بيان
بيان
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن هيئة علماء المسلمين في لبنان
منذ انطلاق الثورة السورية المباركة على أرض الشام أطلقت الحكومة اللبنانية شعار "النأي بالنفس" لتجنيب لبنان الفتنة ومع اعتراضنا على هذا الشعار وهذه السياسة التي تساوي بين الجلاد والضحية تعالينا على جراحنا ومشاعرنا رغبة منا في تجنيب البلد الحرب المذهبية المدمرة إلا أن الوقائع أثبتت أن الدولة فشلت في تطبيق هذا الشعار وغضت الطرف عن جحافل المقاتلين التابعين لحزب الله والذين توجهوا إلى سوريا لنصرة الطاغية وإعانته على إبادة شعبه الثائر وقد حذرنا الدولة مرارًا وتكرارًا من أن هذا التدخل سينعكس تفجيرًا في الداخل اللبناني وسيصعب على الدولة لجم تداعياته في الشارع إلا أن عجز الدولة كان أكبر من كل هذه المناشدات والنداءات.
وبعد التدخل السافر لحزب الله في القصير واستفزازه لمشاعر أهل السنة من خلال شعاراته المذهبية الحاقدة ثم إعلانه الانتصار المزعوم في القصير رغم الفارق الشاسع في العدة والعتاد ثم الاحتفال وتوزيع الحلوى في مناطقه فرحاً بتدمير المدينة على رؤوس ساكنيها مما انعكس شحناً طائفيّاً إضافياً وإشارات واضحة بقرب انتقال الفتنة إلى لبنان وتمت ترجمتها بحوادث أمنية متنقلة في بيروت وطرابلس وصيدا وعرسال ليكون آخرها ما جرى أمس من تفجير خطير للوضع في صيدا.
ومرة جديدة حرصنا على إطفاء الفتنة في بدايتها وعدم انتقالها إلى مناطق أخرى فتم تشكيل وفد ضم خمسين عالماً من هيئة علماء المسلمين في لبنان وانتقلوا ليلاً إلى مدينة صيدا حيث اجتمع الوفد بفعاليات المدينة في مركز الجماعة الإسلامية، وبعد عدة اتصالات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين اجتمع الوفد مع العميد علي شحرور مسؤول مخابرات الجيش في منطقة الجنوب وطرح عليه مبادرة تقضي بوقف إطلاق النار لمدة ساعة يتم خلالها إجلاء الجرحى والمدنيين والاجتماع مع الشيخ الأسير لإيجاد مخرج يتم بموجبه وقف نزيف الدماء ولكن قيادة الجيش لم تتجاوب مع هذه المبادرة وأصرت على استكمال هجومها على المسجد مما اضطر الوفد لمغادرة المدينة فجراً بعد فشل مساعيه.
انطلاقًا مما سبق يهمنا توضيح الأمور التالية للرأي العام:
أولاً: لقد ثبت من خلال روايات متواترة لأهالي صيدا ومما شاهدناه وسمعناه أثناء وجودنا في المدينة تدخل مناطق تابعة لحزب الله وحركة أمل على خط المعارك من خلال قصف المسجد والمناطق المدنية الآمنة المحيطة به، إضافة إلى وجود عناصر حزبية ملثمة بلباس مدني تشارك مع عناصر الجيش في هجومها على المسجد، الأمر الذي سيترك تداعيات خطيرة.
ثانيًا: أثبتت الأحداث المتلاحقة منذ انطلاق الثورة السورية أن قرارات الدولة بكافة مؤسساتها مخطوفة من حزب الله ويتحكم بها من خلال فرض قوته وسلاحه.
ثالثاً: ادَّعت قيادة الجيش بوجود مطالب لها ينبغي تنفيذها قبل إيقاف الهجوم على المسجد ولكنها في المقابل لم تتجاوب مع مبادرة الهيئة وتوقف إطلاق النار لإيصال هذه المطالب للشيخ الأسير مما يؤكد رغبة طرف ثالث باستمرار المعركة.
رابعاً: لقد شعرنا خلال لقائنا مع قيادة الجيش بوجود قرار حاسم لاقتحام المسجد وارتكاب مجزرة في داخله بحجة استعادة هيبة الجيش والتي لا يجد مكانًا لها إلا في مناطق أهل السنة.
خامساً: نحمل قيادة الجيش المسؤولية الكاملة عن فشل مبادرة هيئة العلماء وكل ما ينتج عن ذلك من أحداث وتداعيات في كافة المناطق.
سادساً: نطالب رئيس الحكومة والنواب والوزراء وكافة المسؤولين السنة في لبنان بتحمل مسؤولياتهم في حماية طائفتهم المستهدفة في أدق مرحلة يمر بها لبنان حالياً.
هيئة علماء المسلمين في لبنان
المكتب الإعلامي
الاثنين 15 شعبان 1434هـ = 24 حزيران 2013م