كلمة حول مؤتمر جنيف – 2
احمد هاشم العاصي
مازال العالم كله ، عربه وعجمه وغربه وشرقه ، لا يرى ولا يسمع ماذا يحدث في سوريا من قتل وذبح وحرق وتدمير وتخريب وتشريد وتعذيب وسجون واعتقالات ، حالهم كمن لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل ، إن هم كالأنعام بل أضل سبيلا ، يمارسون الضغط على المعارضة السورية لحضور مؤتمر جنيف رقم2 والجلوس مع النظام الإجرامي في دمشق وجها لوجه ، بل ويطالبون ببقائه في الحكم ، متناسين كل القرارات والمبادرات التي وضعتها الجامعة العربية ومجلس الأمن والدول الكبرى ، المطالبة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المساجين وسحب الجيش من المدن والقرى وعودته إلى سكناته ، وأولها مبادرة الجامعة العربية وإرسال البعثة العربية التي رأسها الدابي ، لتطبيق بنود المبادرة ، دون أن يطبق منها بند واحد ، وزاد القصف والقتل والتدمير وضرب بها الأسد عرض الحائط ، ثم جاءت مبادرة كوفي عنان من قبل مجلس الأمن ولم يطبق منها أيضا أي بند ثم جاءت مبادرة الأخضر الإبراهيمي ، ودامت بعثته ما يقرب من عام وزاد القتل والذبح والحرق والقصف والتدمير بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا ، من القنابل الانشطارية والنابالم وصواريخ سكود ، ثم اتبعها النظام بالأسلحة الكيماوية ولم يطبق منها أيضا بند واحدا ، ولم يقوم المبعوث البهيمي بأي اقتراح لمجلس الأمن لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري ، وآخرها إعطاء مقعد الجامعة العربية للائتلاف السوري الوطني وسحبه من المجرم الأسد ، وترديد حكام أوربا وأمريكا وحكام العرب إن بشار فقد شرعيته ، وتنظيم عشرات المؤتمرات أطلقوا عليها أصدقاء الشعب السوري أقوالا وليس أفعالا وكأنهم أعداء للشعب السوري ويخدمون نظام بشار نظام الإجرام الأسدي ، ويعملون جاهدين على بقائه في الحكم ، ومما يدل على ذلك استسلام أمريكا أمام روسيا ليفعل بوتين ولافروف ما يريدان ، وأما فرنسا وبريطانيا فتعدان بتسليح المعارضة والمقاومة في سوريا مساء وسرعان ما ينقضان ما قالا صباحا ، لسان حالهما كلام الليل يمحوه ضوء النهار ، والكذب مبدأ الغرب وعيب على من يصدق .
قالوا ممنوع استخدام الأسلحة المحرمة دوليا استخدمت جميعها ولم يحركوا ساكنا شكل مجلس الأمن لجنة للتحقيق باستخدام الكيماوي وتوجهت إلى قبرص ولم يسمح لها بدخول سوريا ، وكأن نظام بشار أكبر من الدول الكبرى والآن يضغطون بكل قوتهم على المعارضة السورية بالحضور في مؤتمر " جنيف – 2 " والجلوس مع نظام مجرم ذبح الشعب السوري ودمر المدن والقرى وخرب المعامل والمؤسسات والدوائر ، كأن لم تكن بالأمس ، وشرد ما يزيد عن ستة ملايين وقتل أكثر من مئة ألف ، وسجن ما يقرب من المليون وجرح ما يزيد على نصف مليون ، أكثر من مئة ألف بين مشلول أو مبتور احد أطرافه ، والضغط لا يزال مستمرا للجلوس مع هذا النظام المجرم وضرب كل خسائر الشعب السوري عرض الحائط وبقاء بشار بالحكم .
مما يدلل أن العالم يساند بشار قولا وفعلا ويعطونه الضوء الأخضر ليقتل من الشعب السوري ما يشاء ويحرق ويعذب ويخرب ويدمر ، في الوقت الذين يعمون فيه أنهم دعاة حرية وديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان ، وأنهم صناع حضارة، فبئست وخسئت حضارتهم وديمقراطيتهم وحريتهم وحقوق إنسانيتهم ، ولا يشرف مسلم إن يتبع مثل هذه المنظومة الحيوانية .