ما عدو المرأةِ إلا المرأة لماذا؟؟؟!!
هنادي نصر الله
مكتوب على ورق الحِنة، عمر حماية ما حبتْ كِنة !! ولو البحر بصير مقتاة كان بتحب الكِنة الحماة... وحماتي في طبرية وصياحها واصل لي.. والكي بالنار ولا حماتي بالدار... ويا حماية ما كنتِ كنة؟؟ قالتْ كنتْ ونسيتْ؟؟
هذه بعض الأمثال الشعبية التي تناقلتها الأجيال عن العلاقةِ التي تربط الكِنة بالحماة، أمثالٌ تطغى عليها العنصرية والعداء من قبل الكِنة للحماة.. ومن قبل الحماة للكنة...والسؤال هل هذا هو الواقع؟؟
أما آن لنا أن نُغير تلك الأسطوانة المشروخة عن الحماة" أم الزوج" والكنة" زوجة الإبن" من المسئول عن إيهام الناس لاسيما طبقة غير المتزوجين من الشباب والفتيات بأن هناك غولٌ اسمه" حماة وكنة"..وهذا الغول لا بُد وأن نتعايش معه؟؟
ربما حادثة القتل الأخيرة في خانيونس جنوبي القطاع؛ صبت الزيت على النار؛ فيما يخصُ العلاقة بين الكِنة والحماة... كثيرون باتوا يشكون من سوء علاقة زوجاتهم بأمهاتهم.. الزوج يشكو وقد يقفُ على أحسنِ الأحوال أمام مفترق الطرق.. لا يربط ولا يعقد ولا يحل.. فهذه أمه وتلك زوجته.. !
والزوجةُ قد تشكو لأهلها إن لم تجد إنصافًا من زوجها وفق منطقها؛ فالإنصاف عندها أن يضع حدًا لتدخلات أمه؛ وأن يتجرأ أن يقف في وجهها، ويقول لها" كفى تدخلاً سافرًا في شئون الحكومةِ التي أخذت من بيتي سكنًا ومقرًا لها.. أو ليس في عُرفنا أيضًا تُعد الزوجة" الحكومةُ ووزارة الداخلية ترسم السياسات وتُلقي بالأوامر، وعلى الزوج أن يُثبت مدى حبه واحترامه لها بتنفيذ كل ما تقوله؟؟؟
أما الحماة.. فقد تشكو لإبنها زوجته؛ وتتهمه بأنه " ابن زوجته" إن لم يسمع شكواها؛ قد تلجأ إلى ما تُسميه" بالفضفضة" لجاراتها، وهي لا تدري أنها بهذه الطريقةِ تنشر غسيل بيتها، وتقتل هيبتها...!
هي دوامة من الصراع العائلي؛ قد يكون هادئًا وقد يكون صاخبًا، وقد يتمادى إلى حدِ التهور... والسؤال من جديد... من المسئول" الكنة أم الحماة أم الزوج .. أم كل الأطراف متهمة؟!
غياب الثقافة المجتمعية؛ والإحترام الأسري؛ عدا عن النظرة السلبية التقليدية عن الكنةِ والحماة من أبرز الأسباب التي تقفُ أمام ما يُعرف " بصراع الكناين والحموات"..
كم أتمنى أن نستبدل هذه الصورة القاتمة بصورةٍ مشرقة لهنّ؛ كم أتمنى لو أن الكنة تحب " حماتها" كأمها، وكما أتمنى لو أن " الحماة " تحب " كنتها" كإبنتها..نريد حبًا صادقًا حقيقيًا؛ يتغاضى عن زلاتِ أيٍ منهما؛ يصفح الصفح الجميل عن أي خطأٍ يصدر من أيِ طرفٍ منهما؛ لا نريد منهما أن يتوجهن بالشكوى إلى محكمة الصلح و المثمثلة هنا" بالزوج " أو الإبن..
كفى إغراقه في مشاكل تافهة؛ لا تليق إلا بالصغار الذين يبكون لآبائهم؛ بعدما كانوا قبل لحظاتٍ يلعبون سويًا... فإذا ما تدخل الآباء أوقعوا عائلاتِ صغارهم في شرك الجاهلية وحمى التعصب الأعمى.. " ابنك ضرب ابني" لا ابنك هو من اعتدى..!!
نريد من كل كِنة وحماة أن تتحلى بالحكمة وحنكة التصرف... أن تتسامحا، أن تتغافرا... أن تتلمسا لبعضهما الأعذار.. ونريد من وسائل الإعلام الترويج لثقافة مكافحة العنف بين النساء أنفسهن... مكافحة عنف المرأة للمرأة.. سواء بنظرة حادة، أو بحسدٍ مبطن.. أو بغيرةٍ قاتلة.. أو بلفظٍ كلامي... وأخيرًا وأتمنى آلا تتكرر حادثة خانيونس" باعتداءٍ جدسدي"..
إلى مؤسسات المرأة على اختلافها... إلى من يدافعون عن الجندر.. وحقوق المرأة.. أشيعوا ثقافة السلام والحقوق للمرأة مع نظيراتها المرأة.. نريد احترامًا وتقديرًا.. لتكن البداية من البيت.. وكفى أن نقول ونردد.. " ما عدوُالمرأة إلا المرأة"..!!!