رسالة الشيخ العلامة عبد الرحمن عبد الخالق لحزب النور
رسالة الشيخ العلامة عبد الرحمن عبد الخالق
لحزب النور
ﻟﻘﺪ ﺧﻨﺘﻢ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﻧﻘﻀﺘﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺗﻮﻟﻴﺘﻢ ﻛِﺒﺮ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺭﺋﻴﺲ ﺑﺎﻳﻌﺘﻤﻮﻩ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﺑﻪ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ, ﻭﻇﺎﻫﺮﺗﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﺔ, ﻭﻣﺰﻗﺘﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﺃﺣﺪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ, ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺭﻯ ﻣﺜﺎﻻً ﻟﻜﻢ ﻭﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻨﺘﻤﻮﻩ ﻭﺧﻠﻌﺘﻤﻮﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ, ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻭﻝ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻔﺘﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﺗﻖ ﻣﻨﻬﻦ. (ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ ﺑﻌﺜﻤﺎﻥ ﺃﺣﺪﺍً).
ﻭﻣﺮﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎً ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻋﻄﻮﻩ ﺛﻤﺮﺓ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺻﻔﻘﺔ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻛﻨﺖ ﻭﺣﺰﺑﻚ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ.
ﻭﻋﺜﻤﺎﻥﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎً ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻮﺍﻣﺎً ﻗﻮﺍﻣﺎً, ﻭﻧﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﻣﺮﺳﻲ ﻛﺬﻟﻚ.
ﻭﻋﺜﻤﺎﻥﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻟﻴﻌﺰﻟﻮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻬﻢ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻘﺘﻞ, ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﺻﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻟﺒﺴﻚ ﻗﻤﻴﺼﺎً ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻋﻪ ﻓﻼ ﺗﻄﺎﻭﻋﻬﻢ).
ﻭﻣﺮﺳﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺰﻋﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻟﺒﺎﺱﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺪﻩ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺒﻬﻢ.
ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﺧﺎﺋﻨﺎً ﻟﻬﻢ.
ﻭﺃﻣﺎﺃﻧﺘﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺷﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﻋﻬﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﺣﺮﻣﺘﻪ, ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﺒﺄ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺴﻔﻚ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺘﻬﻚ ﺑﻨﻘﻀﻜﻢ ﻋﻬﺪﻛﻢ, ﻭﺧﻴﺎﻧﺘﻜﻢ ﻷﻣﺎﻧﺘﻜﻢ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻴﺖ ﻛِﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ, ﻭﺳﻌﻴﺖ ﺑﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎً.
ﻭﺇﻥﺗﺒﺠﺤﺖ ﺑﺄﻧﻚ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ, ﻓﻠﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺎﺋﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺻﻨﻌﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺨﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻜﻢ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺒﺴﺘﻤﻮﻩ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﺯﻭﺭﺍً ﻭﺑﻬﺘﺎﻧﺎً, ﻭﻟﺘُﺴﻠﻜﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ.
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻤﺮﺳﻲ ﻭﺇﻥ ﺃﻃﻤﻌﻮﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﻴﻦ.
ﻛﺘﺒﻪ:
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ
26 ﺷﻌﺒﺎﻥ 1434
4 ﻳﻮﻟﻴــــﻮ2013