكم الرؤساء السابقين ، بتأييد انقلاب عسكري بامتياز ، على ديمقراطية
بامتياز شهدتم أنتم وحلفاؤكم بنزاهتها وشفافيتها ، بهذا أنتم تتحملون مسؤولية
أخلاقية وإنسانية ، عندما سمحتم لأجرائكم من (الجنرالات) الذين ربيتموهم على أعينكم
بأن يقتلوا أبناء الشعب المصري ، وهم يصلون ، وهم صائمون ، وهم مسالمون ، فسالت
الدماء المصرية تشكوكم إلى الله ، لأنكم لم تكفوا عبيدكم وأجراءكم عنهم ، ولو أنهم
لم يروا الضوء الأخضر ساطعاً من البيت البيضاوي ، يجيز لهم قتل المدنيين من الفقراء
والمثقفين وأن قتلهم يرضيكم ، لما جرؤوا على ارتكاب جرائمهم اليومية منذ الأول من
يوليو .. سيادة الرئيس نحن ـ المسلمين ـ في رمضان ، شهر
الصوم والغفران والله يتقبل دعاء المظلومين فيه ، وسوف ندعو على كل من يعين
ديكتاتور سورية النازفة ، وانقلابيي مصر الجريحة ، ندعو عليه بما يستحقه من العقاب
من رب العباد ، بعد أن خذلهم دعاة الحرية والديموقراطية الغربية . ليس في هذه الرسالة سياسة ، إنها
رسالة إنسانية أخلاقية ، نرجو أن تجد طريقها إلى قلبكم وإلى عقلكم ، فتنهاكم عن
مساندة الانقلابيين التعساء الدمويين ، وتأمرونهم بمغادرة مصر فوراً ، وتسليم
الأمانة إلى أصحابها ، كما كانت قبل انقلابهم المشؤوم الذي لم يبق على رئيس ، ولا
على مجلس شورى ، ومارس القتل والسجن والتعذيب الوحشي مع النساء والأطفال ومع النخبة
التي جاءت بها صناديق الاقتراع النزيه إلى كراسي الحكم . وسوف يطيعونك فوراً ، حقناً للدماء ،
وحتى يقفوا التخريب الذي باشروه بقسوة من أول يوم انقلبوا فيه على الشرعية . وفي الختام سلام،،، عبد الله الطنطاوي رئيس رابطة أدباء الشام